رثَاء عاشِق ،
___________
سأعتَاد نفسِي كثيرًا
وأكتُبها في ثنَايا السُّطُور
وأحكم قيدي على مهجتي
ولنْ أتردَّد بقتل اشتيَاقِي
ولو أزعجتنِي جمالُ الزُّهور
سأعرِفُ كيف أعُود
وكيفَ أصلِّي بمحرَاب عشقِي
وكيف أعيشُ اكتفائِي بضَعفِي
وكيفَ ألاطِفُ عُسر الدُّهُور
فلستُ أنا لونُها في المَساء
ولا فجرها في رِحَاب البُكُور
أنا ربَّما صِرت شيئًا قدِيم
يُحاوِل أن يختفِي في الحُضُور
يُهروِلُ حبًّا
يكافِح جُهدًا
يُداعِب سُهدًا
يَصِيحُ ولا تَستطِيبُ الأمُور
لماذا.؟
تصِير هوَاء ...
يُعانِق ذاك الفراغ
سَرابٌ ..
تُلاحقُني في الغِياب
بلا شَيء ..
تمدحُ ذاتِي دُهُور
فليسَت سُوى نقطة في ظَلام
تضِيعُ إذا ما أتَانا الضِّياء
وتختَفِي في سَافلات القُصُور
سَأرحلُ في سَرابٍ بعِيد
وأمضِي طريقِي بغيرِ عُبور
سَأخفِتُ ..
مِثل الحنِين
وأظهرُ ...
مثل الودَاع
أراقِب طيفِي بينَ العُطُور
فهل أنا من يستَحقُّ العنَاء
وهل أنتِ من ترسِمينَ الأمُور
لماذا ...؟
سأكتبُها في شعارٍ طَويلٍ ...
وأتركُ حرفكِ بين السُّطُور
هباءٌ وطيفٌ
وكذبٌ وزيفٌ
سنِين ونَيْف
تريدُ عناقَ جمال الحيَاه
ولكنَّ قلبِي رثاهَا دُهُور
وصار يُراقِبها بين تِلكَ القُبور ...
عبدالباري الصوفي