نبات القرفة تُعتبر القرفة (بالإنجليزية: cinnamon) ثاني أهم بهار مُستخدَم بعد الفلفل الأسود، والتي يتم إنتاجها من تجفيف الخشب الداخلي لشجرة القرفة، وتتميز شجرة القرفة بأنّها دائمة الخضرة، وهي تنبت في أستراليا والمناطق الآسيوية، وللقرفة استخدامات وفوائد واسعة جداً منها ما تم إثباته، ومنها مازال بحاجة لدراسات أخرى؛ إذ تُعتبَر القرفة أحد أهم التوابل في المطبخ؛ حيثُ تُستخدم لإضافة نكهة حلوة للمشروبات، كما تُستخدَم في صناعة بعض الحلويات، بالإضافة إلى ذلك فهي تُستخدَم في الوقاية وفي العلاج من العديد من الأمراض؛ وذلك لاحتواء القرفة على مضادات الأكسدة ومواد فعالة أخرى، والتي تعمل بشكل قويّ على محاربة البكتيريا والأجسام الضارة، كما يُستخدم زيت القرفة في تصنيع عدد كبير من مستحضرات التجميل، والعطور، والصابون.[١][٢] محاذير استخدام القرفة محاذير وأضرار القرفة قليلة ومحدودة جداً، فهي لا تحدث إلّا عند قيام الشخص بعدم الالتزام بالجرعات المحدّدة والمعتدلة أو عند الإفراط الشديد في تناولها لفترة زمنية طويلة،[٢] ويمكن حصر أضرار الإسراف في تناول القرفة، كما أوضحت عدة دراسات ما يأتي:[٢][٣] قد تُسبّب القرفة تحسُّساً وتهيّجاً في الجلد والأغشية المخاطية. قد يؤدي الإفراط في تناول القرفة إلى حدوث اضطرابات في الكلى واختلال في وظائفها، كما قد يرتفع تركيز بعض المركبات والأحماض في الجسم بما فيهم اليوريا واليوريك أسيد؛ على الرغم من أنّ بعض الأبحاث أثبتت فوائد القرفة لصحة الكلى والكبد عند استهلاكها بصورة معتدلة. تعمل القرفة على خفض مستويات ضغط الدم، لذلك يجب على الأشخاص الذين يعانون من انخفاض في ضغط الدم عدم الإفراط في تناولها؛ تجنباً لحدوث حالات الإعياء. تُخفّض القرفة من مستويات السكر في الدم، لذلك؛ فعلى الأشخاص الذين يعانون من هبوط في سكر الدم ألا يتجاوزوا الاستهلاك الطبيعي من القرفة؛ لتفادي الانخفاض الحاد في مستويات السكر في الدم. إنّ معظم الدراسات والأبحاث التي بيّنت وجود آثار جانبية للقرفة أُجريت بصورة أساسية على الفئران؛ وذلك من خلال إعطائها جرعات عالية جداً من القرفة، ولم يتم معاينة أي حالات تسمُّم، كما لم يحدث ذلك أيضاً عند الأشخاص الذين يتناولون القرفة بشكل كبير.[٢][٣] ومن المهم جداً إجراء المزيد من الدراسات والأبحاث حول الجرعات اللازمة من القرفة، والتي تُعطي التأثير المطلوب للوقاية أو العلاج من أمراض معيّنة، وذلك بحسب العمر، والجنس، والوزن، والوضع الصحي للشخص، فعند التقيّد بالجرعات العلاجية المسموح بها من القرفة، يُصبح التعرّض لأضرار وسُمّيّة القرفة أمراً شبه مستحيل؛ نظراً لشحّ الدراسات التي أوضحت أضرار القرفة حتى اليوم.[٣] فوائد القرفة أُجريت العديد من الدراسات للبحث في فوائد القرفة لصحة الإنسان والوقاية أو العلاج من العديد من الأمراض والحالات الصحية، ويمكن تلخيصها في ما يأتي:[١][٢][٤] تعمل القرفة كعامل مساعد لزيادة المناعة في الجسم أمام الفيروسات والميكروبات الضارّة الّتي تهاجم خلايا جسم الإنسان؛ ممّا يُساهم في الوقاية من العديد من الأمراض والالتهابات؛ حيثُ تعمل على إيقاف نموّ الجراثيم والبكتيريا والفطريّات؛ فالقرفة في محتواها الزيتي لها الفاعليّة للقضاء عليها. تساعد القرفة على المحافظة على مستوى السكر في الدم؛ فهي تعمل على تحفيز خلايا الجسم للاستجابة للإنسولين المتواجد في الدم، وهذا بدوره يعمل على تنظيم المعدّل الطبيعي للسكّر فيه، وهو الأمر الذي أعطى أهمية كبيرة لدور القرفة في محاربة مرض السكري واضطراب مستوى السكر في الدم. تساهم القرفة في معالجة متلازمة تكيس المبايض لدى النساء في سن الإنجاب؛ لما لها من دور مهم في زيادة حساسية الأنسولين الذي يؤثر بشكل مباشر في عمل المبايض. إضافة إلى ذلك، تساعد القرفة في مثل هذه الحالات على تخفيف الوزن بالتزامن مع الحمية الغذائية وممارسة الرياضة. قد تعمل القرفة أيضاً على التّقليل من نسبة الدّهون المتراكمة في الجسم، وتعمل على تخفيض مستوى الكولسترول بالجسم عند تناولها بالتزامن مع الالتزام بحمية غذائية وممارسة الرياضة. تساهم القرفة كغيرها من البهارات في تسهيل وتسريع عملية هضم الطعام؛ لاحتوائها على مواد نشطة وفعّالة تساعد على الهضم. تؤثّر بشكل إيجابي على صحة القلب والأوعية الدموية؛ حيثُ إنّها تُساهم في المحافظة على مستوى ضغط الدم. قد تساهم القرفة في الحد من نمو الخلايا السرطانية والوقاية من تكوينها في جسم الإنسان؛ نظراً لاحتوائها على مضادات الأكسدة. تقي القرفة من الإصابة بمرض الزهايمر وغيره من الأمراض المرتبطة بالأعصاب والدماغ. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الدراسات التي نفت ارتباط القرفة بالوقاية أو العلاج من بعض الأمراض؛ إلّا أنّ هنالك توجّه إلى اعتبار القرفة مادّة غذائية مفيدة جداً لصحة الإنسان نظراً لاحتوائها على مركبات فعالة ومضادة للأكسدة، وإضافة إلى ذلك، فإنّ معظم الأبحاث العملية التي درست الرابط بين القرفة وصحة الإنسان كانت تستخدِم جرعة منخفضة من القرفة بكمية تتراوح من 1 إلى 6 غرامات يومياً، ولمدّة تتراوح من أربعة أسابيع إلى ستة أشهر؛ وذلك لتجنُّب حدوث أيّة مضاعفات أو أضرار جانبية من شأنها أن تؤذي جسم الإنسان، كما يُنصَح بعدم الإفراط في تناول القرفة، وعدم الاعتماد عليها كبديل عن الأدوية، ويُنصح دائماً استشارة الطبيب عند البدء بتناول القرفة كعلاج؛ لتجنّب حدوث أي تعارض بينها وبين أي دواء آخر