خلف قضبان السجن، انطلقت زفة سجين نحو قفص الحياة الزوجية، في حدث نادر، حيث قرر سجين الزواج، فطلب الإذن من رئاسة أمن الدولة التي رحبت بالفكرة، وسمحت بإقامة حفل زفاف في سجن المباحث العامة في الحاير في الرياض.
وقدمت رئاسة أمن الدولة مبلغاً مالياً للنزيل، بالإضافة إلى هدايا أخرى قُدمت للعروسين. كما تم تجهيز استعدادات مبكرة لحفل الزفاف والرقصات الشعبية، وتم إحياء حفل الزفاف داخل أسوار السجن، وسط أجواء من الفرح والاحتفال وبحضور الأهل والأقارب.بدأت قصة هذا الزواج، حين تقدم العريس محمد القحطاني الذي تجاوز العقد الرابع من العمر، بمخاطبة إدارة السجن برغبته في الزواج خلف القضبان، وحصوله على الموافقة والدعم من كافة منسوبي سجن الحاير. وقد ظهر العريس في مقطع فيديو مقدماً شكره لرئيس جهاز أمن الدولة ومسؤول الجناح ومسؤول الشعبة.
وأوضح القحطاني أنه تم الإعداد للحفل وأرسل أهله للعروس لخطبتها، وتجهيز كافة متطلبات الزواج والشقة بخدمات فندقية راقية. من جهته، قدم أمن الدولة مكافأة مالية للعروسين. وأكد العريس أنه تلقى خدمات مميزة من رئاسة أمن الدولة في هذه الليلة، كما تم توفير كافة الخدمات له من ملابس وعطور وبخور وهدايا.من جهته، أكد شقيق العريس أنه تم السماح للأسرة بدعوة من تشاء من الأقارب والأهل والأصدقاء، معتبراً أن "ما قُدم للعريس داخل السجن يفوق ما يمكن أن تقدمه له الأسرة في الخارج، وتحولت الفرحة إلى فرحتين، الأولى بالزواج والثانية بلقاء الأهل والاجتماع بهم في هذه المناسبة السارة".
ووثّقت قناة "إم. بي. سي" هذا الحفل الذي أقامته رئاسة أمن الدولة للسجين محمد القحطاني في سجن الحائر، وأظهر الفيديو السجين وهو يحتفل وسط أسرته وأقاربه في قاعة مجهزة لحفل الزواج، وأعدت لهم وليمة عشاء، وقدمت هدية خاصة للعريس.
وفي الفيديو، قال محمد: "كنت غائباً عن المملكة لمدة 20 عاماً، وعمري تجاوز الـ40، ولدي ولد واحد الآن وهو في الجامعة، فأحببت إن أتزوج لأكمل نصف ديني مرة أخرى".
وأضاف: "ما قُدم لي شيء فوق التصور، لم يقصّروا في أي شيء من العقال حتى دهن العود. أشكر كل من وقف إلى جانبي وأدخل السرور إلى قلبي. ورغم هذه الظروف، إلا أني وجدت تفاعلا كبيرا وتعاونا من كافة منسوبي السجن".