من هو المهدي القائم بالحق ؟
*
قِيلَ لِلْإِمَامِ الْجَوَادِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) :
إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ الْقَائِمَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ
الَّذِي يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : مَا مِنَّا إِلَّا قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهَادٍ إِلَى دِينِهِ ، وَلَكِنَّ الْقَائِمَ الَّذِي يُطَهِّرُ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ مِنْ أَهْلِ الْكُفْرِ وَالْجُحُودِ وَيَمْلَأُهَا عَدْلًا وَقِسْطاً هُوَ الَّذِي يَخْفَى عَلَى النَّاسِ وِلَادَتُهُ وَيَغِيبُ عَنْهُمْ شَخْصُهُ وَيَحْرُمُ عَلَيْهِمْ تَسْمِيَتُهُ ، وَ هُوَ سَمِيُّ رَسُولِ اللَّهِ وَكَنِيُّهُ ، وَهُوَ الَّذِي تُطْوَى لَهُ الْأَرْضُ وَيَذِلُّ لَهُ كُلُّ صَعْبٍ . يَجْتَمِعُ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ عِدَّةَ أَهْلِ بَدْرٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْ أَقَاصِي الْأَرْضِ وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى :
﴿أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ .
فَإِذَا اجْتَمَعَتْ لَهُ هَذِهِ الْعِدَّةُ مِنْ أَهْلِ الْإِخْلَاصِ أَظْهَرَ أَمْرَهُ ، فَإِذَا أُكْمِلَ لَهُ الْعَقْدُ وَهُوَ عَشَرَةُ آلَافِ رَجُلٍ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَلَا يَزَالُ يَقْتُلُ أَعْدَاءَ اللَّهِ حَتَّى يَرْضَى اللَّهُ تَعَالَى ، فَإِذَا دَخَلَ الْمَدِينَةَ أَخْرَجَ اللَّاتَ وَالْعُزَّى فَأَحْرَقَهُمَا .
*
المصدر : (بحار الأنوار : ج52، ص283.)