استِئصالُ بَاطِنَةِ الشِّريان السُّباتي
استِئصالُ بَاطِنَةِ الشِّريان السُّباتي carotid endarterectomy هو إجراءٌ جراحيّ لإزالة الانسداد أو الإعاقة في هذا الشِّريان. ويعدُّ الشِّريانان السُّباتيَّان carotid arteriesالوعاءَين الدَّمويين الرَّئيسيين اللذين يُروِّيان الرأسَ والرقبة.
يُجرى استِئصالُ بَاطِنَةِ الشِّريان السُّباتي عندما يحدث تضيُّقٌ في أحد الشِّريانين السُّباتيَّين أو كليهما، بسبب تراكُم الرَّواسِب الدُّهنيَّة (اللويحة plaque). ويُعرَف ذلك باسم داء الشِّريان السُّباتي carotid artery disease أو تضيُّق الشِّريان السُّباتي carotid artery stenosis.
إذا تُرِكَ الشِّريانُ السُّباتي المتضيِّق من دون معالجة، فقد يتأثَّر الجريانُ الدمويّ إلى الدماغ، بسبب تَشكُّل جلطةٍ دمويَّة وخروج خثرات منها نحوَه، ممَّا قد يؤدِّي إلى:
• السكتة؛ وهي حالةٌ طبِّية خطيرة يمكن أن تؤدِّي إلى ضررٍ دماغي أو الوفاة.
• الهجمة الإقفاريَّة العابرة (هجمة نقص التروية العابرة) transient ischaemic attack (TIA)؛ وتُدعى السكتةَ الصغيرة mini-stroke، وهي مشابهةٌ للسكتة، ولكنَّ علاماتها وأعراضها مؤقَّتة، وتختفي خلال 24 ساعة.
يمكن أن يقلِّلَ استِئصالُ بَاطِنَةِ الشِّريان السُّباتي من خطر السَّكتة بشكلٍ ملحوظ في المصابين بتضيُّق شديد في الشِّريانين السُّباتيَّين. كما أنَّ خطرَ حدوث سكتةٍ أخرى أو نوبة نقص تروية عابر ثانية، في الذين سبق أن حصلَ لديهم ذلك، ينقص بنسبة الثُّلث بعدَ الجراحة في غضون السنوات الثلاث اللاحقة.
يُعتقد اليومَ أنَّ العمليَّة ينبغي أن تُجرى بأسرع ما يمكن بعدَ ظهور الأعراض. وذلك، لابدَّ من طلب المشورة الطبِّية الفورية إذا ظهرت الأعراض التالية:
• خَدَر أو ضعف في الوجه أو الطرف العلوي أو السفلي.
• مشاكل الكلام.
• فقدان الرؤية في إحدى العينين.
عمليَّةُ استِئصال بَاطِنَةِ الشِّريان السُّباتي
يمكن استِئصالُ بَاطِنَةِ الشِّريان السُّباتي تحت التخدير الموضعي أو العام. وممَّا يميِّز التخدير الموضعي أنَّه يسمح للجرَّاح بمراقبة الوظيفة الدماغيَّة والمريض صاحٍ. ولكن، ليس هناك أدلَّة على أنَّه أسلم أو أفضل.
خلال هذا الإجراء، يُجرى جرحٌ بطول 7-10 سم بين زاوية الفكِّ وعم الصدر (القصّ)، ثمَّ يُجرى جرح صغير على طول القسم المتضيِّق من الشريان، وتُزال الرواسبُ الدهنيَّة المتراكمة.
وبعدَ ذلك، يُغلَق الشريان بغُرز أو لصاقة، كما يُغلَق الجرح بغُرز أيضاً.
ماذا يحدث بعدَ استِئصال بَاطِنَةِ الشِّريان السُّباتي؟
يُنقَل المريضُ إلى قسم الإنعاش بجوار غرفة الجراحة للمراقبة. ويستطيع معظمُ المرضى المغادرةَ إلى المنزل خلال 48 ساعة من العمليَّة.
في معظم الحالات، تقتصر المشاكلُ التي قد يعاني منها المريض بعدَ الجراحة على خَدَر أو انزعاج مؤقَّت في الرقبة.
ولكن، هناك احتمالٌ بسيط لحدوث مضاعفات أكثر خطورةً، قد تشتمل على السكتة أو الوفاة في نحو 3 في المائة من الحالات. ومع ذلك، يكون هذا الاحتمالُ أقلّ في المصابين بداء الشِّريان السُّباتي إذا لم يُختاروا اختياراً للخضوع لهذه العمليَّة.
هل هناك بدائل عن الجراحة؟
يعدُّ استِئصالُ بَاطِنَةِ الشِّريان السُّباتي المعالجةَ الرئيسيَّة لتضيُّق هذا الشريان، لكن هناك إجراءٌ بديل يُدعى وضع قالب أو شبكة للشِّريان السُّباتي carotid artery stent placement، يمكن اللجوءُ إليه أحياناً.
وهذا الإجراءُ أبسطُ من سابقه، لأنَّه لا ينطوي على إحداث جُرح في الرقبة، بل يجري إدخالُ أنبوب مرن ورفيع في الشِّريان السُّباتي من خلال شقٍّ صغير في ناحية أعلى الفخذ (الناحية المِغبنيَّة أو الأُربيَّة)، ثمَّ تُوضَع شبكةٌ أسطوانية (قالب أو إِستنت) في المنطقة المتضيِّقة من الشريان لتوسيعها، والسَّماح للدم بالجريان عبرها بسهولةٍ أكبر.
يُعتَقد أنَّ وضعَ شبكة في الشِّريان السُّباتي Carotid stenting يرتبط اليومَ بزيادة في خطر السكتة خلال هذا الإجراء، لاسيَّما عندَ القيام به في أوَّل بضعة أيَّام من ظهور الأعراض. ولكنَّ إجراءٌ بديل ومفيد لدى الأشخاص الذي قد يكون في خطرٍ أكبر للمضاعفات بعدَ جراحة استِئصال بَاطِنَةِ الشِّريان السُّباتي.
المصدر/ صحتك الجسدية والنفسية الشيخ عباس محمد