المرأة هي الأرض والعطاء
............... ......
من بعيد منذ الاف الاعوام
تلك الروح تكتنز السلال
ترتعش يدي
وترحل في خيوط الدفء
تهبط فوق الربى
تعانق المدى
حيث المكان
وهذا الزمان
البعيد والمتلاشي
عبر المحال
لم ير النور
ولم تمتد له عين
لم يلثمه أنسان
كأنه مكنون دري
عاث معصية الوحدة
طوال السنين
لم يعرف الضوء
ملتحف الغطاء
متكور بأنطواء
منه ......النماء
وله ...العطاء
عانقت يداي أكفه
بتجن أو بأستغراب
شديد الظلمة
ذلك المكان
حملت عليه بأقتدار
تنجده نفسي
وذلك الضوء
المتلاشي
في الخفوت
تردد وانطفاء
حملته بيدي
كريح تحمل المزن
أريد أن أراه
كبكب سواده
حيث أمهل العين
تغزوا الأماكن
كل الأماكن
كأن أرضه البيداء
لأن أديمه النماء
من أوشال البقايا
أغصان جرداء
يسلبها الزمن غريره
بعجاف الماضي
هذا التردي
هذا النكوص
وتبقي الريح تعصف
بدون حمل
بدون ودق بدون ماء
وتمتد يدي نحو البركان
لتهب الحياة
يعصف بها الريح ثانية
لكنها تستقر هنا
بين خوف وآه
بين الغيم في الفضاء
عنفوان الأشياء
تجيش في الأعماق
لهبة من نور تضيء السواد
تستكين الرياح
في جوفها نزر ثقال
يحكمها الحياء
لتطلق العصفور من رحم الأسوار
تتبرج بذهول...
وتسقط من سقف السماء
زخات المطر الندي
تبلل أرضها الديم
يخضر الأديم
وتجري المياه في السواقي
تملأ الحقول
ها هو الطوفان
قد بلغ الزبى
في سناها رحل الضباب
ربيعها يسكن القلوب
كالريح تحمل الأحلام
كالمزن تبلل الاصقاع
البعيدة
من زمان
وانا أنتظر ربيع القمر
ويأتي ذلك الربيع
حيث هو أنثى
أنثى من بلدي
يعشقها .......الربيع و الزمان
هيثم الأسدي