بعد مائة عام من الآن (2119م)*
سنكون جميعاً مع أقاربنا وأصدقائنا تحت الأرض ، وسيكون مصيرنا الأبدي قد أصبح واضحاً جلياً أمام أعيننا ،،،
وسيسكن بيوتنا أناس غرباء، وسيؤدي أعمالنا ويمتلك أملاكنا أشخاص آخرون ، لن يتذكروا شيئاً عنا ،،،
فمن فينا يخطر أبو جده على باله ،،،؟
سنكون مجرد سطر في ذاكرة بعض الناس ،
أسماؤنا وأشكالنا سيطويها النسيان ،،،
فلماذا نطيل التفكير بنظرة الناس إلينا ، و بمستقبل أملاكنا وبيوتنا وأهلنا ،
كل هذا ليس له جدوى أو نفع بعد مائة عام ،،،
إن وجودنا ليس سوى ومضةٍ في عمر الكون ، ستطوى وتنقضي في طرفة عين ،،،
وسيأتي بعدنا عشرات الأجيال ، كل جيل يودع الدنيا على عجل ويسلم الراية للجيل التالي قبل أن يحقق ربع أحلامه ،،،
فلنعرف إذاً حجمنا الحقيقي في هذه الدنيا ، وزمننا الحقيقي في هذا الكون ، فهو أصغر مما نتصور ،،،
هناك بعد مائة عام وسط الظلام والسكون سندرك كم كانت الدنيا تافهة ، وكم كانت أحلامنا بالإستزادة منها سخيفة ، وسنتمنى لو أمضينا أعمارنا كلها في عزائم الأمور وجمع الحسنات ، وخاصة الصدقات الجاريات ،،،
وسيطلق بعضنا صرخات استغاثة لا طائل منها ،،،
كما في قوله تعالى :
(قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
وقوله تعالى :
(وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)
وقوله تعالى :
(يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي) ،،،
طالما لا زال في العمر بقية،
فلنعتبر ونغير