الأيام البيض وليلة النصف من شهر شعبان
*
( الأيـام البيض 15،14،13 )
*
1- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : إِذَا صَارَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَاقْضُوا لَيْلَتَهُ بِالْعِبَادَةِ وَيَوْمَهُ بِالصِّيَامِ ، فَإِنَّ مُنَادِيَ اللَّهِ يُنَادِي مِنْ أَوَّلِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ حَتَّى آخِرِهَا : ﴿أَلَا هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ مِنْ ذُنُوبِهِ فَنَغْفِرَ لَهُ ؟ أَلَا هَلْ مِنْ طَالِبِ رِزْقٍ فَنُوَسِّعَ فِي رِزْقِهِ؟﴾ . (زاد المعاد : ص52.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَنِ الصَّوْمِ ، فَأَمَرَهُ أَنْ يَصُومَ أَيَّامَ الْبِيضِ فَقَالَ : إِنَّ بِي قُوَّةً . فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَيْنَ أَنْتَ مِنْ صَوْمِ دَاوُدَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَانَ يَصُومُ يَوْماً وَيُفْطِرُ يَوْماً . (بحار الأنوار : ج94، ص104.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : إِذَا صَامَ أَحَدُكُمُ الثَّلَاثَةَ الْأَيَّامِ مِنَ الشَّهْرِ ، فَلَا يُجَادِلَنَّ أَحَداً وَلَا يَجْهَلْ ، وَلَا يُسْرِعْ إِلَى الْحَلْفِ وَالْأَيْمَانِ بِاللَّهِ ، وَإِنْ جَهِلَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَلْيَحْتَمِلْ ‏. (بحار الأنوار : ج94، ص104.)
4- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : يُجْزِي مَنِ اشْتَدَّ عَلَيْهِ صَوْمُ الثَّلَاثَةِ الْأَيَّامِ ، أَنْ يَتَصَدَّقَ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ بِدِرْهَمٍ. (بحار الأنوار : ج94، ص106.)
5- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَتَانِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ : (قُلْ لِعَلِيٍّ صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ، يُكْتَبْ لَكَ بِأَوَّلِ يَوْمَ تَصُومُهُ عَشَرَةُ آلَافِ سَنَةٍ ، وَبِالثَّانِي ثَلَاثُونَ أَلْفَ سَنَةٍ ، وَبِالثَّالِثِ مِائَةُ أَلْفِ سَنَةٍ) .
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ لِيَ ذَلِكَ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً ؟
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : يُعْطِيكَ اللَّهُ ذَلِكَ ، وَلِمَنْ عَمِلَ مِثْلَ ذَلِكَ .
فَقُلْتُ : مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : الْأَيَّامُ الْبِيضُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ، وَهِيَ الثَّالِثَ عَشَرَ ، وَالرَّابِعَ عَشَرَ ، وَالْخَامِسَ عَشَرَ. (الوسائل : ج10, ص438.)

*
( ليلة النصف من شهر شعبان )
*
1- عَنِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ قَال : صُومُوا شَعْبَانَ وَاغْتَسِلُوا فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُدْعَاةٌ لِتَخْفِيفِ ذُنُوبِكُمْ وَنَيْلِكُمْ رَحْمَةَ اللَّهِ تَعَالَى . (زاد المعاد : ص53.)
2- رَوَى زَيْدٌ الشَّهِيدُ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ : كَانَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَجْمَعُنَا كُلَّنَا فِي النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ حَوْلَهُ وَيُقَسِّمُ اللَّيْلَ إِلَى ثَلَاثِ حِصَصٍ ، يُصَلِّي الْقِسْمَ الْأَوَّلَ مِنْهُ وَيَدْعُو فِي الْقِسْمِ الثَّانِي وَنُؤَمِّنُ عَلَى دُعَائِهِ ، وَيُخَصِّصُ الْقِسْمَ الْأَخِيرَ لِلِاسْتِغْفَارِ وَكُنَّا نَحْنُ أَيْضاً نَسْتَغْفِرُ حَتَّى يَطْلُعَ الصَّبَاحُ أَيْ بَعْدَ صَلَاةِ اللَّيْلِ . (زاد المعاد : ص55.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ يُفَرِّغَ الرَّجُلُ أَرْبَعَ لَيَالٍ مِنَ السَّنَةِ ، أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ وَلَيْلَةَ النَّحْرِ ، وَلَيْلَةَ الْفِطْرِ وَلَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ‏ . (قرب الإسناد : ص37.)
4- عَنْ الْإِمَامِ الْكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَتَلَقَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ فَلَمَّا جَلَسَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لَهُ : أَ لَا أُعْطِيكَ ؟ أَ لَا أَمْنَحُكَ ؟ أَ لَا أَحْبُوكَ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ .
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : تُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ سُورَةَ الْحَمْدِ وَسُورَةً ثُمَّ تَقُولُ : ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ﴾ ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً . ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُ هَذَا التَّسْبِيحَ عَشْراً ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ فَتَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ تَقُومُ إِلَى الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَتَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ مَرَّةً فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا كُلَّ يَوْمٍ فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمْعَةٍ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللَّهُ ذَنْبَكَ صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ خَطَاهُ وَعَمْدَهُ . (بحار الأنوار : ج88، ص204.)
قال الإمام الصادق (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : "إِذَا كُنْتَ فِي آخِرِ سَجْدَةٍ مِنَ الْأَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي صَلَاةِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقُلْ إِذَا فَرَغْتَ مِنْ تَسْبِيحِكَ :
﴿سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالْوَقَارَ ، سُبْحَانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ لَا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلَّا لَهُ ، سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْ‏ءٍ عِلْمُهُ ، سُبْحَانَ ذِي الْمَنِّ وَالنِّعَمِ ، سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الْأَعْظَمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ الَّتِي تَمَّتْ صِدْقاً وَعَدْلًا ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا﴾". (الكافي : ج3، ص467.)
5- عَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هِيَ لَيْلَةٌ يُعْتِقُ اللَّهُ فِيهَا الرِّقَابَ مِنَ النَّارِ وَيَغْفِرُ الذُّنُوبَ فِيهَا .
فَقِيلَ : هَلْ جُعِلَ فِيهَا صَلَاةٌ زِيَادَةً عَلَى سَائِرِ اللَّيَالِي ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مُوَظَّفٌ وَلَكِنْ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَطَوَّعَ فِيهَا بِشَيْءٍ فَعَلَيْكَ بِصَلَاةِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَكْثِرْ فِيهَا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَمِنَ الِاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ ، فَإِنَّ أَبِي (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَانَ يَقُولُ الدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ .
فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ إِنَّهَا لَيْلَةُ الصِّكَاكِ !
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : تِلْكَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ . (الأشهر الثلاثة : ص45.)
6- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّهُ تُغْفَرُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ جَمِيعُ ذُنُوبِ مَنْ زَارَ الْإِمَامَ الْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، وَأَقَلُّ زِيَارَتِهِ أَنْ تَصْعَدَ فَوْقَ سَطْحِكَ ثُمَّ تَلْتَفِتُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ تَتَحَرَّى نَحْوَ قَبْرِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَأَشِرْ بِإِصْبَعِكَ إِلَيْهِ وَقُلْ : ﴿السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ﴾ . (زاد المعاد : ص53.)
7- عَنْ الْإِمَامِ السَّجَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : مَنْ أَرَادَ أَنْ تُصَافِحَهُ أَرْوَاحُ مِائَةٍ وَأَرْبَعَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ فَلْيَزُرِ الْإِمَامَ الْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، لِأَنَّ الْمَلَائِكَةَ وَالْأَنْبِيَاءَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ يَطْلُبُونَ مِنَ اللَّهِ الرُّخْصَةَ لِزِيَارَةِ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَيُرَخِّصَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى لِذَلِكَ ، فَهَنِيئاً لِمَنْ يُصَافِحُهُ هَؤُلَاءِ الْكِرَامُ وَمِنْهُمْ الْخَمْسَةُ أُولُو الْعَزْمِ نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدٌ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ) الَّذِينَ بُعِثُوا إِلَى الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَالْجِنِّ وَالْإِنْسِ . (زاد المعاد : ص53.)
8- زيارة الإمام الحسين (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : ﴿السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيِّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَابْنَ مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَابْنَ عَلِيٍّ الْمُرْتَضَى ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَابْنَ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَابْنَ ثَارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلَاةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ ، يَا مَوْلَايَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الْأَصْلَابِ الشَّامِخَةِ وَالْأَرْحَامِ الْمُطَهَّرَةِ ، لَمْ تُنَجِّسْكَ الْجَاهِلِيَّةُ بِأَنْجَاسِهَا وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيَابِهَا ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعَائِمِ الدِّينِ وَأَرْكَانِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمَامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهَادِي الْمَهْدِيُّ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وَأَعْلَامُ الْهُدَى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَالْحُجَّةُ عَلَى أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَأُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرَائِعِ دِينِي وَخَوَاتِيمِ عَمَلِي وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى أَرْوَاحِكُمْ وَعَلَى أَجْسَادِكُمْ وَعَلَى شَاهِدِكُمْ وَعَلَى غَائِبِكُمْ وَعَلَى ظَاهِرِكُمْ وَعَلَى بَاطِنِكُمْ﴾ .
ثُمَّ تُصَلِّي رَكْعَتَيِ الزِّيَارَةِ ، وَلَوْ صَلَّى هَاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الزِّيَارَةِ فَلَا بَأْسَ أَيْضاً ، وَإِذَا كَانَ يَزُورُ مِنْ بَعِيدٍ فَلْيَقْصِدْ أَيْضاً عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الشَّهِيدَ وَيَقُولُ :
﴿السَّلَامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمَظْلُومُ وَابْنُ الْمَظْلُومِ لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ﴾ .
ثُمَّ يَقْصِدُ زِيَارَةَ الشُّهَدَاءِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ) وَيَقُولُ : ﴿السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَوْلِيَاءَ اللَّهِ وَأَحِبَّاءَهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَصْفِيَاءَ اللَّهِ وَأَوِدَّاءَهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ دِينِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ فَاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ النَّاصِحِ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَنْصَارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطَابَتِ الْأَرْضُ الَّتِي فِيهَا دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً ، فَيَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ﴾ . (زاد المعاد : ص53.)
9- زيارة الإمام المهدي (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) : ﴿اللَّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنَا هَذِهِ وَمَوْلُودِهَا وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِهَا ، الَّتِي قَرَنْتَ إِلَى فَضْلِهَا فَضْلًا فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ وَلَا مُعَقِّبَ لِآيَاتِكَ ، نُورُكَ الْمُتَأَلِّقُ وَضِيَاؤُكَ الْمُشْرِقُ وَالْعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْيَاءِ الدَّيْجُورِ ، الْغَائِبُ الْمَسْتُورُ جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ وَالْمَلَائِكَةُ شُهَّدُهُ وَاللَّهُ نَاصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ إِذَا آنَ مِيعَادُهُ وَالْمَلَائِكَةُ أَمْدَادُهُ ، سَيْفُ اللَّهِ الَّذِي لَا يَنْبُو وَنُورُهُ الَّذِي لَا يَخْبُو وَذُو الْحِلْمِ الَّذِي لَا يَصْبُو مَدَارُ الدَّهْرِ وَنَوَامِيسُ الْعَصْرِ وَوُلَاةُ الْأَمْرِ وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الذِّكْرُ وَمَا يَتَنَزَّلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَأَصْحَابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ تَرَاجِمَةُ وَحْيِهِ وَوُلَاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ . اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى خَاتِمِهِمْ وَقَائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ عَنْ عَوَالِمِهِمْ ، اللَّهُمَّ وَأَدْرِكْ بِنَا أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيَامَهُ وَاجْعَلْنَا مِنْ أَنْصَارِهِ وَاقْرِنْ ثَارَنَا بِثَارِهِ وَاكْتُبْنَا فِي أَعْوَانِهِ وَخُلَصَائِهِ ، وَأَحْيِنَا فِي دَوْلَتِهِ نَاعِمِينَ وَبِصُحْبَتِهِ غَانِمِينَ وَبِحَقِّهِ قَائِمِينَ وَمِنَ السُّوءِ سَالِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ وَالْعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ ، وَاحْكُمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ﴾ . (زاد المعاد : ص55.)
10- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ وَالصَّادِقِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) قَالَا : تُصَلِّي لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بَعْدَ الْحَمْدِ الْإِخْلَاصَ مِائَةَ مَرَّةٍ ، ثُمَّ تَقْرَأُ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنَ الصَّلَاةِ هَذَا الدُّعَاءَ :
﴿اللَّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَمِنْ عَذَابِكَ خَائِفٌ وَبِكَ مُسْتَجِيرٌ ، اللَّهُمَّ لَا تُبَدِّلِ اسْمِي وَلَا تُغَيِّرْ جِسْمِي وَلَا تُجْهِدْ بَلَائِي وَلَا تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي ، أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقَابِكَ وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ وَلَا أُحْصِي مِدْحَتَكَ وَلَا الثَّنَاءَ عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ وَفَوْقَ مَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي كَذَا وَكَذَا﴾ . (زاد المعاد : ص56.)
11- عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَفْضَلُ اللَّيَالِي بَعْدَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَيَتَفَضَّلُ اللَّهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عَلَى عِبَادِهِ وَيَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ بِإِحْسَانِهِ ، فَاسْعَوْا فِي عِبَادَةِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ آلَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَفْسِهِ أَنْ لَا يَرُدَّ فِيهَا سَائِلًا مَا لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ مَعْصِيَةً . وَهَذِهِ لَيْلَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بِإِزَاءِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي جَعَلَهَا لِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، فَاجْتَهِدُوا بِالدُّعَاءِ وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، فَإِنَّ مَنْ قَالَ فِيهَا : ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ﴾ ، مِائَةَ مَرَّةٍ . ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ، مِائَةَ مَرَّةٍ . ﴿اللَّهُ أَكْبَرُ﴾ ، مِائَةَ مَرَّةٍ . ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ﴾ ، مِائَةَ مَرَّةٍ . غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ وَقَضَى حَوَائِجَهُ لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ سَوَاءً طَلَبَ أَمْ لَمْ يَطْلُبْ .
سَأَلَ الرَّاوِي : فَمَا أَفْضَلُ الْأَدْعِيَةِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِذَا انْتَهَيْتَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ ، اقْرَأْ بَعْدَ الْحَمْدِ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى مِنْهُمَا سُورَةَ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ سُورَةَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ، وَقُلْ بَعْدَ التَّسْلِيمِ : ﴿اللَّهُ أَكْبَرُ﴾ ، أَرْبَعاً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً . ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ، ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً . ﴿سُبْحَانَ اللَّهِ﴾ ، ثَلَاثاً وَثَلَاثِينَ مَرَّةً . ثُمَّ يَقْرَأُ هَذَا الدُّعَاءَ :
﴿يَا مَنْ إِلَيْهِ مَلْجَأُ الْعِبَادِ فِي الْمُهِمَّاتِ وَإِلَيْهِ يَفْزَعُ الْخَلْقُ فِي الْمُلِمَّاتِ ، يَا عَالِمَ الْجَهْرِ وَالْخَفِيَّاتِ ، يَا مَنْ لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَوَاطِرُ الْأَوْهَامِ وَتَصَرُّفُ الْخَطَرَاتِ ، يَا رَبَّ الْخَلَائِقِ وَالْبَرِيَّاتِ ، يَا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الْأَرَضِينَ وَالسَّمَاوَاتِ ، أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَمُتُّ إِلَيْكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، فَيَا لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ اجْعَلْنِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ وَسَمِعْتَ دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ وَعَلِمْتَ اسْتِقَالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ وَتَجَاوَزْتَ عَنْ سَالِفِ خَطِيئَتِهِ وَعَظِيمِ جَرِيرَتِهِ ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ فِي سَتْرِ عُيُوبِي ، اللَّهُمَّ فَجُدْ عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ وَاحْطُطْ خَطَايَايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ وَتَغَمَّدْنِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ بِسَابِغِ كَرَامَتِكَ ، وَاجْعَلْنِي فِيهَا مِنْ أَوْلِيَائِكَ الَّذِينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطَاعَتِكَ وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبَادَتِكَ وَجَعَلْتَهُمْ خَالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ . اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ سَعِدَ جِدُّهُ وَتَوَفَّرَ مِنَ الْخَيْرَاتِ حَظُّهُ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ وَفَازَ فَغَنِمَ وَاكْفِنِي شَرَّ مَا أَسْلَفْتُ وَاعْصِمْنِي مِنَ الِازْدِيَادِ فِي مَعْصِيَتِكَ وَحَبِّبْ إِلَيَّ طَاعَتَكَ وَمَا يُقَرِّبُنِي مِنْكَ وَيُزْلِفُنِي عِنْدَكَ ، سَيِّدِي إِلَيْكَ يَلْجَأُ الْهَارِبُ وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ وَعَلَى كَرَمِكَ يُعَوِّلُ الْمُسْتَقِيلُ التَّائِبُ ، أَدَّبْتَ عِبَادَكَ بِالتَّكَرُّمِ وَأَنْتَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ ، وَأَمَرْتَ بِالْعَفْوِ عِبَادَكَ وَأَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . اللَّهُمَّ فَلَا تَحْرِمْنِي مَا رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ وَلَا تُؤْيِسْنِي مِنْ سَابِغِ نِعَمِكَ وَلَا تُخَيِّبْنِي مِنْ جَزِيلِ قِسَمِكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ لِأَهْلِ طَاعَتِكَ ، وَاجْعَلْنِي فِي جُنَّةٍ مِنْ شِرَارِ بَرِيَّتِكَ ، رَبِّ إِنْ لَمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذَلِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ الْكَرَمِ وَالْعَفْوِ وَالْمَغْفِرَةِ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ لَا بِمَا أَسْتَحِقُّهُ ، فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ وَتَحَقَّقَ رَجَائِي لَكَ وَعَلِقَتْ نَفْسِي بِكَرَمِكَ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الْأَكْرَمِينَ ، اللَّهُمَّ وَاخْصُصْنِي مِنْ كَرَمِكَ بِجَزِيلِ قِسَمِكَ وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَاغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ الَّذِي يَحْبِسُ عَنِّي الْخَلْقَ وَيُضَيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ حَتَّى أَقُومَ بِصَالِحِ رِضَاكَ وَأُنْعَمَ بِجَزِيلِ عَطَائِكَ وَأَسْعَدَ بِسَابِغِ نَعْمَائِكَ ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ ، فَجُدْ لِي بِمَا سَأَلْتُكَ وَأَنِلْ مَا الْتَمَسْتُ مِنْكَ ، أَسْأَلُكَ لَا شَيْءٌ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ﴾ .
ثُمَّ تَسْجُدُ وَتَقُولُ : ﴿يَا رَبِّ﴾ ، عِشْرِينَ مَرَّةً . ﴿يَا اللَّهُ﴾ ، سَبْعَ مَرَّاتٍ .
﴿يَا رَبِّ﴾ ، سَبْعَ مَرَّاتٍ . ﴿لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ ، سَبْعَ مَرَّاتٍ .
﴿مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ ، عَشْرَ مَرَّاتٍ .
﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾ ، عَشْرَ مَرَّاتٍ .
ثُمَّ تُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَطْلُبُ مَا شِئْتَ مِنَ اللَّهِ ، فَوَ اللَّهِ لَوْ طَلَبْتَ مِنَ اللَّهِ بِعَدَدِ قَطْرِ السَّمَاءِ لَبَلَّغَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا بِكَرَمِهِ وَفَضْلِهِ .
وَتَقُولُ : ﴿إِلَهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هَذَا اللَّيْلِ الْمُتَعَرِّضُونَ ، وَقَصَدَكَ فِيهِ الْقَاصِدُونَ ، وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ ، وَلَكَ فِي هَذَا اللَّيْلِ نَفَحَاتٌ وَجَوَائِزُ وَعَطَايَا وَمَوَاهِبُ تَمُنُّ بِهَا عَلَى مَنْ تَشَاءُ مِنْ عِبَادِكَ ، وَتَمْنَعُهَا مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ الْعِنَايَةُ مِنْكَ ، وَهَا أَنَا ذَا عُبَيدُكَ الْفَقِيرُ إِلَيْكَ الْمُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ ، فَإِنْ كُنْتَ يَا مَوْلَايَ تَفَضَّلْتَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعَائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْخَيِّرِينَ الْفَاضِلِينَ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، إِنَّ اللَّهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا وَعَدْتَ ، إِنَّكَ لٰا تُخْلِفُ الْمِيعٰادَ . (زاد المعاد : ص56. مصباح الكفعمي : ص541.)
12- عَنْ الْإِمَامِ الْمُجْتَبَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : أَنَّ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) هَبَطَ عَلَى الرَّسُولِ الْكَرِيمِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، مُرْ أُمَّتَكَ فَلْيُصَلُّوا لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ كُلُّ رَكْعَتَيْنِ بِسَلَامٍ وَيَقْرَءُوا فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بَعْدَ الْحَمْدِ سُورَةَ التَّوْحِيدِ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يَسْجُدُوا وَيَقُولُوا : ﴿اللَّهُمَّ سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَخَيَالِي وَبَيَاضِي ، يَا عَظِيمَ كُلِّ عَظِيمٍ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِيَ الْعَظِيمَ ، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُهُ غَيْرُكَ يَا عَظِيمُ﴾ . فَمَنْ أَدَّى هَذَا الْعَمَلَ مَحَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ أَلْفَ مَعْصِيَةٍ وَأَبْدَلَهُ بِهَا حَسَنَاتٍ فِي صَحِيفَةِ أَعْمَالِهِ ، وَمَحَا مِنْ مَعَاصِي وَالِدَيْهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَعْصِيَةٍ . (زاد المعاد : ص59.)
13- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) قَالَ : كُنْتُ نَائِماً لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ أَتَانِي جَبْرَائِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَ تَنَامُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ؟ فَقُلْتُ يَا جَبْرَائِيلُ وَمَا هَذِهِ اللَّيْلَةُ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هِيَ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، قُمْ يَا مُحَمَّدُ . فَأَقَامَنِي ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى الْبَقِيعِ فَقَالَ لِي : ارْفَعْ رَأْسَكَ فَإِنَّ هَذِهِ لَيْلَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، فَيُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَبَابُ الرِّضْوَانِ وَبَابُ الْمَغْفِرَةِ وَبَابُ الْفَضْلِ وَبَابُ التَّوْبَةِ وَبَابُ النِّعْمَةِ وَبَابُ الْجُودِ وَبَابُ الْإِحْسَانِ ، يُعْتِقُ اللَّهُ فِيهَا بِعَدَدِ شُعُورِ النَّعَمِ وَأَصْوَافِهَا ، يُثْبِتُ اللَّهُ فِيهَا الْآجَالَ وَيُقَسِّمُ فِيهَا الْأَرْزَاقَ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ ، وَيُنْزِلُ مَا يَحْدُثُ فِي السَّنَةِ كُلِّهَا .
يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ أَحْيَاهَا بِتَسْبِيحٍ وَتَهْلِيلٍ وَتَكْبِيرٍ وَدُعَاءٍ وَصَلَاةٍ وَقِرَاءَةٍ وَتَطَوُّعٍ وَاسْتِغْفَارٍ كَانَتِ الْجَنَّةُ لَهُ مَنْزِلًا وَمَقِيلًا وَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ .
يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ صَلَّى فِيهَا مِائَةَ رَكْعَةٍ يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ مَرَّةً وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ فَإِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَفَاتِحَةَ الْكِتَابِ عَشْراً وَسَبَّحَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ كَبِيرَةٍ مُوبِقَةٍ مُوجِبَةٍ لِلنَّارِ ، وَأُعْطِيَ بِكُلِّ سُورَةٍ وَتَسْبِيحَةٍ قَصْراً فِي الْجَنَّةِ ، وَشَفَّعَهُ اللَّهُ فِي مِائَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَشَرَكَهُ فِي ثَوَابِ الشُّهَدَاءِ وَأَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يُعْطِي صَائِمِي هَذَا الشَّهْرِ وَقَائِمِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ ، فَأَحْيِهَا يَا مُحَمَّدُ وَأْمُرْ أُمَّتَكَ بِإِحْيَائِهَا وَالتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْعَمَلِ فِيهَا ، فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ شَرِيفَةٌ وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا مُحَمَّدُ وَمَا فِي السَّمَاءِ مَلَكٌ إِلَّا وَقَدْ صَفَّ قَدَمَيْهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى . فَهُمْ بَيْنَ رَاكِعٍ وَقَائِمٍ وَسَاجِدٍ وَدَاعٍ وَمُكَبِّرٍ وَمُسْتَغْفِرٍ وَمُسَبِّحٍ .
يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَطَّلِعُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ فَيَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ قَائِمٍ يُصَلِّي وَقَاعِدٍ يُسَبِّحُ وَرَاكِعٍ وَسَاجِدٍ وَذَاكِرٍ وَهِيَ لَيْلَةٌ لَا يَدْعُو فِيهَا دَاعٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ وَلَا سَائِلٌ إِلَّا أُعْطِيَ وَلَا مُسْتَغْفِرٌ إِلَّا غُفِرَ لَهُ وَلَا تَائِبٌ إِلَّا يَتُوبُ عَلَيْهِ ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا يَا مُحَمَّدُ فَقَدْ حُرِمَ .
وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَدْعُو فِيهَا فَيَقُولُ : ﴿اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ رِضْوَانَكَ ، وَمِنَ الْيَقِينِ مَا يُهَوِّنُ عَلَيْنَا بِهِ مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهَا الْوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَارَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ﴾ . (زاد المعاد : ص59.)
14- عَنْ كُمَيْلِ بْنَ زِيَادٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ) قَالَ : كُنْتُ جَالِساً مَعَ مَوْلَايَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ مَا مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ ؟
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، وَالَّذِي نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ ، إِنَّهُ مَا مِنْ عَبْدٍ إِلَّا وَجَمِيعُ مَا يَجْرِي عَلَيْهِ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ مَقْسُومٌ لَهُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى آخِرِ السَّنَةِ ، فِي مِثْلِ تِلْكَ اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ ، وَمَا مِنْ عَبْدٍ يُحْيِيهَا وَيَدْعُو بِدُعَاءِ الْخَضِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَّا أُجِيبَ . فَلَمَّا انْصَرَفَ طَرَقْتُهُ لَيْلًا ، فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : مَا جَاءَ بِكَ يَا كُمَيْلُ ؟
قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ دُعَاءُ الْخَضِرِ ؟ فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : اجْلِسْ يَا كُمَيْلُ ، إِذَا حَفِظْتَ هَذَا الدُّعَاءَ فَادْعُ بِهِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ أَوْ فِي الشَّهْرِ مَرَّةً أَوْ فِي السَّنَةِ مَرَّةً أَوْ فِي عُمُرِكَ مَرَّةً ، تُكْفَ وَتُنْصَرْ وَتُرْزَقْ وَلَنْ تُعْدَمَ الْمَغْفِرَةِ ، يَا كُمَيْلُ أَوْجَبَ لَكَ طُولُ الصُّحْبَةِ لَنَا أَنْ نَجُودَ لَكَ بِمَا سَأَلْتَ . ثُمَّ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) اكْتُبْ :
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ ، وَذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيْءٍ ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عَلَا كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِوَجْهِكَ الْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلَأَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ ، يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ ، يَا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيَا آخِرَ الْآخِرِينَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجَاءَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلَاءَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُهَا ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ ، وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ ، مُتَذَلِّلٍ ذَلِيلٍ خَاشِعٍ ، أَنْ تُسَامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي ، وَتَجْعَلَنِي بِقِسْمِكَ رَاضِياً قَانِعاً ، وَفِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مُتَوَاضِعاً ، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ حَاجَتَهُ ، وَعَظُمَ فِيمَا عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ ، اللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ ، وَعَلَا مَكَانُكَ وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ ، وَلَا يُمْكِنُ الْفِرَارُ مِنْ حُكُومَتِكَ ، اللَّهُمَّ لَا أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً ، وَلَا لِقَبَائِحِي سَاتِراً ، وَلَا لِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلًا غَيْرَكَ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي ، وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي ، وَمَنِّكَ عَلَيَّ ، اللَّهُمَّ مَوْلَايَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلَاءِ أَقَلْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلًا لَهُ نَشَرْتَهُ ، اللَّهُمَّ عَظُمَ بَلَائِي ، وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حَالِي ، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمَالِي ، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلَالِي ، وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ آمَالِي ، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيَا بِغُرُورِهَا ، وَنَفْسِي بِجِنَايَتِهَا ، وَمِطَالِي يَا سَيِّدِي ، فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لَا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعَائِي سُوءُ عَمَلِي وَفَعَالِي ، وَلَا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي ، وَلَا تُعَاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلَى مَا عَمِلْتُهُ فِي خَلَوَاتِي ، مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَإِسَاءَتِي ، وَدَوَامِ تَفْرِيطِي وَجَهَالَتِي ، وَكَثْرَةِ شَهَوَاتِي ، وَغَفْلَتِي ، وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي الْأَحْوَالِ كُلِّهَا ، رَءُوفاً وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الْأُمُورِ عَطُوفاً ، إِلَهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي ، وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي ، إِلَهِي وَمَوْلَايَ ، أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوَى نَفْسِي ، وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي ، فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوَى ، وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذَلِكَ الْقَضَاءُ ، فَتَجَاوَزْتُ بِمَا جَرَى عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ ، بَعْضِ حُدُودِكَ ، وَخَالَفْتُ بَعْضَ أَوَامِرِكَ ، فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَى جَمِيعِ ذَلِكَ ، وَلَا حُجَّةَ لِي فِيمَا جَرَى عَلَيَّ فِيهِ قَضَاؤُكَ ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلَاؤُكَ ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلَهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرَافِي عَلَى نَفْسِي ، مُعْتَذِراً نَادِماً مُنْكَسِراً ، مُسْتَقِيلًا مُسْتَغْفِراً مُنِيباً ، مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً ، لَا أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلَا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرِي ، وَإِدْخَالِكَ إِيَّايَ فِي سَعَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ ، اللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي ، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي ، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثَاقِي ، يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي ، وَرِقَّةَ جِلْدِي ، وَدِقَّةَ عَظْمِي ، يَا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّيِ وَتَغْذِيَتِي ، هَبْنِي لِابْتِدَاءِ كَرَمِكَ ، وَسَالِفِ بِرِّكَ بِي ، يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي ، أَ تُرَاكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ ، وَبَعْدَ مَا انْطَوَى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَلَهِجَ بِهِ لِسَانِي مِنْ ذِكْرِكَ ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرَافِي ، وَدُعَائِي خَاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ ، هَيْهَاتَ ، أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ ، أَوْ تُبَعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلَاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ ، وَلَيْتَ شِعْرِي يَا سَيِّدِي ، وَإِلَهِي وَمَوْلَايَ ، أَ تُسَلِّطُ النَّارَ عَلَى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ سَاجِدَةً ، وَعَلَى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صَادِقَةً ، وَبِشُكْرِكَ مَادِحَةً ، وَعَلَى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلَهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً ، وَعَلَى ضَمَائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صَارَتْ خَاشِعَةً ، وَعَلَى جَوَارِحَ سَعَتْ إِلَى أَوْطَانِ تَعَبُّدِكَ طَائِعَةً ، وَأَشَارَتْ بِاسْتِغْفَارِكَ مُذْعِنَةً ، مَا هَكَذَا الظَّنُّ بِكَ ، وَلَا أُخْبِرْنَا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يَا كَرِيمُ ، يَا رَبِّ وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلَاءِ الدُّنْيَا وَعُقُوبَاتِهَا ، وَمَا يَجْرِي فِيهَا مِنَ الْمَكَارِهِ عَلَى أَهْلِهَا ، عَلَى أَنَّ ذَلِكَ بَلَاءٌ وَمَكْرُوهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ ، يَسِيرٌ بَقَاؤُهُ قَصِيرٌ مُدَّتُهُ ، فَكَيْفَ احْتِمَالِي لِبَلَاءِ الْآخِرَةِ ، وَجَلِيلِ وُقُوعِ الْمَكَارِهِ فِيهَا ، وَهُوَ بَلَاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ ، وَيَدُومُ مَقَامُهُ ، وَلَا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ ، لِأَنَّهُ لَا يَكُونُ إِلَّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقَامِكَ وَسَخَطِكَ ، وَهَذَا مَا لَا تَقُومُ لَهُ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ، يَا سَيِّدِي ، فَكَيْفَ بِي وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ ، الْحَقِيرُ الْمِسْكِينُ الْمُسْتَكِينُ ، يَا إِلَهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلَايَ ، لِأَيِّ الْأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو ، وَلِمَا مِنْهَا أَضِجُّ وَأَبْكِي ، لِأَلِيمِ الْعَذَابِ وَشِدَّتِهِ ، أَمْ لِطُولِ الْبَلَاءِ وَمُدَّتِهِ ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوبَاتِ مَعَ أَعْدَائِكَ ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلَائِكَ ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْلِيَائِكَ ، فَهَبْنِي يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلاَيَ وَرَبِّي ، صَبَرْتُ عَلَى عَذَابِكَ ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلَى فِرَاقِكَ ، وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلَى حَرِّ نَارِكَ ، فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى كَرَامَتِكَ ، أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النَّارِ ، وَرَجَائِي عَفْوُكَ ، فَبِعِزَّتِكَ يَا سَيِّدِي وَمَوْلَايَ ، أُقْسِمُ صَادِقاً ، لَئِنْ تَرَكْتَنِي نَاطِقاً ، لَأِضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِهَا ضَجِيجَ الْآمِلِينَ ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُرَاخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكَاءَ الْفَاقِدِينَ ، وَلَأُنَادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ ، يَا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ ، يَا غَايَةَ آمَالِ الْعَارِفِينَ ، يَا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، يَا حَبِيبَ قُلُوبِ الصَّادِقِينَ ، وَيَا إِلَهَ الْعَالَمِينَ ، أَ فَتُرَاكَ سُبْحَانَكَ يَا إِلَهِي وَبِحَمْدِكَ ، تَسْمَعُ فِيهَا صَوْتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ سُجِنَ فِيهَا بِمُخَالَفَتِهِ ، وَذَاقَ طَعْمَ عَذَابِهَا بِمَعْصِيَتِهِ ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْبَاقَهَا بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ ، وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ ، وَيُنَادِيكَ بِلِسَانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ ، يَا مَوْلَايَ ، فَكَيْفَ يَبْقَى فِي الْعَذَابِ وَهُوَ يَرْجُو مَا سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ ، أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ ، وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ ، أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِيبُهَا وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ ، وَتَرَى مَكَانَهُ ، أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُهَا ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ ، أَمْ كَيْفَ يَتَغَلْغَلُ بَيْنَ أَطْبَاقِهَا ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ ، أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبَانِيَتُهَا ، وَهُوَ يُنَادِيكَ يَا رَبَّهْ ، أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْهَا فَتَتْرُكَهُ فِيهَا ، هَيْهَاتَ ، مَا ذَلِكَ الظَّنُّ بِكَ ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَلَا مُشْبِهٌ لِمَا عَامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسَانِكَ ، فَبِالْيَقِينِ أَقْطَعُ ، لَوْ لَا مَا حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جَاحِدِيكَ ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلَادِ مُعَانِدِيكَ ، لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّهَا بَرْداً وَسَلَاماً ، وَمَا كَانَ لِأَحَدٍ فِيهَا مَقَرّاً وَلَا مُقَاماً ، لَكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُكَ ، أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَهَا مِنَ الْكَافِرِينَ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيهَا الْمُعَانِدِينَ ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَنَاؤُكَ ، قُلْتَ مُبْتَدِئاً ، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعَامِ مُتَكَرِّماً ، أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ، إِلَهِي وَسَيِّدِي ، أَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَهَا ، وَبِالْقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَهَا وَحَكَمْتَهَا ، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَهَا ، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هَذِهِ السَّاعَةِ ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْبَاتِهَا الْكِرَامَ الْكَاتِبِينَ ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ مَا يَكُونُ مِنِّي ، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوَارِحِي ، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرَائِهِمْ ، وَالشَّاهِدَ لِمَا خَفِيَ عَنْهُمْ ، فَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُهُ ، أَوْ إِحْسَانٍ تُفَضِّلُهُ ، أَوْ بِرٍّ تَنْشُرُهُ ، أَوْ رِزْقٍ تَبْسُطُهُ ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ ، أَوْ خَطَإٍ تَسْتُرُهُ ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلَايَ وَمَالِكَ رَقِّي ، يَا مَنْ بِيَدِهِ نَاصِيَتِي ، يَا عَلِيماً بِذُلِّي وَمَسْكَنَتِي ، يَا خَبِيراً بِفَقْرِي وَفَاقَتِي ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفَاتِكَ وَأَسْمَائِكَ ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقَاتِي فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً ، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ، وَأَعْمَالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً ، حَتَّى تَكُونَ أَعْمَالِي وَأَوْرَادِي كُلُّهَا وِرْداً وَاحِداً ، وَحَالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً ، يَا سَيِّدِي ، يَا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي ، يَا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوَالِي ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ يَا رَبِّ ، قَوِّ عَلَى خِدْمَتِكَ جَوَارِحِي ، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزِيمَةِ جَوَانِحِي ، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ ، وَالدَّوَامَ فِي الِاتِّصَالِ بِخِدْمَتِكَ ، حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيَادِينِ السَّابِقِينَ ، وَأُسْرِعَ إِلَيْكَ فِي الْمُبَادِرِينَ ، وَأَشْتَاقَ إِلَى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتَاقِينَ ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلَصِينَ ، وَأَخَافَكَ مَخَافَةَ الْمُوقِنِينَ ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوَارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ، اللَّهُمَّ وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنَ عِبَادِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ ، فَإِنَّهُ لَا يُنَالُ ذَلِكَ إِلَّا بِفَضْلِكَ ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ ، وَاحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ ، وَاجْعَلْ لِسَانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً ، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً ، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجَابَتِكَ ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَاغْفِرْ زَلَّتِي ، فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلَى عِبَادِكَ بِعِبَادَتِكَ ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعَائِكَ ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجَابَةَ ، فَإِلَيْكَ يَا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي ، وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي ، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعَائِي ، وَبَلِّغْنِي مُنَايَ ، وَلَا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجَائِي ، وَاكْفِنِي شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدَائِي ، يَا سَرِيعَ الرِّضَى ، اغْفِرْ لِمَنْ لَا يَمْلِكُ إِلَّا الدُّعَاءَ ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تَشَاءُ ، يَا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ ، وَذِكْرُهُ شِفَاءٌ ، وَطَاعَتُهُ غِنًى ، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الرَّجَاءُ ، وَسِلَاحُهُ الْبُكَاءُ ، يَا سَابِغَ النِّعَمِ ، يَا دَافِعَ النِّقَمِ ، يَا نُورَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ ، يَا عَالِماً لَا يُعَلَّمُ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيَامِينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً﴾ . (زاد المعاد : ص60.)