فضائل شهر شعبان وفضائل الصيام فيه
*
1- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ سُئِلَ : أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ ؟
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : شَعْبَانُ ، تَعْظِيماً لِشَهْرِ رَمَضَانَ . (زاد المعاد : ص43.)
2- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : أَنَّ شَهْرَ شَعْبَانَ شَهْرٌ شَرِيفٌ وَهُوَ شَهْرِي وَحَمَلَةُ الْعَرْشِ تُعَظِّمُهُ وَتَعْرِفُ حَقَّهُ ، وَهُوَ شَهْرٌ يُزَادُ فِيهِ أَرْزَاقُ الْعِبَادِ لِشَهْرِ رَمَضَانَ وَتُزَيَّنُ فِيهِ الْجِنَانُ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَعْبَانَ لِأَنَّهُ يَتَشَعَّبُ فِيهِ أَرْزَاقُ الْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ شَهْرُ الْعَمَلِ ، فِيهِ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ بِسَبْعِينَ وَالسَّيِّئَةُ مَحْطُوطَةٌ وَالذَّنْبُ مَغْفُورٌ وَالْحَسَنَةُ مَقْبُولَةٌ ، وَالْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ يُبَاهِي بِهِ لِعِبَادِهِ وَيَنْظُرُ إِلَى صُوَّامِهِ وَقُوَّامِهِ فَيُبَاهِي بِهِمْ حَمَلَةَ الْعَرْشِ .
فَقَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ، صِفْ لَنَا شَيْئاً مِنْ فَضَائِلِهِ لِنَزْدَادَ رَغْبَةً فِي صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ وَلِنَجْتَهِدَ لِلْجَلِيلِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ .
فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : مَنْ صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ سَبْعِينَ حَسَنَةً ، تَعْدِلُ عِبَادَةَ سَنَةٍ .
وَمنْ صَامَ يَوْمَيْنِ مِنْ شَعْبَانَ ، حُطَّتْ عَنْهُ السَّيِّئَةُ الْمُوبِقَةُ .
وَمنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ ، رُفِعَ لَهُ سَبْعِينَ دَرَجَةً فِي الْجِنَانِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ .
وَمنْ صَامَ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ ، وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ .
وَمنْ صَامَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ ، حُبِّبَ إِلَى الْعِبَادِ .
وَمنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ ، صُرِفَ عَنْهُ سَبْعُونَ لَوْناً مِنَ الْبَلَاءِ .
وَمنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ ، عُصِمَ مِنْ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ دَهْرَهُ وَعُمُرَهُ .
وَمنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ ، لَمْ يَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى يُسْقَى مِنْ حِيَاضِ الْقُدْسِ .
وَمنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ ، عَطَفَ عَلَيْهِ مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ عِنْدَمَا يَسْأَلَانِهِ .
وَمنْ صَامَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ ، وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَبْرَهُ سَبْعِينَ ذِرَاعاً .
وَمنْ صَامَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، ضُرِبَ عَلَى قَبْرِهِ إِحْدَى عَشْرَةَ مَنَارَةً مِنْ نُورٍ .
وَمنْ صَامَ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، زَارَهُ فِي قَبْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ إِلَى النَّفْخِ فِي الصُّورِ .
وَمنْ صَامَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، اسْتَغْفَرَتْ لَهُ مَلَائِكَةُ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ .
وَمنْ صَامَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، أُلْهِمَتِ الدَّوَابُّ وَالسِّبَاعُ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبُحُورِ أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لَهُ .
وَمنْ صَامَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، نَادَاهُ رَبُّ الْعِزَّةِ : ﴿لَا أُحْرِقُكَ بِالنَّارِ﴾ .
وَمنْ صَامَ سِتَّةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، أُطْفِئَ عَنْهُ سَبْعُونَ بَحْراً مِنَ النِّيرَانِ .
وَمنْ صَامَ سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، أُغْلِقَتْ عَنْهُ أَبْوَابُ النِّيرَانِ كُلُّهَا .
وَمنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجِنَانِ كُلُّهَا .
وَمنْ صَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، أُعْطِيَ سَبْعِينَ أَلْفَ قَصْرٍ مِنَ الْجِنَانِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ .
وَمنْ صَامَ عِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، زُوِّجَ سَبْعِينَ أَلْفَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ .
وَمنْ صَامَ أَحَدَ وَعِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، رَحَّبَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ وَمَسَحَتْهُ بِأَجْنِحَتِهَا .
وَمنْ صَامَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، كُسِيَ سَبْعِينَ حُلَّةً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ .
وَمنْ صَامَ ثَلَاثَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، أُتِيَ بِدَابَّةٍ مِنْ نُورٍ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ قَبْرِهِ ، فَيَرْكَبُهَا طَيَّاراً إِلَى الْجَنَّةِ .
وَمنْ صَامَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، أُعْطِيَ بَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ .
وَمنْ صَامَ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، شُفِّعَ فِي سَبْعِينَ أَلْفَ مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ .
وَمنْ صَامَ سِتَّةً وَعِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ .
وَمنْ صَامَ سَبْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، كُتِبَ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ .
وَمنْ صَامَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، يُهَلَّلُ وَجْهُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَمنْ صَامَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، نَالَ رِضْوَانَ اللَّهِ الْأَكْبَرَ .
وَمنْ صَامَ ثَلَاثِينَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، نَادَاهُ جَبْرَئِيلُ مِنْ قُدَّامِ الْعَرْشِ : ﴿يَا هَذَا اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ عَمَلًا جَدِيداً ، فَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا مَضَى وَتَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِكَ﴾ .
وَالْجَلِيلُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : ﴿لَوْ كَانَ ذُنُوبُكَ عَدَدَ نُجُومِ السَّمَاءِ وَقَطْرِ الْأَمْطَارِ وَوَرَقِ الْأَشْجَارِ وَعَدَدَ الرَّمْلِ وَالثَّرَى وَأَيَّامِ الدُّنْيَا لَغَفَرْتُهَا لَكَ﴾ ، وَما ذلِكَ عَلَى اللّهِ بِعَزِيزٍ بَعْدَ صِيَامِكَ شَهْرَ شَعْبَانَ . (الأشهر الثلاثة : ص46.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : صِيَامُ شَهْرِ شَعْبَانَ ذُخْرٌ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يُكْثِرُ الصِّيَامَ فِي شَعْبَانَ إِلَّا أَصْلَحَ اللَّهُ لَهُ أَمْرَ مَعِيشَتِهِ وَكَفَاهُ شَرَّ عَدُوِّهِ ، وَإِنَّ أَدْنَى مَا يَكُونُ لِمَنْ يَصُومُ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ أَنْ تَجِبَ لَهُ الْجَنَّةُ . (بحار الأنوار : ج94، ص68.)
4- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَ يَصُومُ شَهْرَ شَعْبَانَ وَيُوصِلُهُ بِشَهْرِ رَمَضَانَ وَيَقُولُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : كِلَاهُمَا شَهْرُ اللَّهِ ، وَصِيَامُهُمَا كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ الْمُتَقَدِّمَةِ وَالْمُتَأَخِّرَةِ . (زاد المعاد : ص43.)
5- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ مَنْ صَامَ شَهْرَ شَعْبَانَ أُقِيلَ مِنْ عَثْرَةِ الْأَيْمَانِ فِي الْمَعَاصِي وَالْأَيْمَانِ فِي الْغَضَبِ . (زاد المعاد : ص43.)
6- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : شَعْبَانُ شَهْرِي وَشَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ ، فَمَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ شَهْرِي كُنْتُ شَفِيعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ مِنْ شَهْرِي غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ .
وَمَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَهْرِي قِيلَ لَهُ : ﴿اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ﴾ .
وَمَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ يَحْفَظُ فَرْجَهُ وَلِسَانَهُ وَكَفَّ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ وَأَعْتَقَهُ مِنَ النَّارِ وَأَحَلَّهُ دَارَ الْقَرَارِ ، وَقَبِلَ شَفَاعَتَهُ فِي عَدَدِ رَمْلٍ عَالِجٍ مِنْ مُذْنِبِي أَهْلِ التَّوْحِيدِ . (الأشهر الثلاثة : ص44.)
7- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَوْماً لِأَصْحَابِهِ : أَيُّكُمْ يَصُومُ الدَّهْرَ ؟
فَقَالَ سَلْمَانُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : فَأَيُّكُمْ يُحْيِي اللَّيْلَ ؟
فَقَالَ سَلْمَانُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ : فَأَيُّكُمْ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ ؟
فَقَالَ سَلْمَانُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ .
فَغَضِبَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ فَقَالُو : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ سَلْمَانَ رَجُلٌ مِنَ الْفُرْسِ ، يُرِيدُ أَنْ يَفْتَخِرَ عَلَيْنَا مَعَاشِرَ قُرَيْشٍ ، قُلْتَ أَيُّكُمْ يَصُومُ الدَّهْرَ فَقَالَ أَنَا وَهُوَ أَكْثَرَ أَيَّامِهِ يَأْكُلُ ، وَقُلْتَ أَيُّكُمْ يُحْيِي اللَّيْلَ فَقَالَ أَنَا وَهُوَ أَكْثَرَ لَيْلِهِ يَنَامُ ، وَقُلْتَ أَيُّكُمْ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ فَقَالَ أَنَا وَهُوَ أَكْثَرَ نَهَارِهِ صَامِتٌ ؟!
فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : مَهْ يَا فُلَانُ ، أَنَّى لَكَ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ ، سَلْهُ فَإِنَّهُ يُنَبِّئُكَ .
فَقَالَ الرَّجُلُ لِسَلْمَانَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَلَيْسَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . فَقَالَ : رَأَيْتُكَ فِي أَكْثَرِ نَهَارِكَ تَأْكُلُ ؟!
فَقَالَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) : لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ، إِنِّي أَصُومُ الثَّلَاثَةَ فِي الشَّهْرِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ﴿مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها﴾ . وَأَصِلُ شَعْبَانَ بِشَهْرِ رَمَضَانَ ، فَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ .
فَقِيلَ لَهُ : أَلَيْسَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تُحْيِي اللَّيْلَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ . فَقَالَ : أَنْتَ أَكْثَرَ لَيْلِكَ نَائِمٌ ؟!
فَقَالَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) : لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ : ﴿مَنْ نَامَ عَلَى طُهْرٍ فَكَأَنَّمَا أَحْيَا اللَّيْلَ كُلَّهُ﴾ ، وَأَنَا أَبِيتُ عَلَى طُهْرٍ .
فَقِيلَ لَهُ : أَلَيْسَ زَعَمْتَ أَنَّكَ تَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ يَوْمٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَأَنْتَ أَيَّامَكَ صَامِتٌ ؟!
فَقَالَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) : لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ حَبِيبِي رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : ﴿يَا أَبَا الْحَسَنِ ، مَثَلُكَ فِي أُمَّتِي مَثَلُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، فَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ، وَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَيْنِ فَقَدْ قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ ، وَمَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثاً فَقَدْ خَتَمَ الْقُرْآنَ ، وَمَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ فَقَدْ كَمَلَ لَهُ ثُلُثُ الْإِيمَانِ ، وَمَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ فَقَدْ كَمَلَ لَهُ ثُلُثَا الْإِيمَانِ ، وَمَنْ أَحَبَّكَ بِلِسَانِهِ وَقَلْبِهِ وَنَصَرَكَ بِيَدِهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ ، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ يَا عَلِيُّ لَوْ أَحَبَّكَ أَهْلُ الْأَرْضِ كَمَحَبَّةِ أَهْلِ السَّمَاءِ لَكَ لَمَا عُذِّبَ أَحَدٌ بِالنَّارِ﴾ . وَأَنَا أَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فِي كُلِّ يَوْمٍ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .
فَقَامَ وَكَأَنَّهُ أُلْقِمَ حَجَراً . (الأشهر الثلاثة : ص49.)
8- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : مَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) شَفِيعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . (الأشهر الثلاثة : ص61.)
9- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : شَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ اللَّهِ ، فَمَنْ صَامَ شَهْرِي كُنْتُ شَفِيعَهُ فِي الْقِيَامَةِ .
وَمَنْ صَامَ شَهْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ آنَسَ اللَّهُ وَحْشَتَهُ فِي قَبْرِهِ وَوَصَلَ وَحْدَتَهُ وَخَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ مُبْيَضّاً وَجْهُهُ آخِذاً لِلْكِتَابِ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِيَسَارِهِ حَتَّى يَقِفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقُولُ : ﴿عَبْدِي﴾ . فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ سَيِّدِي فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿صُمْتَ لِي﴾ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا سَيِّدِي . فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿خُذُوا بِيَدِ عَبْدِي حَتَّى تَأْتُوا بِهِ نَبِيِّي﴾ . فَأُوتَى بِهِ فَأَقُولُ صُمْتَ شَهْرِي ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ فَأَقُولُ لَهُ : أَنَا أَشْفَعُ لَكَ الْيَوْمَ . فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَمَّا حُقُوقِي فَقَدْ تَرَكْتُهَا لِعَبْدِي ، أَمَّا حُقُوقُ خَلْقِي فَمَنْ عَفَا عَنْهُ فَعَلَيَّ عِوَضُهُ حَتَّى يَرْضَى . ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : فَآخُذُ بِيَدِهِ حَتَّى أَنْتَهِيَ بِهِ إِلَى الصِّرَاطِ فَأَجِدُهُ زَحْفاً زَلَقاً لَا يَثْبُتُ عَلَيْهِ أَقْدَامُ الْخَاطِئِينَ ، فَآخُذُهُ بِيَدِهِ فَيَقُولُ لِي صَاحِبُ الصِّرَاطِ : مَنْ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَأَقُولُ هَذَا فُلَانٌ (بِاسْمِهِ) مِنْ أُمَّتِي كَانَ قَدْ صَامَ فِي الدُّنْيَا شَهْرِي ابْتِغَاءَ شَفَاعَتِي ، وَصَامَ شَهْرَ رَبِّهِ ابْتِغَاءَ وَعْدِهِ فَيَجُوزُ الصِّرَاطَ بِعَفْوِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى بَابِ الْجَنَّةِ ، فَأَسْتَفْتِحُ لَهُ فَيَقُولُ رِضْوَانُ ذَلِكَ الْيَوْمَ : ﴿أُمِرْنَا أَنْ نَفْتَتِحَ الْيَوْمَ لِأُمَّتِكَ﴾ . ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
صُومُوا شَهْرَ النَّبِيِّ لِيَكُونَ شَفِيعَكُمْ فِي الْقِيَامَةِ ، وَصُومُوا شَهْرَ رَبِّكُمْ لِتَشْرَبُوا مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ فِي الْجَنَّةِ . (بحار الأنوار : ج94، ص83.)
10- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ شَعْبَانَ : كَانَ أَحَدٌ مِنْ آبَائِكَ يَصُومُهُ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : كَانَ خَيْرُ آبَائِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَ أَكْثَرُ صِيَامِهِ فِي شَعْبَانَ . (الأشهر الثلاثة : ص52.)
11- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ رَجَبٍ ؟
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : وَأَيْنَ أَنْتُمْ عَنْ شَعْبَانَ . (الأشهر الثلاثة : ص52.)
12- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ وَالصَّادِقِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) قَالَا : أَنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى مِسْكِينٍ بِمُدٍّ مِنَ الطَّعَامِ ، يَقُومُ مَقَامَ يَوْمٍ مِنْ مَنْدُوبَاتِ الصِّيَامِ . وعنهما (عليهما السلام) : عُوِّضَ عَنْ يَوْمِ الصَّوْمِ دِرْهَمٌ . (البحار : ج94، ص42.)
13- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) شَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ اللَّهِ ، فَمَنْ صَامَ مِنْ شَهْرِي يَوْماً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَمَنْ صَامَ مِنْهُ يَوْمَيْنِ كَانَ مِنْ رُفَقَاءِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ صَامَ الشَّهْرَ كُلَّهُ وَوَصَلَهُ بِشَهْرِ رَمَضَانَ كَانَ ذَلِكَ تَوْبَةً لَهُ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ وَلَوْ مِنْ دَمٍ حَرَامٍ . (الأشهر الثلاثة : ص54.)
14- عَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يُكْثِرُ الصِّيَامَ فِي شَعْبَانَ ، وَلَقَدْ كَانَتْ نِسَاؤُهُ إِذَا كَانَ عَلَيْهِنَّ صَوْمٌ أَخَّرْنَهُ إِلَى شَعْبَانَ مَخَافَةَ أَنْ يَمْنَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) حَاجَتَهُ ، وَكَانَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ :
شَعْبَانُ شَهْرِي وَهُوَ أَفْضَلُ الشُّهُورِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَمَنْ صَامَ فِيهِ يَوْماً كُنْتُ شَفِيعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَمَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غَفَرْتُ لَهُ ذُنُوبَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ ، وَإِنَّ الصَّائِمَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يُفْطِرَ مَا لَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ يَنْقُضُ ، وَإِنَّ الْحَاجَّ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَرْجِعَ مَا لَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ يُبْطِلُ حَجَّهُ ، وَإِنَّ النَّائِمَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَنْتَبِهَ مَا لَمْ يَكُنْ يَأْتِ عَلَى حَرَامٍ ، وَإِنَّ الصَّبِيَّ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَبْلُغَ ، وَإِنَّ الْمُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَنْزِلِهِ مَا لَمْ يَأْتِ بِشَيْءٍ يُبْطِلُ جِهَادَهُ ، وَإِنَّ الْمَجْنُونَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يُفِيقَ ، وَإِنَّ الْمَرِيضَ لَا يَجْرِي عَلَيْهِ الْقَلَمُ حَتَّى يَصِحَّ .
ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِنَّ مُبَايَعَةَ اللَّهِ تَعَالَى رَخِيصَةٌ فَاشْتَرُوهَا قَبْلَ أَنْ تَغْلُوَ . (الأشهر الثلاثة : ص55.)
15- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : صَوْمُ شَعْبَانَ كَفَّارَةُ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ رَجُلًا بُلِيَ بِدَمٍ حَرَامٍ فَصَامَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ أَيَّاماً وَمَاتَ رَجَوْتُ لَهُ الْمَغْفِرَةَ .
فَقِيلَ : فَمَا أَفْضَلُ الدُّعَاءِ فِي هَذَا الشَّهْرِ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : الِاسْتِغْفَارُ ، إِنَّ مَنِ اسْتَغْفَرَ فِي شَعْبَانَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً كَانَ كَمَنِ اسْتَغْفَرَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَرَّةٍ .
قِيلَ : كَيْفَ أَقُولُ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : قُلْ : أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ . (الأشهر الثلاثة : ص56.)
16- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : مَنْ صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ .
وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فِي دَارِ الدُّنْيَا وَدَامَ نَظَرُهُ إِلَيْهِ فِي الْجَنَّةِ .
وَمَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ زَارَ اللَّهَ فِي عَرْشِهِ مِنْ جَنَّتِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ . (الأشهر الثلاثة : ص57.)
17- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) شَعْبَانُ شَهْرِي وَرَمَضَانُ شَهْرُ اللَّهِ وَهُوَ رَبِيعُ الْفُقَرَاءِ ، وَإِنَّمَا جُعِلَ الْأَضْحَى لِيَشْبَعَ مَسَاكِينُكُمْ مِنَ اللَّحْمِ فَأَطْعِمُوهُمْ . (الأشهر الثلاثة : ص58.)
18- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ الرَّسُولَ الْأَكْرَمَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : إِنَّ شَعْبَانَ شَهْرِي وَرَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، مَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ شَهْرِي كُنْتُ شَفِيعَهُ فِي الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ مِنْ شَهْرِي غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذُنُوبِهِ ، وَمَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَهْرِي نُودِيَ أَنِ اسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ أَيْ لَا ذَنْبَ بَقِيَ لَدَيْكَ . (زاد المعاد : ص44.)
19- عَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : مَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ لِلَّهِ تَعَالَى دَخَلَ الْجَنَّةَ .
وَمَنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ فِي يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ سَبْعِينَ مَرَّةً حُشِرَ فِي الْقِيَامَةِ فِي زُمْرَةِ النَّبِيِّ الْأَكْرَمِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَوَجَبَتْ لَهُ كَرَامَةُ اللَّهِ تَعَالَى .
وَمَنْ تَصَدَّقَ فِي شَعْبَانَ وَلَوْ بِشِقَّةِ تَمْرَةٍ حَرَّمَ اللَّهُ بَدَنَهُ عَلَى النَّارِ .
وَمَنْ صَامَ آخِرَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ وَأَوْصَلَهَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ مَنْ صَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ . (زاد المعاد : ص44.)
20- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ فَضِيلَةِ صَوْمِ رَجَبٍ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : وَلِمَ أَنْتُمْ غَافِلُونَ عَنْ صَوْمِ أَيَّامِ شَعْبَانَ ؟
قِيلَ لَهُ : فَمَا هُوَ ثَوَابُ مَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : وَاللَّهِ إِنَّ الْجَنَّةَ ثَوَابُهُ .
فَقِيلَ لَهُ : يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَمَا هِيَ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : التَّصَدُّقُ وَالِاسْتِغْفَارُ ، وَمَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فِي شَعْبَانَ رَبَّاهَا اللَّهُ تَعَالَى كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَصِيلَهُ حَتَّى يُوَافِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ صَارَ مِثْلَ أُحُدٍ . (زاد المعاد : ص51.)
21- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ الرَّسُولَ الْأَكْرَمَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : إِنَّ السَّمَاوَاتِ تُزَيَّنُ فِي كُلِّ خَمِيسٍ مِنْ شَعْبَانَ ، وَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : ﴿اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِصَائِمِي هَذَا الْيَوْمِ وَاسْتَجِبْ أَدْعِيَتَهُمْ﴾ . (زاد المعاد : ص51.)
22- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : مَنْ صَامَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ سَنَتَيْنِ ، وَكَانَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَتَا عَشْرَةَ دَعْوَةً مُسْتَجَابَةً .
وَمنْ صَامَ يَوْمَيْنِ مِنْ شَعْبَانَ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ أَرْبَعِ سِنِينَ ، وَيَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ .
وَمنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ سِتِّ سِنِينَ ، وَكَانَ لَهُ ثَوَابُ عَشَرَةٍ مِنَ الصَّادِقِينَ .
وَمنْ صَامَ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ ثَمَانِ سِنِينَ ، وَأَعْطَاهُ اللَّهُ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَمنْ صَامَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ عَشْرِ سِنِينَ ، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ حَسَنَاتٍ .
وَمنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَجَازَ عَلَى الصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ .
وَمنْ صَامَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَغَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ .
وَمنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَوُضِعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ مِنْ نُورٍ .
وَمنْ صَامَ تِسْعَةَ أَيَّامٍ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَوْمَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَبَاهَى اللَّهُ بِهِ الْمَلَائِكَةَ .
وَمنْ صَامَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، وَجَبَ لَهُ رِضْوَانُ اللَّهِ الْأَكْبَرُ ، وَدَخَلَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا تَعَبٍ وَلَا نَصَبٍ .
وَمنْ صَامَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْماً ، رَفَعَ دَرَجَاتِهِ أَعْلَى دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي أَوَائِلِ الْعَابِدِينَ .
وَمنْ صَامَ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْماً ، كَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْآمِنِينَ ، وَيُحْشَرُ مَعَ الْمُتَّقِينَ وَفْدِ الرَّحْمَنِ جَلَّ جَلَالُهُ .
وَمنْ صَامَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْماً ، كَأَنَّمَا عَبَدَ اللَّهَ ثَلَاثِينَ سَنَةً ،وَ أَعْطَاهُ فِي الْجَنَّةِ قُبَّةً مِنْ دُرٍّ بَيْضَاءَ .
وَمنْ صَامَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَوْماً ، لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ حَاجَةً فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا ، وَشَفَّعَهُ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ .
وَمنْ صَامَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً ، جَعَلَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فِي لِسَانِهِ وَقَلْبِهِ ، وَكَانَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ السَّابِقِينَ ، فَإِنْ صَلَّى فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ ، كَانَ لَهُ أَضْعَافُ ذَلِكَ .
وَمنْ صَامَ سِتَّةَ عَشَرَ يَوْماً ، أَعْطَاهُ اللَّهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ وَبَرَاءَةً مِنَ النِّفَاقِ .
وَمنْ صَامَ سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْماً ، أَعْطَاهُ اللَّهُ مِثْلَ ثَوَابِ ثَلَاثِينَ صِدِّيقاً نَبِيّاً ، وَتَزُورُهُ الْمَلَائِكَةُ فِي مَنْزِلِهِ .
وَمنْ صَامَ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً ، حَشَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً .
وَمنْ صَامَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْماً ، نَزَعَ اللَّهُ الْحَسَدَ وَالْبَغْضَاءَ مِنْ صَدْرِهِ ، وَرَزَقَهُ يَقِيناً خَالِصاً .
وَمنْ صَامَ عِشْرِينَ يَوْماً ، فَبَخْ بَخْ طُوبَى لَهُ وَحُسْنُ مَآبٍ ، يُعْطِيهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْكَرَامَةِ وَالثَّوَابِ مَا يَعْجِزُ عَنْ صِفَتِهِ الْخَلَائِقُ .
وَمنْ صَامَ أَحَداً وَعِشْرِينَ يَوْماً ، شَفَّعَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ .
وَمنْ صَامَ اثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ يَوْماً ، جَعَلَهُ اللَّهُ مِنَ الْعَابِدِينَ الْمُفْلِحِينَ ، الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .
وَمنْ صَامَ ثَلَاثَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً ، لَمْ يَبْقَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ إِلَّا غَبَطَهُ بِمَنْزِلَتِهِ .
وَمنْ صَامَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً ، أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ شَهِيدٍ صَادِقٍ ، وَأَجْرَ الشَّاهِدِينَ النَّاصِحِينَ .
وَمنْ صَامَ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَاتِهِ وَيَمْحُو سَيِّئَاتِهِ وَيَرْفَعُ دَرَجَاتِهِ فِي الْجَنَّةِ .
وَمنْ صَامَ سِتَّةً وَعِشْرِينَ يَوْماً ، هَنَّأَهُ اللَّهُ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يَكُونَ بِمَنْزِلَةِ الْعَرْشِ ، وَيَقْرُبُ مَنْزِلَتُهُ مِنَ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ .
وَمنْ صَامَ سَبْعَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً ، حَبَاهُ اللَّهُ تَعَالَى مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَحُفِظَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ .
وَمنْ صَامَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ يَوْماً ، أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى ثَوَابَ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ مِائَةَ مَرَّةٍ مِنْ جَزِيلِ الْعَطَايَا .
وَمنْ صَامَ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ ، يَوْماً أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ نَفَسٍ فِي الْجَنَّةِ سَبْعِينَ دَرَجَةً ، وَقَضَى لَهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ كُلَّ حَاجَةٍ ، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ ذَلِكَ حَسَنَةً .
وَمنْ صَامَ كُلَّهُ ، يَعْنِي ثَلَاثِينَ يَوْماً ، هَيْهَاتَ ، انْقَطَعَ الْعِلْمُ مِنَ الْفَضْلِ الَّذِي يُعْطِيهِ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْجَنَّةِ ، وَيُعْطِيهِ مِائَةَ أَلْفِ أَلْفِ مَدِينَةٍ مِنَ الْجَوَاهِرِ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ أَلْفُ أَلْفِ دَارٍ فِي كُلِّ دَارٍ أَلْفُ أَلْفِ قَصْرٍ فِي كُلِّ قَصْرٍ أَلْفُ أَلْفِ بَيْتٍ فِي كُلِّ بَيْتٍ مِائَةُ أَلْفِ أَلْفِ سَرِيرٍ وَمَعَ كُلِّ سَرِيرٍ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ مِائَةُ أَلْفِ أَلْفِ مَرَّةٍ ، وَعَلَى كُلِّ سَرِيرٍ مِائَةُ أَلْفِ أَلْفِ فِرَاشٍ عَلَى كُلِّ فِرَاشٍ مِائَةُ أَلْفِ أَلْفِ زَوْجَةٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَكَتَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْأَخْيَارِ . إِلَّا مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَعَلِمَ حَقَّهُ وَاحْتَسَبَ حُدُودَهُ ، أَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى سَبْعِينَ أَلْفَ ضِعْفِ مِثْلِ هَذِهِ وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى . (بحار الأنوار : ج94، ص66.)
23- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : صَوْمُ شَهْرِ شَعْبَانَ وَشَهْرِ رَمَضَانَ تَوْبَةٌ مِنَ اللَّهِ وَلَوْ مِنْ دَمٍ حَرَامٍ . (بحار الأنوار : ج94، ص71.)
24- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : صَوْمُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ أَرْبِعَاءَ بَيْنَ خَمِيسَيْنِ ، وَصَوْمُ شَعْبَانَ يَذْهَبُ بِوَسْوَاسِ الصَّدْرِ وَبَلَابِلِ الْقَلْبِ . (الخصال : ج2، ص152.)
25- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مَنْ صَامَ شَعْبَانَ كَانَ لَهُ طُهْراً مِنْ كُلِّ زَلَّةٍ وَوَصْمَةٍ وَبَادِرَةٍ .
قِيلَ : مَا الْوَصْمَةُ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : الْيَمِينُ فِي مَعْصِيَةٍ وَلَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ .
قِيلَ : فَمَا الْبَادِرَةُ .
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الْيَمِينُ عِنْدَ الْغَضَبِ ، وَالتَّوْبَةُ مِنْهَا النَّدَمُ عَلَيْهَا. (بحار الأنوار : ج94، ص74.)
26- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : صَوْمُ شَعْبَانَ وَشَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةٌ وَاللَّهِ مِنَ اللَّهِ . (ثواب الأعمال : ص54.)
27- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ : هَلْ صَامَ أَحَدٌ مِنْ آبَائِكَ شَعْبَانَ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : خَيْرُ آبَائِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) صَامَهُ . (ثواب الأعمال : ص55.)
28- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ سُئِلَ : أَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : شَعْبَانُ تَعْظِيماً لِرَمَضَانَ . (ثواب الأعمال : ص56.)
29- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : صَوْمُ شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ وَاللَّهِ تَوْبَةٌ مِنْ اللَّهِ . (بحار الأنوار : ج94، ص78.)
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَ إِذَا رَأَى هِلَالَ شَعْبَانَ ، أَمَرَ مُنَادِياً يُنَادِي فِي الْمَدِينَةِ ، يَا أَهْلَ يَثْرِبَ إِنِّي رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ، أَلَا إِنَّ شَعْبَانَ شَهْرِي فَرَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَعَانَنِي عَلَى شَهْرِي .
ثُمَّ قَالَ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَانَ يَقُولُ : مَا فَاتَنِي صَوْمُ شَعْبَانَ ، مُنْذُ سَمِعْتُ مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يُنَادِي فِي شَعْبَانَ ، فَلَنْ تَفُوتَنِي أَيَّامَ حَيَاتِي صَوْمُ شَعْبَانَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ كَانَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ ، صَوْمُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى . (بحار الأنوار : ج94، ص78.)
30- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : إِنَّ مَنْ عَرَفَ حُرْمَةَ رَجَبٍ وَشَعْبَانَ ، وَوَصَلَهُمَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ ، شَهِدَتْ لَهُ هَذِهِ الشُّهُورُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَكَانَ رَجَبٌ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ شُهُودَهُ بِتَعْظِيمِهِ لَهَا ، وَيُنَادِي مُنَادٍ :
﴿يَا رَجَبُ يَا شَعْبَانُ وَيَا شَهْرَ رَمَضَانَ كَيْفَ عَمِلَ هَذَا الْعَبْدُ فِيكُمْ وَكَيْفَ كَانَتْ طَاعَتُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ﴾ ؟
فَيَقُولُ رَجَبٌ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ : (يَا رَبَّنَا مَا تَزَوَّدَ مِنَّا إِلَّا اسْتِعَانَةً عَلَى طَاعَتِكَ وَاسْتِمْدَاداً لَمَوَادِّ فَضْلِكَ ، وَلَقَدْ تَعَرَّضَ بِجُهْدِهِ لِرِضَاكَ، وَطَلَبَ بِطَاقَتِهِ مَحَبَّتَكَ).
فَيَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ الْمُوَكَّلِينَ بِهَذِهِ الشُّهُورِ : ﴿مَاذَا تَقُولُونَ فِي هَذِهِ الشَّهَادَةِ لِهَذَا الْعَبْدِ﴾ ؟
فَيَقُولُونَ : (يَا رَبَّنَا صَدَقَ رَجَبٌ وَشَعْبَانُ وَشَهْرُ رَمَضَانَ ، مَا عَرَفْنَاهُ إِلَّا مُتَقَلِّباً فِي طَاعَتِكَ ، مُجْتَهِداً فِي طَلَبِ رِضَاكَ ، صَائِراً فِيهِ إِلَى الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ ، وَلَقَدْ كَانَ يُوصِلُهُ إِلَى هَذِهِ الشُّهُورِ فَرِحاً مُبْتَهِجاً ، أَمَّلَ فِيهَا رَحْمَتَكَ ، وَرَجَا فِيهَا عَفْوَكَ ، وَمَغْفِرَتَكَ وَكَانَ مِمَّا مَنَعْتَهُ فِيهَا مُمْتَنِعاً ، وَإِلَى مَا نَدَبْتَهُ إِلَيْهِ فِيهَا مُسْرِعاً ، لَقَدْ صَامَ بِبَطْنِهِ وَفَرْجِهِ ، وَسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ ، وَسَائِرِ جَوَارِحِهِ ، وَلَقَدْ ظَمِىَء فِي نَهَارِهَا وَنَصَبَ فِي لَيْلِهَا ، وَكَثُرَتْ نَفَقَاتُهُ فِيهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ، وَعَظُمَتْ أَيَادِيهِ وَإِحْسَانُهُ إِلَى عِبَادِكَ ، صَحِبَهَا أَكْرَمَ صُحْبَةٍ ، وَوَدَّعَهَا أَحْسَنَ تَوْدِيعٍ ، أَقَامَ بَعْدَ انْسِلَاخِهَا عَنْهُ عَلَى طَاعَتِكَ ، وَلَمْ يَهْتِكْ عِنْدَ إِدْبَارِهَا سُتُورَ حُرُمَاتِكَ ، فَنِعْمَ الْعَبْدُ هَذَا) . فَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْمُرُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَذَا الْعَبْدِ إِلَى الْجَنَّةِ ، فَتَلَقَّاهُ مَلَائِكَةُ اللَّهِ بِالْحِبَاءِ وَالْكَرَامَاتِ ، وَيَحْمِلُونَهُ عَلَى نُجُبِ النُّورِ ، وَخُيُولِ النَّوَّاقِ ، وَيَصِيرُ إِلَى نَعِيمٍ لَا يَنْفَدُ ، وَدَارٍ لَا تَبِيدُ ، لَا يَخْرُجُ سُكَّانُهَا ، وَلَا يَهْرَمُ شُبَّانُهَا ، وَلَا يَشِيبُ وِلْدَانُهَا ، وَلَا يَنْفَدُ سُرُورُهَا وَحُبُورُهَا ، وَلَا يَبْلَى جَدِيدُهَا ، وَلَا يَتَحَوَّلُ إِلَى الْغُمُومِ سُرُورُهَا ، لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّهُمُ فِيهَا لُغُوبٌ ، قَدْ أَمِنُوا الْعَذَابَ ، وَكُفُوا سُوءَ الْحِسَابِ ، وَكَرُمَ مُنْقَلَبُهُمْ وَمَثْوَاهُمْ . (البحار : ج94، ص38.)