مرض القلب الخلقيّ
مرض القلب الخلقيّ congenital heart disease هُو مُصطلَحٌ عام ينطوي على طيفٍ من العيوب الخلقيَّة التي تُؤثِّرُ الوظيفة الطبيعيَّة للقلب.
تعني كلِمةُ خلقيّ أنَّ الحالةَ تظهر عند الوِلادة.
ما الذي يُسبِّب مرض القلب الخلقيّ؟
لا يُوجَد سببٌ واضِحٌ لهذه المرض في مُعظم الحالات، ولكن هناك بعض الأشياء التي يُمكن أن تزيدَ من خطر المرض، وتنطوي على:
• مُتلازِمة داون Down’s syndrome، وهي اضطرابٌ جِينيٌّ يُؤثِّرُ في النماء البدنيّ الطبيعي عند الصِّغار، ويُسبِّبُ صُعوبات في التعلُّم.
• حالات مُعيَّنة من العدوى عند الأم في أثناء الحمل، مثل الحصبة الألمانيَّة (الحُمَيراء) rubella.
• إصابة الأم بالسكَّري من النَّوع الأوَّل أو النَّوع الثاني، مع عدم ضبط مُستويات سكَّر الدَّم بشكلٍ جيِّدٍ.
• عيوبٌ أخرى في الأجسام الصبغيَّة، حيث من المُحتَمل أن تتحوَّل الجينات عن شكلها الطبيعيّ، وتنتقِل بالوِراثة.
يُشخَّصُ العدِيدُ من حالات مرض القلب الخلقيّ قبل وِلادة الصَّغير في أثناء خُضوع الأم للتصوير بالأمواج فوق الصوتيَّة في الحمل، ولكن ليس من المُمكِن التحرِّي عن هذا المرض بهذه الطريقة دائماً.
العلامات والأعراض
تنطوي أعراضُ مرض القلب الخلقيّ على:
• تسرُّع نبضات القلب.
• تسرُّع التنفُّس.
• تعرُّق زائِد.
• تعب وإعياء شديدين.
• ازرِقاق في الجلد (زُرقة cyanosis).
• تعب وسرعة في التنفُّس عند إرضاع الصَّغير.
يُمكن مُلاحظةُ هذه المشاكل بعد الوِلادة بفترةٍ وجيزةٍ، رغم أنَّ العيوبَ الخفيفة قد لا تُسبِّبُ أيَّة مشاكِلَ إلّا في مرحلةٍ لاحِقةٍ من الحياة.
أنواع مرض القلب الخلقيّ
هناك عدَّة أنواع لمرضِ القلب الخلقيّ، وقد تظهر مع بعضها بعضاً في بعض الأحيان، وتشتمل بعضُ تلك العيوب الشائِعة على:
• العُيوب الحاجِزيَّة septal defects، حيث تُوجد فتحة بين حُجيرَتي القلب.
• تضيُّق الشريان الأبهَر (تضيُّق برزخ الأبهَر) coarctation of the aorta.
• تضيُّق الصمام الرِّئويّ pulmonary valve stenosis، وهو الصمام الذي يتحكَّم بتدفُّق الدَّم من الحُجيرة السفلية اليُمنى للقلب (البُطين الأيمن) نحو الرِّئتين.
• تغيير وضع الشرايين الكبيرة transposition of the great arteries، حيث يتبادل الصِّمامان الرئوي والأبهري والشريانان المُتَّصِلان بها أمكنتهما.
عِلاج مرض القلب الخلقيّ
تعتمدُ مُعالجةُ مرض القلب الخلقيّ على طبيعة العيب عند الطفل عادةً؛ فالعيُوبُ الخفيفة، مثل الثقوب في القلب، لا تحتاج إلى عِلاج غالباً، فهي قد تتحسَّن وحدها، وقد لا تُسبِّبُ أيَّةَ مشاكِل إضافيَّة.
يحتاج الطفلُ إلى الجراحة عادةً إذا كان العيبُ ملحُوظاً، ويُسبِّب المشاكل، وتُساعِد الجراحة على استعادة القلب لمُعظم وظائِفه الطبيعيَّة؛ ولكن يحتاج الأشخاصُ الذين لديهم مرض القلب الخلقيّ إلى المُعالجة طوالَ حياتهم غالباً، لأنَّ الذين يُعانون من مشاكل القلب المُعقَّدة يُمكن أن يُصابوا بالمزيد من المشاكِل في نظم القلب أو صماماته مع مرور الزمن.
بشكلٍ عام، لا تُعدُّ مُعظمُ الإجراءات الجراحيَّة عِلاجاً شافِياً لمرض القلب الخلقيّ، فقد تتراجع قُدرةُ المريض على مُمارسة التمارين، ويتفاقم هذا الضعف مع مرور الزمن، وربَّما يحتاج إلى المزيد من الجراحة.
قد لا يكون مُتوسِّطُ العُمر المُتوقَّع طبيعيَّاً عند بعض الأشخاص الذين يُعانون من مرض القلب الخلقيّ الأكثر تعقيداً، ولذلك من المهم استِشارة الطبيب المُختصّ حول هذه الحالة.
ينقسِمُ القلب إلى 4 أجزاء رئيسيَّة تُسمَّى الحُجيرات، وهي:
• الأُذَين الأيسر left atrium، ويجتمِع فيه الدَّم العائِد من الرِّئتين.
• البُطَين الأيسر left ventricle، وهو حُجيرة الضخّ الرئيسيَّة للبدن.
• الأُذَين الأيمن right atrium، يجمع الدَّم العائِد من أورِدة الجسم.
• البُطين الأيمن right ventricle، يضخّ الدَّم إلى الرِّئتين.
هناك 4 صمَّامات تتحكَّم بتدفُّق الدَّم عبر القلب وحول الجسم، وهي:
• الصَّمام التاجي (المترالي mitral valve)، ويفصل بين الأُذَين الأيسر والبُطين الأيسر.
• الصَّمام الأبهريّ aortic valve، ويفصل بين البُطين الأيسر والشريان الرئيسيّ، أي الأبهَر.
• الصَّمام الثُلاثِيّ الشُّرَف tricuspid valve، يفصل بين الأُذَين الأيمن والبُطين الأيمن.
• الصمَّام الرِّئويّ pulmonary valve، يفصِلُ بين البُطين الأيمن والشريان الرئويّ المتَّجه نحوَ الرِّئة.
يُمكن أن يحدُثَ مرضُ القلب الخلقيّ إذا لم تتخلَّق أيَّة من هذه الحُجيرات أو الصمَّامات بشكلٍ صحيحٍ عندَ الجنين في رحِم أمَّه.
المصدر/ صحتك الجسدية والنفسية الشيخ عباس محمد