بعيدا عن الازدحام وهرولة المشاة.. راقصات باليه يتمايلن على نبض شوارع القاهرة
ازدحام خانق في الشوارع وصوت أبواق السيارات يتعالى بينما يهرول المشاة في الشوارع المكتظة. تتحرك عقارب الساعة في القاهرة بشكل دائم وتستمر عجلة الحياة بالدوران دون كلل أو ملل، ولكنها تتوقف عندما يضغط المصور محمد طاهر على زر كاميرته.
كان طاهر يرى القاهرة كمدينة "متعبة ودائمة الازدحام" بينما يتسلل إليها اللون "الرمادي"، كما أحس بأنه "من غير الممكن للشخص أن يبطئ حركته في مدينة مثل هذه"، ولكن نظرته سرعان ما تغيرت بعد أن أسس مشروع "Ballerinas Of Cairo" في 2015، إذ قرر أن يلتقط صوراً لراقصات بالية في مناطق مختلفة من القاهرة ليمزج بين صخب المدينة وهدوء الفن.
يبحث المصور المصري في كل مرة عن موقع مختلف أو بناء "خلاب" لا يعرف بوجوده الناس، لكي يري المشاهدون جمال مدينته، من خلال المشروع الذي يسعى إلى "إعادة اكتشاف القاهرة ودعم فن الشارع ومنح النساء صوتاً للتعبير عن أنفسهن من خلال الرقص".
وقال طاهر، إنه يحاول البحث عن مناطق مختلفة وجديدة لكي يشجع متابعي صفحة "Ballerinas Of Cairo" على الانستغرام بالاستفسار عن الموقع الذي يتم التقاط الصورة فيه، كما يعتمد على مجموعة من الراقصات المنتسبات إلى المشروع أو يقوم بمشاركة الصور التي يرسلها بعض المتابعين له كوسيلة "للتعاون معهم ودعمهم".
واختار المصور المصري فن البالية بالتحديد للدمج بين رقة هذا النوع من الرقص وصخب شوارع القاهرة وهندستها المعمارية "المميزة"، إذ لفت طاهر إلى أن هذا المزيج هو "ما يخلق قصة يمكن أن تسلط الضوء على زاوية جديدة من المدينة".
وقد يرى البعض بأن فن الباليه والرقص إجمالاً يحتاج إلى منبر متحرك لينقل سحره إلا أن طاهر وجد في سكينة الصور أسلوباً فعالاً لالتقاط إطار "لا يمكن ملاحظته في الأفلام".