هل حقيقي أن من يحب لا يكره ، وهل يمكن للكراهية أن تحل محل الحب ؟
وهل من المعقول أن يفكر الشخص في إيذاء من تعلق قلبه به وأحبه ، كلها أسئلة تفرض نفسها علينا جميعا ، فهل من إجابة مقنعة لها
من يحب لا يكره ، هي حقيقة ثمينة تزين عالم العشق والهوى ، فمن يحب حقا لم يعرف الكره الطريق إليه ، فالنفس السوية التي مالت ، وانجذبت واحبت بكل ما فيها ، لم ولن تكره محبوبها مهما بدر منه ، ومهما كان الجُرح عميقا ، وما عدا ذلك فهو ليس حبا ولا يمت للحب بأي صلة ، ولن تتغير هذه الحقيقة بإختلاف الآراء ، فقوانين العشق والهوى كفيلة بأن تحفظ حقائق الحب الغالية
الحب الحقيقي
إذا أردت أن تعرف عمق حبك ومشاعرك تجاه شخص معين ، عليك أن تراجع رد فعل قلبك بعد ما بدر منه من تصرفات سلبية قوية ، تركت أثرا شديدا في نفسك ، فإذا ظل قلبك محتفظا به في ثناياه فاعلم ان حبك حقيقي مائة في المئة ، فالحب الحقيقي لا يموت أبدا مهما حدث
وإذا كنت أنت من فعلت بمحبوبك ذلك ، وكنت قد أذقته آلاما قاسية بات قلبه يئن بها في كل لحظة ، ولا زال هذا المحبوب محبا لك ، فاعلم أن بين يديك حبا حقيقا ، لن تجد حبا يرقى لمنزلته في يوم من الأيام إن خسرته ، فتمسك به ولا تنخدع بالحب المزيف لأنه سيكون أول عقاب تراه على تقصيرك في حق من أحبك بكل مشاعره ووجدانه
سلطان القلوب
يرى البعض أنه من الممكن أن يحدث الكره بعد الحب ، وهي رؤية خاطئة ، فالحب والكراهية ليست زر سيتم الضغط عليه لنكره أو نحب ، فالقلب وحده من يقرر ذلك ، فقد يرغب شخص طُعن بجُرح عميق من الشخص الذي أحبه وتربع على عرش قلبه ، أن يتخلص من حب هذا الشخص بعد ما فعله به ، ولكنه يعجز عن ذلك أتدرون لماذا؟ ، لأن القلب قابل رغبته تلك بالعصيان ، نعم سيعصيه قلبه ، ولن يقوى هذا الشخص على كره من أحب طالما كان الحب حقيقيا صادقا من البداية ، وذلك لأن للقلوب سلطان لا يقوى أحد على الإنتصار عليه ، فالقلب الذي أحب حبا صادقا وأخلص وأعطى ، وتفانى في حبه لن يكره محبوبه أبدا مهما حدث ، حتى وإن انتهت العلاقة التي ربطت بينهما في يوم ما ، لأن من يحب لا يكره ، فقد تستمر الحياة ومن في القلب في القلب حتى الممات
منقول