هل رأيت نهراً يذوب عشقاً في رجل؟
هو هذا النهر البشري يهتف عشقا بالحسين عليه السلام
مشهد رهيب
صدقت مولاتنا زينب الكبرى عليها السلام حين قالت لإبن أخيها الإمام علي السجاد حين رأته في كربلاء جازعاً لمقتل ابيه الحسين - عليه السلام - قالت له: مالي أراكَ تجود نفسك يابقيّة جدي وأبي وأخوتي؟
فقال - عليه السلام -:
" وكيف لاأجزع وأهلع، وقد أرى سيّدي وأُخوتي وعمومتي وولد عمّي مصرّعين بدمائهم، مرمّلين بالعراء، مسلّبين، لايكفّنون ولايوارون ولايعرج عليهم أحد، ولايقربهم بشر، كأنّهم أهل بيت من الديلم والخزر ".
فقالت - عليها السلام -:
" لايجزعنك ماترى، فوالله إنّ ذلك لعهد من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى جدك وأبيك وعمّك، ولقد أخذ الله ميثاق أُناس من هذه الأُمة لاتعرفهم فراعنة هذه الأُمة، وهم معروفون في أهل السماوات، إنّهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرّقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرّجة، وينصبون بهذا الطف علماً لقبر أبيك سيّد الشهداء لايدرس أثره، ولايعفو رسمه على كرور الليالي والأيام، وليجهدنّ أئمّة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلايزداد إلاّظهوراً، وأمره إلاّ علوا ".
ورد في خبر معاوية بن وهب قال: استأذنت علي بن أبي عبد الله عليه السلام
، فقيل لي : ادخل، فدخلتُ فوجدته في مصلاه، فجلست حتـّى قضى صلاته، فسمعته وهو يناجي ربه، وهو يقول
يا من خصنا بالكرامة، وخصّنا بالوصية، ووعدنا بالشفاعة، وأعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوى إلينا، اغفر لي ولإخواني ، ولزوار قبر أبي ، الحسين صلوات الله عليه ، الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، ورجاءً لما عندك في صلتنا، وسروراً ادخلوه على نبيك صلواتك عليه وآله وإجابة منهم لأمرنا وغيظاً أدخلوه على عدوّنا ، أرادوا بذلك رضاك، فكافهم عنّا بالرضوان واكلأهم بالليل والنهار)) ـ
إلى أن قال ـ :
((فارحم تلك الوجوه التي قد غيّرتها الشمس وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني استودعك تلك الأنفس، وتلك الأبدان ، حتـّى توافيهم على الحوض يوم العطش ، فما زال وهو ساجد يدعو الله بهذا الدعاء)) الخبر، الوسائل ج10 ص320 ـ 321 حديث7، باب37، من ابواب المزار
نسألكم الدعاء