السؤال: ما علّة الاستغفار بين السجدتين
بسمه تعالى
عادة الإستغفار يكون من الذنب ما السرّ في قولنا أستغفر الله ربي وأتوب إليه بين السجدتين
الجواب:

لورود الروايات بذلك، ولعل الحكمة في هذا الشأن أن المصلي لا يخلو أمره إما أن يكون مذنباً أو لا. ففي الحالة الأولى فالاستغفار لازم له لمحل الذنب في فعله.
وفي الحالة الثانية يستحب له الاستغفار لحالة يفسرها أهل المعرفة من أفعال المعصومين (عليهم السلام) في توجيه استغفاراتهم الواردة في الأدعية المأثورة عنهم بأن هذا الاستغفار فعلي وليس تعليمي غايته تعليم أتباعهم هذه الأدعية، والغرض منه في أفعالهم ـ مع أنهم معصومون لم يصدر عنهم ذنب ـ أنهم يجدون أنفسهم في كل يوم في ازدياد علم ومعرفة، ويحسبون أن أفعالهم السابقة مع ما لهم من العلم حينها لم تكن بالمستوى المطلوب فيستغفرون الله من هذه الناحية.
وبعبارة أخرى: إن ابن آدم خطّاء ويحتاج للتخلص من خطيئته تكرار الاستغفار وطلبه منه سبحانه حتى يخلص من الرين الذي يعلق بقلبه نتيجة تلك الذنوب،وقد علمنا سبحانه مواضع طلب ذلك فجعل قسماً منها في الصلاة التي هي بمثابة الصابون لإزالة لتلك الأدران التي تعلق نتيجة الذنوب.
ثم الاستغفار ليس دائماً من الذنوب التي هي المعاصي بل أن في كل مرتبة من مراتب التكامل ذنوباً خاصة بتلك المرتبة ولذا قيل حسنات الأبرار سيئات المقربين فقد يكون الفعل حسناً عند مرتبة تكاملية لكن أصحاب المرتبة الأعلى يستغفرون منه.