الليالي والأيام الأخيرة من شهر شعبان
*
1- أَنَّ الْإِمَامَ الصَّادِقَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَانَ يَقْرَأُ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ شَعْبَانَ وَاللَّيْلَةِ الْأُولَى مِنْ رَمَضَانَ هَذَا الدُّعَاءَ :
﴿اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ الْمُبَارَكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ وَجَعَلْتَهُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ، قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنَا فِيهِ وَسَلِّمْهُ لَنَا وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ، يَا مَنْ أَخَذَ الْقَلِيلَ وَشَكَرَ الْكَثِيرَ اقْبَلْ مِنِّي الْيَسِيرَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي إِلَى كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلًا وَمِنْ كُلِّ مَا لَا تُحِبُّ مَانِعاً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يَا مَنْ عَفَا عَنِّي وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئَاتِ يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْنِي بِارْتِكَابِ الْمَعَاصِي عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ يَا كَرِيمُ .
إِلَهِي وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ وَزَجَرْتَنِي عَنْ مَحَارِمِكَ فَلَمْ أَنْزَجِرْ فَمَا عُذْرِي فَاعْفُ عَنِّي يَا كَرِيمُ عَفْوَكَ عَفْوَكَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ الْمَوْتِ وَالْعَفْوَ عِنْدَ الْحِسَابِ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يَا أَهْلَ التَّقْوَى وَيَا أَهْلَ الْمَغْفِرَةِ عَفْوَكَ عَفْوَكَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إِلَى رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ مُنْزِلُ الْغِنَى وَالْبَرَكَةِ عَلَى الْعِبَادِ قَاهِرٌ مُقْتَدِرٌ أَحْصَيْتَ أَعْمَالَهُمْ وَقَسَمْتَ أَرْزَاقَهُمْ وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ وَأَلْوَانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ لَا يَعْلَمُ الْعِبَادُ عِلْمَكَ وَلَا يَقْدِرُ الْعِبَادُ قَدْرَكَ وَكُلُّنَا فُقَرَاءُ إِلَى رَحْمَتِكَ ، فَلَا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ وَاجْعَلْنِي مِنْ صَالِحِ خَلْقِكَ فِي الْعَمَلِ وَالْأَمَلِ وَالْقَضَاءِ وَالْقَدْرِ .
إِلَهِي أَبْقِنِي خَيْرَ الْبَقَاءِ وَأَفْنِنِي خَيْرَ الْفَنَاءِ عَلَى مُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ وَالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ وَالْخُشُوعِ وَالْوَفَاءِ وَالتَّسْلِيمِ لَكَ وَالتَّصْدِيقِ بِكِتَابِكَ وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ .
اللَّهُمَّ مَا كَانَ فِي قَلْبِي مِنْ شَكٍّ أَوْ رِيبَةٍ أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ بَذَخٍ أَوْ بَطَرٍ أَوْ خُيَلَاءَ أَوْ رِيَاءٍ أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ شِقَاقٍ أَوْ نِفَاقٍ أَوْ كُفْرٍ أَوْ فُسُوقٍ أَوْ عِصْيَانٍ أَوْ عَظَمَةٍ أَوْ شَيْءٍ لَا تُحِبُّ ، فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تُبَدِّلَنِي مَكَانَهُ إِيمَاناً بِوَعْدِكَ وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ وَرِضًا بِقَضَائِكَ وَزُهْداً فِي الدُّنْيَا وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ وَأَثَرَةً وَطُمَأْنِينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً أَسْأَلُكَ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
إِلَهِي أَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصَى فَكَأَنَّكَ لَمْ تَرَ وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطَاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ وَأَنَا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ سُكَّانُ أَرْضِكَ ، فَكُنْ عَلَيْنَا بِالْفَضْلِ جَوَاداً وَبِالْخَيْرِ عَوَّاداً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَاةً دَائِمَةً لَا تُحْصَى وَلَا تُعَدُّ وَلَا يَقْدِرُ قَدْرَهَا غَيْرُكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ﴾ . (زاد المعاد : ص66.)
2- عَنْ الْإِمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : مَنْ صَامَ آخِرَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ شَعْبَانَ وَوَصَلَهَا بِشَهْرِ رَمَضَانَ ، كَتَبَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ صِيَامَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ . (زاد المعاد : ص65.)
3- عَنْ الْإِمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : كَانَ أَبِي (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَصِلُ مَا بَيْنَهُمَا وَيَقُولُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : صَوْمُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ تَوْبَةٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى . (الأشهر الثلاثة : ص58.)
4- رَوَى أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) : دَخَلْتُ عَلَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي آخِرِ جُمُعَةٍ مِنْ شَعْبَانَ ، فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
يَا أَبَا الصَّلْتِ ، إِنَّ شَعْبَانَ قَدْ مَضَى أَكْثَرُهُ وَهَذَا آخِرُ جُمُعَةٍ فِيهِ ، فَتَدَارَكْ فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ تَقْصِيرَكَ فِيمَا مَضَى مِنْهُ وَعَلَيْكَ بِالْإِقْبَالِ عَلَى مَا يَعْنِيكَ ، وَأَكْثِرْ مِنَ الدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَتُبْ إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ اللَّهِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا تَدَعْ أَمَانَةً فِي عُنُقِكَ إِلَّا أَدَّيْتَهَا وَلَا فِي قَلْبِكَ حِقْداً عَلَى مُؤْمِنٍ إِلَّا نَزَعْتَهُ وَلَا ذَنْباً أَنْتَ مُرْتَكِبُهُ إِلَّا أَقْلَعْتَ عَنْهُ ، وَاتَّقِ اللَّهَ وَتَوَكَّلَ عَلَيْهِ فِي سِرِّ أَمْرِكَ وَعَلَانِيَتِهِ ، قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ .
وَأَكْثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ : ﴿اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنَا فِيمَا مَضَى مِنْ شَعْبَانَ ، فَاغْفِرْ لَنَا فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ﴾ . فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يُعْتِقُ فِي هَذَا الشَّهْرِ رِقَاباً مِنَ النَّارِ لِحُرْمَةِ شَهْرِ رَمَضَان . (زاد المعاد : ص65.)
5- رَوَى الْحُسْنِ بْن عَلِيُّ الْخَزَّازُ (رَحِمَهُ اللَّهُ) : دَخَلْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ) آخِرَ جُمُعَةٍ مِنْ شَعْبَانَ ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ مِنْهُمْ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ وَصَفْوَانُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ وَخَادِمَاهُ يَاسِرٌ وَنَادِرٌ وَغَيْرُهُمَا ، فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
مَعَاشِرَ شِيعَتِي ، هَذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَعْبَانَ مَنْ صَامَهُ احْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ . (الأشهر الثلاثة : ص98.)