الحب حاجة أساسية في الإنسان لا تقل أهمية عن الطعام والماء، بل هو الفيتامين الذي يغذي إحساسنا بالحياة ويطلق حمم الحيوية والنشاط ويدفعنا دوماً إلى السمو الروحي والتفاؤل والتجديد فنرسم مع شريكنا أحلاماً تعبق بالأمل والبهجة.
والحب الذي أقصده هنا الحب المجرد من آية مضامين نفعية أو نوايا مستترة ينكشف خبثها لاحقاً، الحب الحقيقي هو الإحساس الصافي الذي يسري مفعوله في كيان الآخر بشفافية وتدفق.
فالرجل المحبوب أكثر عطاءاً وحيوية متوقدة بالحماس والطاقة ينتج بشكل أكبر وبجودة أفضل، والمرأة المحبوبة أيضاً تبدو منطلقة، مبتهجة، تنضح رواءاً وانتعاشاً، وتقاوم علامات الكبر لقوة معنوياتها النفسية ونشاطها الهرموني المتجدد، وحينما ينعقد قلبان في محبة تتفجر ينابيع السعادة أطواراً وألواناً فإذا بعش الزوجية دوح مخضر بالأمان والسكون والطمأنينة.
و (العلاقة الزوجية) تعرضت كما تعرض غيرها من العلاقات الإنسانية إلى تصدع في السنوات الأخيرة وهيمنت على الطرفين برودة عاطفية ورتابة وملل، فأغلب الرجال يشتكون خواء الحياة الزوجية من العاطفة والإحساس وبأنها عبء ومسؤولية تحمّل الرجل طاقة مضاعفة لتوفير مستوى معيشي لائق وكأن دوره مبرمج وفق هذا الهدف، أوامر، متطلبات، وظيفة شبيهة بوظيفة الموظف في أي شركة تجارية أو مؤسسة تخضع لنظام جامد وصارم، ومن هنا بردت العلاقة الحميمة وتحولت إلى حلبة صراع فلم يعد الشريك يشبع حاجات شريكه، وإن فكرنا ملياً في الأمر وبحثنا عن أسباب الفتور العاطفي لعرفنا أننا المسؤولون عن ذلك، فمفاتيح السعادة مغروسة فينا لكننا لم نلتفت إليها مطلقاً.
اسأل أيها الزوج أية امرأة في العالم ومهما كان لونها، دينها، مذهبها، قومها كيف تحب الرجل؟
ستقول لك فطرتها وصوتها الأنثوي الحالم أنها تحتاج إلى اهتمام الرجل ورعايته واحترامه ويهمها أن تكون مسموعة فهي خلقت بعاطفة ونفسيّة مختلفة عن الرجل والحديث يعتبر مصدر ارتياح لها وتنفيس عن همومها، ولهذا تراها تشتكي، تعاني، تثرثر، تصرخ لا لتقدم لها حلول وإنما لتتعاطف معها وتطمئنها.
فلو استمع كل زوج لزوجته وابتسم في وجهها وأصغى إليها بقلبه وعيونه وإحساسه وتفهّم مشاعرها وصادق على رأيها وأدرك من خلال نبرة صوتها المعنى العميق لحديثها الظاهري دون أن يركّز على قيمة الحديث ونوعيته فلربما افتعلت موضوعاً لتلفت نظرك إلى شيء مكنون داخلها، لا تهاجمها ثائراً وتعقّد المشكلة فلمسة خفيفة وكلمة رقيقة وهمسة دافئة تفعل مفعول المخدر لأعصابها.
إن أغلب الرجال يستهينون بحاجة المرأة إلى الملاطفة اليومية والملامسة الشاعرية التي تشبع عاطفتها وتغذي أنوثتها وإحساسها إنها مرغوبة ومحبوبة من زوجها تتبادل معه مشاعر الشوق والإعجاب والحب والمديح والإطراء.
هذه الأمور عزيزي الرجل ليست صعبة ومعقدة بل هينة وبسيطة وبإمكانك أن تستثير بها عاطفة زوجتك لتجدد الحب والشوق، فقد أثبتت الدراسات النفسية أن المرأة التي تفتقد الحب والتقبيل والمداعبة في حياتها الزوجية تتجه إلى الشراهة في الأكل والإدمان على التسوّق والشراء لتعويض النقص العاطفي في حياتها.
فأقول للرجل انتبه (عندما تفتقد المرأة الحب تلتفت إلى جيبك!)