«الخبط».. واقي الغواص من الجروح
يلتقط عبدالله بن ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.
«البيان» تقدم هذه المساحة ليحكي بعدسته عفوية وتفاصيل ووجوه تلك الخصوصية الفولكلورية، لإبقائها حية في ذاكرتنا، صوناً لميراثنا التليد الذي نستمد منه الطاقة الملهمة نحو المستقبل.
يذهب ابن ربيع اليوم إلى مفردة جديدة من مفردات رواية الغوص، وينتقي أداة من الأدوات التي لا يستغني عنها الغواصون قديماً، عندما كانوا يجوبون أعماق البحر بحثاً عن اللؤلؤ، صيدهم الثمين في ذلك الزمان، وأداة اليوم هو «الخبط»، وهو ضروري للغواص ويلبسه في أصابعه، لحمايتها من الأذى والجروح عند اقتلاع المحار من بين الصخر، وهي تحمي الغواص أيضاً من المواد الحادة التي قد تعترضه أثناء عملية الغوص، وهي ضرورية كذلك عندما يكون هناك «دول» وهو حيوان هلامي يلسع لسعة مؤذية فيقوم الغواصون بارتداء «لبس» وهو رداء مكون من قميص وسروال يغطي أجسامهم، ويقيها من تلك اللسعات.
ومن فوائد «الخبط» أيضاً التخفيف من حدة احتكاك يد الغواص بالحبل عند سحبه لأعلى.
وتتم صناعة «الخبط» من جلد الأغنام أو من أي حيوانات غيرها ويخاط «الخبط» بخيط الجلد نفسه.
وتعتبر مهنة الغوص من المهن الشاقة التي تعود عليها أبناء البحر ومارسوها واحترموا قوانينها، وكان العمل الخطر يقع على الغواص الذي ينزل إلى البحر، ويمثل حبل «البدا» وسيلة الإنقاذ له، حيث يهز الحبل عندما يرغب في الخروج من البحر؛ فيتلقى السيب تلك الإشارة ويبدأ بسحبه بسرعة كبيرة، لأن التأخير قد يؤدي إلى اختناق الغواص، وتسمى عملية الغوص هذه «تبه» وتكرر مرات عدة في اليوم حتى تغرب الشمس.