حظي الشاب السعودي أصيل الأنصاري، الذي أصيب بجراح في تفجير المسجدين في نيوزيلندا، باستقبال حافل عند وصوله إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة.
استقبل أصيل مدير المطار، ومدير الصالة الداخلي، والمسؤولون في المطار، ومواطنون أيضا.
وفي تصريح خاص بـ"العربية.نت"، عبّر والد أصيل عن سعادته الغامرة برجوع ابنه الوحيد سالما برصاصة من قاتل المصلين في مسجد النور.
وقال والد أصيل: "غادرنا نيوزيلندا وسط وداع جميل عنون بالدموع والمشاعر الجياشة، نحن الآن في السعودية، وبإذن الله سيتعافى ابني وسيعود لإكمال دراسته هناك، طلبت من وزير الدولة للشؤون الخارجية الأستاذ عادل الجبير المساعدة في مشروع ابتعاث أصيل لنيوزيلندا، وأوضحت له رغبتي في إعادة أصيل للدراسة هناك، نظرا لما وجدته من دعم وتشجيع، حتى من سائق التاكسي الذي كان يرفض أخذ الأجرة، وترك لنا رقم هاتفه للاتصال، وأكد أنه يرغب بخدمتنا مجانا وفي أي وقت، إضافة إلى تقديم تعويضات من الجمعيات الخيرية في نيوزيلندا، سألوا أصيل عن ثمن حذائه الذي فقده في الحادثة لتعويضه عنه".
وأضاف: "ابني أصيل وصل فجراً، وتم الاحتفال به وسط المطار عبر باقات الزهور والترحيب الحافل، إضافة إلى استقبال أسرتنا وأبناء عمه، والحمد لله عاد وهو يمشي على قدمه وبصحة وعافية".
وأوضح: "أصيل شاب مكافح قادر على تجاوز هذه المحنة، إلا أنها ستظل ذكرى مؤلمة في وجدانه، لكنها لن تؤثر على إرادة الحياة والعلم، ولن تتسبب في إيقاف مسيرته التعليمية".
وتابع أن شركة التأمين في المعهد الذي يدرس به ابنه تواصلت معه، وعرضت تحملها تكاليف التذكرة والسكن من قيمة التأمين، وقال: "غادرت إلى نيوزيلندا بعد الحادثة بخمسة أيام، وكان في استقبالي وفد من الحكومة النيوزيلندية، أعربوا عن أسفهم واعتذارهم مما حدث مع ابني، وتم توفير جميع حاجاته، وتكفلت الحكومة النيوزيلندية بتذاكر التنقل عبر السيارة أيضا".
واسترسل: "الشعب النيوزيلندي طيب جداً، ومصدوم من الحادثة الإرهابية، إذ كان هناك اهتمام بابنه في المستشفى الذي كان يرقد فيه، فيما تبرعت إحدى الجمعيات الخيرية للمصابين في الحادثة الإرهابية بمبلغ 5 آلاف دولار لكل مصاب، كما أن الشرطة والنيابة العامة في نيوزيلندا تابعت كل تفاصيل الحادث بدقة، وشرحت كيف حاولت القضاء على المجرم خلال هروبه من المسجد، واستعانت بالخرائط والطرقات والمنازل التي سلكها ودخلها أصيل بعد نجاته، وطلبوا منه الملابس والحذاء الخاص به، متعهدين بتعويضه مادياً ونفسياً عما حدث له".
أما الشاب أصيل فقد أكد في حديثه إلى "العربية.نت" قائلا: "أنا سعيد بعودتي إلى والدتي وأهلي الذين استقبلوني بدموع الفرح، وكل ما حصل لن يثنيني عن العودة إلى نيوزيلندا والدراسة، وتحقيق حلمي في التعليم والنجاح".
إلى ذلك، شارك وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، الجمعة، في مراسم تأبين ضحايا الحادث الإرهابي في نيوزيلندا، الذي أقيم في مدينة كرايست تشيرش، بحضور رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن، وعقب انتهاء مراسم التأبين التقى عادل الجبير بحاكمة نيوزيلندا باتسى ريدي.
وخلال زيارته لمدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، التقى عادل الجبير نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز أيضا، كما التقى عوائل ضحايا ومصابي الحادث الإرهابي في نيوزيلندا، واطمأن خلال زيارته على صحة المواطنين السعوديين خالد الشدوخي وأصيل الأنصاري، اللذين تعرضا لإصابات جراء الحادث الإرهابي في نيوزيلندا، بحسب ما نشرته وزارة الخارجية.