كرة القدم السعودية تفيق على هزيمة آسيوية مؤلمة


الرياض - عبدالرحمن عابد

استيقظ السعوديون صباح البارحة الجمعة، على أخبار رياضية سيئة قادمة من العاصمة الماليزية كوالالمبور، بخسارة كافة المقاعد في انتخابات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حيث اختار 46 اتحادا آسيويا بقاء رئيسهم الشيخ البحريني سلمان آل خليفة، فيما انتخب الكونغرس نواب الرئيس بحسب كل منطقة جغرافية، وتم التصويت على 10 أعضاء في المكتب التنفيذي القاري خمسة آخرون في الاتحاد الدولي.
واختار جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، كلمات دافئة أثناء إلقاء كلمته أمام الكونغرس الآسيوي ومرسلا تعازيه الخالصة في وفاة والدة سلمان آل خليفة، وقال: "القارة الآسيوية تظهر بشكل متحّد بإعادة تزكيتها الرئيس، لقد اختارت الوحدة والاستقرار". وأضاف الرجل السويسري حديثه: "كل ما يمكنني طلبه منكم هو الوقوف، والتفكير بسلمان، معانقته والقول له إنكم معه".

وتسبب انسحاب كل من قصي الفواز عن منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، ولؤي السبيعي عن عضوية المكتب التنفيذي، وخسارة الدكتور خالد الثبيتي لعضوية مجلس الاتحاد الدولي عن آسيا، في حجب شمس السعودية عن المكاتب الآسيوية لأول مرة منذ 20 عاما، بينما أدت كل تلك النتائج إلى حالة غضب واستياء بين السعوديين المهتمين باللعبة الشعبية عبر "تويتر"، مؤكدين أن ما حدث يعتبر سقطة بحق بلد ثقيل يطمح إلى إنجازات تتجاوز أوراق صناديق الاقتراع.

ووضع كثير من النقاد والمتابعين، علامات استفهام بالجملة على نتائج الكونغرس الآسيوي بفوز مرشحين من الهند والفلبين وبنغلاديش، واستندوا في مقارنتهم قبل كل شيء على هيبة وشخصية وحجم المملكة العربية السعودية ورجالها أصحاب الحضور الدائم مع أصحاب القرار في المؤسسة المسؤولة عن القارة الصفراء، بدليل قدوم الشيخ سلمان آل خليفة أكثر من مرة إلى الرياض، في ضيافة تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة الأسبق، ورئيسها الحالي الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل.

يقول الصحافي السعودي سلطان المهوس، والمتخصص في شؤون الاتحاد الآسيوي: "إن المتغيرات التي مر بها اتحاد الكرة مع عدم وجود خطة لخوض الانتخابات الاسيوية، والتي جاءت بفعل ظروف سريعة أربكت الاتجاه، لذلك من الطبيعي أن نعطي عدم استقرار اتحاد الكرة السعودي جزء من نتيجة الانتخابات إضافة إلى غياب خبرة التكتيك الانتخابي".

وأضاف الزميل المهوس حديثه عبر صفحته في تويتر بقوله: "لم يتحقق الفوز بمنصب منصب عضو الفيفا، والسبب الرئيس إعلان الترشح السعودي لمنصب الرئيس أعطى فرصة للقريب والبعيد ليبحث عن تكتل لحجز المناصب التنفيذية وبالفعل تم ذلك وعندما تم إلغاء الترشح للرئاسة وجدنا أنفسنا أمام واقع "تكتل" غير قابل للكسر فالكل التزم مع الكل فزادت الصعوبة".

ويختم سلطان حديثه بقوله: "تم ترشيح ثلاث شخصيات لثلاث مناصب -يقصد فواز ولؤي والثبيتي- والمفترض أن يتم ترشيح شخصية واحدة لثلاث مناصب لتنطلق عملية التفاوض المتاح ولعبة المصالح والأخذ والرد للظفر على الأقل بمنصب واحد، وزاد الأمر سلبية سحب مرشح منصب نائب الرئيس وهو أحد أهم أسلحة المناورات".

أسماء سعودية لامعة سبق أن تواجدت في الاتحاد الآسيوي، ومثّلت السعودية على أفضل وجه، أولهم الراحل عبد الله الدبل وأحمد عيد والأمير الوليد بن بدر والدكتور حافظ المدلج وياسر المسحل وأسماء أخرى غيرهم، بينما كان ما يمّيز تلك الأسماء الابتعاد عن سياسة الصوت العالي، والعمل في صمت، والاستمرار في تنمية العلاقات المهنية والإنسانية بهدف كسب العلاقات مع الاتحاد الآسيوي بشكل أفضل، وهذا ليس صعبا على الأسماء الرياضية المتواجدة حاليا في الوسط الرياضي.

رغم كل الأخطاء التي حدثت فيما يتعلق بالمقاعد السعودية في الانتخابات الآسيوية، إلا أنه من الواضح أن الجهود الكبيرة التي يقودها عبد العزيز بن تركي الفيصل، من أجل إعادة المملكة العربية السعودية إلى مسارها القاري والدولي بشكل لائق، ويستطيع أمير الرياضة الاعتناء بملف انتخابات الاتحاد الآسيوي 2023، مثلما اعتنى بملف احتكار القنوات الرياضية القطرية لمباريات الأندية السعودية.