الليالي والأيام الأولى من شهر شعبان
*
1- وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْهِلَالَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ‌ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، فَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَهَا عِنْدَ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ رَمَدِ الْعَيْنِ فِي ذَلِكَ الشَّهْرِ .
وَكَانَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) إِذَا رَأَى الْهِلَالَ كَبَّرَ ثَلَاثاً وَهَلَّلَ ثَلَاثاً ثُمَّ قَالَ : ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ شَهْرَ كَذَا وَجَاءَ بِشَهْرِ كَذَا﴾ . وَكَانَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ :‏ ﴿اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ﴾. (الإقبال : ج3، ص173. البحار : ج95، ص376.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) كَانَ إِذَا شَاهَدَ شَهْرَ شَعْبَانَ يَأْمُرُ الْمُنَادِيَ أَنْ يُنَادِيَ فِي أَهْلِ الْمَدِينَةِ : ﴿أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) إِلَيْكُمْ ، فَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ شَعْبَانَ شَهْرِي ، رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ﴾ .
ثُمَّ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : مُنْذُ أَنْ سَمِعْتُ مُنَادِيَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لَمْ أَتْرُكْ صَوْمَ شَعْبَانَ وَلَنْ أَتْرُكَهُ مَا دُمْتُ حَيّاً .
وَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِنَّ صَوْمَ شَعْبَانَ وَرَمَضَانَ تَوْبَةٌ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى النَّاسِ . (زاد المعاد : ص43.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : كَانَ أَبِي زَيْنُ الْعَابِدِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِذَا أَهَلَّ شَعْبَانَ جَمَعَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ :
مَعَاشِرَ أَصْحَابِي أَتَدْرُونَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا ؟ هَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ : شَعْبَانُ شَهْرِي ، أَلَا فَصُومُوا فِيهِ مَحَبَّةً لِنَبِيِّكُمْ وَتَقَرُّباً إِلَى رَبِّكُمْ .
فَوَ الَّذِي نَفْسُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بِيَدِهِ ، لَسَمِعْتُ أَبِي الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ : مَنْ صَامَ شَعْبَانَ مَحَبَّةَ نَبِيِّ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَتَقَرُّباً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَحَبَّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَقَرَّبَهُ مِنْ كَرَامَتِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَوْجَبَ لَهُ الْجَنَّةَ . (الأشهر الثلاثة : ص61.)
4- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : لَمَّا أَنْ كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ظَنَّتِ الْحُمَيْرَاءُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَامَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَدَخَلَهَا مِنَ الْغَيْرَةِ مَا لَمْ تَصْبِرْ حَتَّى قَامَتْ وَتَلَفَّفَتْ بِشَمْلَةٍ لَهَا ، وَايْمُ اللَّهِ مَا كَانَ خَزّاً وَلَا دِيبَاجاً وَلَا كَتَّاناً وَلَا قُطْناً وَلَكِنْ كَانَ فِي سَدَاهُ الشَّعْرُ وَلَحْمَتُهُ أَوْبَارُ الْإِبِلِ ، فَقَامَتْ تَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ فِي حُجَرِ نِسَائِهِ حُجْرَةً حُجْرَةً فَبَيْنَمَا هِيَ كَذَلِكَ إِذَا نَظَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) سَاجِداً كَالثَّوْبِ الْبَاسِطِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، فَدَنَتْ مِنْهُ قَرِيباً فَسَمِعَتْهُ وَهُوَ يَقُولُ : ﴿سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَجِنَانِي وَآمَنَ بِكَ فُؤَادِي وَهَذِهِ يَدَايَ وَمَا جَنَيْتُ بِهِمَا عَلَى نَفْسِي ، يَا عَظِيمُ يُرْجَى لِكُلِّ عَظِيمٍ ، اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذَّنْبَ الْعَظِيمَ إِلَّا الْعَظِيمُ﴾ . ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ عَادَ سَاجِداً فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ : ﴿أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرَضُونَ وَتَكَشَّفَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مِنْ فَجْأَةِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ وَمِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْباً تَقِيّاً نَقِيّاً مِنَ الشِّرْكِ بَرِيئاً لَا كَافِراً وَلَا شَقِيّاً﴾ . ثُمَّ وَضَعَ خَدَّهُ عَلَى التُّرَابِ وَيَقُولُ : ﴿أُعَفِّرُ وَجْهِي فِي التُّرَابِ وَحَقٌّ لِيَ أَنْ أَسْجُدَ لَكَ﴾ . فَلَمَّا هَمَّ الِانْصِرَافَ هَرْوَلَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى فِرَاشِهَا فَأَتَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فِرَاشَهَا وَإِذَا لَهَا نَفَسٌ عَالٍ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِي ؟ أَمَا تَعْلَمِينَ أَيُّ لَيْلَةٍ هَذِهِ ؟! إِنَّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فِيهَا يُكْتَبُ آجَالٌ وَفِيهَا تُقْسَمُ أَرْزَاقٌ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَغْفِرُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ مِنْ خَلْقِهِ أَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ مِعْزَى بَنِي كَلْبٍ ، وَيُنْزِلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلَائِكَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَإِلَى الْأَرْضِ بِمَكَّةَ . (الأشهر الثلاثة : ص61.)
5- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : مَنْ صَامَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ بَتَّةً ، وَمَنْ صَامَ يَوْمَيْنِ نَظَرَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فِي دَارِ الدُّنْيَا ، وَدَامَ نَظَرُهُ إِلَيْهِ فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْ صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ زَارَ اللَّهَ فِي عَرْشِهِ مِنْ جَنَّتِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ‏ . (ثواب الأعمال : ص54.)
6- خَرَجَ مِنَ النَّاحِيَةِ الْمُقَدَّسَةِ أَنَّ الْيَوْمَ الثَّالِثَ مِنْ شَعْبَانَ يَوْمُ وِلَادَةِ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ، فَصُومُوا هَذَا الْيَوْمَ وَاقْرَءُوا هَذَا الدُّعَاءَ :
﴿اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَوْلُودِ فِي هَذَا الْيَوْمِ الْمَوْعُودِ بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ اسْتِهْلَالِهِ وَوِلَادَتِهِ ، بَكَتْهُ السَّمَاءُ وَمَنْ فِيهَا وَالْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْهَا ، وَلَمَّا يَطَأُ لَابَتَيْهَا ، قَتِيلِ الْعَبْرَةِ وَسَيِّدِ الْأُسْرَةِ ، الْمَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ يَوْمَ الْكَرَّةِ ، الْمُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ ، وَالشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ وَالْفَوْزَ مَعَهُ فِي أَوْبَتِهِ ، وَالْأَوْصِيَاءَ مِنْ عِتْرَتِهِ بَعْدَ قَائِمِهِمْ وَغَيْبَتِهِ ، حَتَّى يُدْرِكُوا الْأَوْتَارَ وَيَثْأَرُوا الثَّارَ وَيُرْضُوا الْجَبَّارَ وَيَكُونُوا خَيْرَ أَنْصَارٍ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَعَ اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ . اللَّهُمَّ فَبِحَقِّهِمْ إِلَيْكَ أَتَوَسَّلُ وَأَسْأَلُ سُؤَالَ مُقْتَرِفٍ مُعْتَرِفٍ مُسِيءٍ إِلَى نَفْسِهِ مِمَّا فَرَّطَ فِي يَوْمِهِ وَأَمْسِهِ ، يَسْأَلُكَ الْعِصْمَةَ إِلَى مَحَلِّ رَمْسِهِ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ وَبَوِّئْنَا مَعَهُ دَارَ الْكَرَامَةِ وَمَحَلَّ الْإِقَامَةِ ، اللَّهُمَّ وَكَمَا أَكْرَمْتَنَا بِمَعْرِفَتِهِ فَأَكْرِمْنَا بِزُلْفَتِهِ وَارْزُقْنَا مُرَافَقَتَهُ وَسَابِقَتَهُ ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يُسَلِّمُ لِأَمْرِهِ وَيُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِهِ وَعَلَى جَمِيعِ أَوْصِيَائِهِ وَأَهْلِ اصْطِفَائِهِ الْمَمْدُودِينَ مِنْكَ بِالْعَدَدِ الْإِثْنَيْ عَشَرَ النُّجُومِ الزُّهَرِ وَالْحُجَجِ عَلَى جَمِيعِ الْبَشَرِ ، اللَّهُمَّ وَهَبْ لَنَا فِي هَذَا الْيَوْمِ خَيْرَ مَوْهِبَةٍ وَأَنْجِحْ لَنَا فِيهِ كُلَّ طَلِبَةٍ كَمَا وَهَبْتَ الْحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَعَاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ ، فَنَحْنُ عَائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ وَنَنْتَظِرُ أَوْبَتَهُ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾ . (زاد المعاد : ص51.)
7- عَنْ الْإِمَامِ الْجَوَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِذَا دَخَلَ شَهْرٌ جَدِيدٌ فَصَلِّ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْهُ رَكْعَتَيْنِ بِالْحَمْدِ فِي الْأُولَى مَرَّةً وَالتَّوْحِيدِ ثَلَاثِينَ مَرَّةً وَفِي الثَّانِيَةِ بِالْحَمْدِ مَرَّةً وَالْقَدْرِ ثَلَاثِينَ مَرَّةً وَتَصَدَّقْ بِمَا تَيَسَّرَ لِيَشْتَرِيَ بِهِ سَلَامَهُ ذَلِكَ الشَّهْرَ كُلَّهُ . (مصباح الكفعمي : ص407.)