النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

الامتحانات فعل ورد فعل

الزوار من محركات البحث: 13 المشاهدات : 835 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: November-2012
    الدولة: كربلاء
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 100 المواضيع: 22
    التقييم: 54
    المهنة: مهندس
    آخر نشاط: 14/March/2013
    مقالات المدونة: 1

    الامتحانات فعل ورد فعل

    الامتحانات الاختبارات التربوية
    فعل ورد فعل

    قالوا وقلنا



    * ـ
    "يوم الامتحان يُكرم المرء أو يُهان" ، مقولة تقليدية يسمعها الطلاب منذ
    بداية حياتهم الدراسية المليئة بالحشو العقلي ، والتخمة الفكرية ، والتوتر
    النفسي ، والضغط العصبي ، والخوف المَرَضي ، وإرهاب الاختبارات ، أو ما كان
    يُسمّى في الماضي ـ وحتى الآن في بعض الأماكن ـ (الامتحانات) .
    * والامتحان ـ بالطبع ـ يعني في اللغة : "الابتلاء" الذي هو من المصائب
    التي يبتلي بها الله عباده !! والإهانة التي وردت في المثل المشار إليه هي
    الكلمة الوحيدة التي تعلق في أذهان كثير من الطلاب ، خاصة أن المتميزين
    الذين يتوقعون أن (يُكرم المرء) يوم الامتحان ، عددهم قليل مقارنة بمن
    يتوقع له ـ يوم الامتحان ـ أن يُهان !
    وبناءً على ذلك يصبح الخوف والتوتر هما السائدان لدى الأغلبية من طلابنا ،
    خوف وتوتر يصلان ـ أحياناً ـ إلى مرحلة المرض النفسي ، والاكتئاب الذي يصبغ
    حياة الطالب في بيته ومدرسته ، مع أهله وإخوانه في البيت ، مع زملاء
    الدراسة في قاعات الدرس ، ومع الأصحاب والأصدقاء والجيران ... حتى يتحول
    هذا الخوف وذلك التوتر إلى كراهية ـ أحياناً ـ للناس والأشياء ، وإلى مظاهر
    أخرى كالانسحاب ، والانزواء ، بل قد يتطور الأمر فيتحول هذا الطالب الخائف
    المتوتر المسكين إلى شخص عدواني يفتعل المشكلات مع الآخرين !
    تجده في البيت عنيفاً مع إخوانه وإخوانه الصغار ، يغضب حينما لا تُلبّى
    طلباته التي يطلبها من أمه أو أبيه ، متحفزاً دائماً لكل حركة أو صوت عالٍ
    يسمعه ليتخذه حجة لعدم مذاكرته .
    أما في المدرسة أو الجامعة ، مع الزملاء ، بل ومع المعلمين أنفسهم فإنهم ينالهم نصيبهم من العنف والعصبية والتوتر .
    ومن المهم ونحن نتحدث عن هذه الظاهرة التي تجد لها مكاناً بين الظواهر الجديرة بالدراسة .

    * ـ نتطرق إلى بعض مظاهرها التي نراها في مدارسنا وجامعاتنا على حد سواء، ومنها :

    1 ـ إتلاف بعض الممتلكات في
    المؤسسة التعليمية كالمقاعد أو طاولات الدراسة ، أو صنابير المياه ، خصوصاً
    إذا لم يوفق الطالب في حل أسئلة الاختبار .
    2 ـ تمزيق الكتب الدراسية كنوع من تفريغ شحنة الغضب أو الكراهية للمادة العلمية ومعلمها .
    3 ـ تحطيم زجاج سيارة أحد المعلمين المشهورين ـ حسب زعم الطالب ـ بالشدة
    والتعقيد في وضع الاختبارات ، مما يثير نفوس الطلاب ، ويجعلهم يستخدمون ما
    يسمى في علم النفس (بالإزاحة) ، أي تفريغ شحنة الغضب والاستياء من شخص معين
    بتصرّف عنيف ، أو عدوان تجاه شخص آخر أو ممتلكات عامة أو خاصة ، أو غيرها!
    بل قد يلجأ الطالب إلى الاعتداء على المعلم بالضرب أحياناً .
    فإذا سلمنا بأن العنف أو العدوان ظاهرة حقيقية لدى بعض الطلاب تظهر في أعلى
    درجاتها في أيام الاختبارات ؛ فلابد من أن ندرك أسبابها ودوافعها التي
    تتمثل في بعض الأمور منها :
    1 ـ العنف الذي تمارسه بعض المدارس والجامعات ممثلة في الإدارة أو بعض
    المعلمين والأساتذة في معاملة الطلاب ذوي القدرات المحدودة .. وليس المقصود
    بالعنف هنا العقاب البدني ، بل إنه قد يأخذ صوراً أخرى مثل : التوبيخ ،
    والتحقير ، والإهانة ، والسخرية .. الخ .
    وقد يأخذ صوراً أخرى مثل : الإهمال ، أو النبذ ، أو التفرقة في المعاملة ، أو الظلم ، وغيرها .
    2 ـ ممارسة بعض المعلمين ـ وهم قلة ـ بعض التصرفات غير المنضبطة بضوابط
    الشرع والعقل لتفريغ بعض العقد النفسية أو الاجتماعية أو الأسرية في
    معاملته للطلاب ، فتجد أحدهم يتصف بالتذبذب في تعامله مع طلابه ؛ تراه في
    يوم مبتهجاً سعيداً منشرحاً ، يتعامل مع أبنائه الطلاب بأريحية ، ويستخدم
    الطرق التربوية المثلى في توصيل المعلومة ، وتراه يوماً آخر ـ وفي نفس
    الفصل أو قاعة الدرس ، ومع الطلاب أنفسهم ـ عبوساً متوتراً ، يثور لأتفه
    الأسباب ، متحفزاً لأي همسة أو حركة من أحد طلابه حتى يصب جامَّ غضبه
    وانفعاله على الطلاب ـ أنفسهم ـ الذين كانوا بالأمس أبناءه وأحباءه
    وسُمَّاره!! بل إنه في الموقف الواحد قد يثيب أحد الطلاب في يوم ، ويعاقب
    طالباً آخر ـ على نفس الموقف ـ في يوم آخر!، مثله في ذلك مثل النجار الذي
    كان يدق مسماراً في خشبة كان يصنعها، فبدلاً من أن يدق المسمار دق على
    إصبعه ، فأخذ يسبّ ويلعن حماته ! وكان جديراً به أن يلعن المسمار إن جاز
    اللعن أصلاً .. وقديماً قيل في المثل المصري : " لم يقدر على حماته ، قام
    على مراته" !
    3 ـ تنصيب بعض المعلمين أو أساتذة الجامعة أنفسهم قضاة ، بل عرَّافين
    يرجمون بالغيب ، ويحكمون على الطالب منذ اليوم الأول من أيام الدراسة بأنه
    مخفق ، وغبي ، ولا فائدة منه ؛ وبالتالي يتعامل المعلم مع الطالب من خلال
    تلك النظرة ، فيحقره ، ويظلمه ، ويهينه حتى يسبب له عقدة من مادته الدراسية
    ، بل ربما من جميع المواد ، ومن الدراسة نفسها ؛ فيضطر الطالب ـ عن إرادة
    منه أو غير إرادة ـ إلى الانتقام من معلمه هذا سواء بالكيد له ، أو تكسير
    سيارته ، أو سبّه ، أو افتعال المشكلات معه ... وغيرها ، وآكد ما تظهر هذه
    الأفعال في أثناء الاختبارات حين تبلغ ذروة الكراهية للمادة الدراسية
    ومعلمها خلال تلك الفترة .
    4 ـ والتأخر الدراسي هو أحد الأسباب التي يكون من نتائجها الإحباط النفسي ،
    الذي يتحول بدوره إلى عنف وعدوان وإتلاف للممتلكات ، إذا لم يتم التعامل
    معه بالطرق التربوية المعروفة ، وتتجلى أبرز مظاهر هذا العنف فيما نشاهده
    من ظاهرة جديرة بالدراسة وهي تمزيق الكتب الدراسية بعد الاختبار، ربما
    تعبيراً عن الفرحة بانتهاء (كابوس الاختبارات) ، ولكنه على الأرجح يكون
    أشبه باحتفال (هستيري) بالتحرّر من سجن الدراسة وسجانيها من الأساتذة
    والمعلمين !!
    5 ـ والضغط النفسي الرهيب الذي يتعرض له أبناؤنا الطلاب من قِبَل الوالدين
    داخل البيت في أثناء الاختبارات ؛ سبب هام جداً ، لا يقل في أهميته عما
    ذكرناه من قبل، حيث يتحول البيت إلى معسكر أشبه بمعسكرات الجيش التي تتصف
    بالشدة والصرامة ، وعدم التغاضي عن أي تقصير أو خطأ ، والجدية التي ليس
    معها تهاون ، فيظل ذلك الضغط النفسي ـ إضافة إلى معاناة المذاكرة والتحصيل ،
    مروراً بالخوف والرهبة من الإخفاق في أداء الاختبارات ـ يظل ذلك كله يفعل
    فعله في نفس الطالب حتى يتجلى في تصرفات عدوانية تتسم بعدم الاتزان النفسي ،
    والتوتر العصبي ، بل قد يظهر في صورة مرض من الأمراض العضوية نفسية المنشأ
    ، أو ما يسمى بالأمراض (النفسجسمية) .
    6 ـ الضغوط الاقتصادية أحياناً تكون سبباً من أسباب إثارة الرغبة في العنف
    نتيجة عدم استطاعة الطالب أن يلبي متطلبات الحياة الاقتصادية والاجتماعية ،
    ومن ثم تنفجر بعض تلك الضغوط في صورة الاعتداء على المعلم الذي لا يستطيع
    امتصاص هذه الضغوط ، أو العمل على إذابتها في نفس الطالب .
    7 ـ ضعف الوازع الديني ، وافتقاد القدوة في التعامل برفق مع الناس ،
    فالطالب الذي يفتقر إلى القدوة في الرفق ولين الجانب ؛ لا يمكن أن نطالبه
    بذلك وهو لم يتعلمه ويمارسه من خلال مربيه ومعلميه .
    8 ـ الانفتاح الإعلامي والثقافي الهائل الذي نعيشه ، ومظاهر العنف التي
    تملأ الفضائيات من خلال الأفلام ، والمسلسلات ، والبرامج ، وحتى الألعاب
    لها دور خطير في تفاقم هذه الظاهرة، وليس ما نسمع عنه من حوادث القتل
    والاعتداء في مدارس الغرب وأمريكا إلا نتاجاً لتلك الوسائل التي اقتحمت
    بيوتنا ، وملأت عقول شبابنا .
    * تلك هي بعض أسباب الظاهرة مثالاً لا حصراً ، وقد أشرنا ضمناً إلى بعض
    مظاهرها وأعراضها ، فهل من علاج لتلك المشكلة التي تؤرّق التربويين
    والعاملين في مجال التعليم ؟ وهل هناك حل لتلك الظاهرة التي تهدر الطاقات ،
    وتقضي على مقوّمات الإبداع ، وتعطّل مواهب فئة لا يُستهان بها من شبابنا
    الطلاب ، بل والطالبات ؟!
    سؤال محير يحتاج إلى دراسات ، وبحوث ، ولجان ، واستطلاعات للرأي ، لكننا
    نستطيع أن نجمل بعض الحلول ـ والتي تبدو نظرية في ظاهرها ـ إلا أننا ليست
    لدينا حيلة غير محاولة تحقيقها واقعاً عملياً في مؤسساتنا التعليمية
    والتربوية ، وتجربتها ميدانياً في بيوتنا ومن خلال وسائل إعلامنا ، حتى
    نستطيع أن نستثمر طاقات أبنائنا ، ونحافظ على صحتهم النفسية ، ونعيد إلى
    مؤسساتنا التربوية احترامها وهيبتها ، وإلى المعلم في مدرسته ، والأستاذ في
    جامعته وقاره وقدوته ، وإلى علاقة التلميذ بالأستاذ قدسيتها وبهاءها .

    * ـ ومن هذه الحلول ما يلي :
    1 ـ أهمية دور الإدارة المدرسية والجامعية في توفير الجو التربوي المناسب
    الذي يخلو من العصبية والعنف ، ويتسم بالعلاقة الأبوية بين المعلم وطلابه ،
    تلك العلاقة التي يسودها الاحترام المتبادل ، والود ، والألفة .
    2 ـ تكثيف الدورات التربوية التي تُعنى بخصائص المرحلة العمرية للطلاب ،
    وخصائصها النفسية ، وكيفية التعامل معها ، وأفضل الطرق للتعامل مع المشكلات
    التحصيلية ، خصوصاً مشكلة التأخر الدراسي ، وضعف وبطء التعلم ، وغيرها .
    3 ـ ضرورة اهتمام المعلمين والأساتذة بقراءة ما يُكتب عن المشكلات السلوكية
    لدى الشباب ، وكيفية التعامل معها ، وحثهم على ذلك ، بالإضافة إلى إقامة
    الدورات التدريبية التي تُعنى بتلك الأمور .
    4 ـ تحسين وضع المعلمين المادي والأدبي حتى يشعروا بقيمتهم الحقيقية ، ومن
    ثم يعود للمهنة قدرها واحترامها ، مما ينعكس إيجاباً على طريقة تعاملهم مع
    الطلاب .
    5 ـ تدريب الطلاب بصورة دورية على جو الاختبارات في أيام الدراسة العادية ـ
    الأمر الذي تفتقده كثير من المدارس والكليات ـ حتى يألفوا هذا الجو ، وحتى
    لا يصبح الاختبار لهم مسألة حياة أو موت! وقد قال لي أحدهم يوماً : "غداً ـ
    في الاختبار ـ يتحدد مصيري ، إما إلى الجنة وإما إلى النار! فغداً يوم
    القيامة" !!
    6 ـ عمل الدراسات الميدانية والاستبانات التي تستقري أحوال الطلاب في
    الفترة التي تسبق الاختبارات ، وقبل دخول لجنة الاختبار ، وفي أثنائها ،
    وبعد الخروج منها ؛ من أجل معرفة توجّهات الطلاب تجاه المواد الدراسية
    والمعلمين والاختبارات ، ومن ثم وضع الحلول العملية لمشكلات العنف ،
    والعصبية ، والعدوانية ، والإحباط التي تصيب بعض الطلاب في تلك الفترة .
    7 ـ دور المرشد الطلابي والاختصاصي النفسي هام جداً من خلال تخصصه ، وخبرته
    الميدانية ، والبرامج الإرشادية المتوفرة لديه ، والأساليب العلمية التي
    يتقنها في التعامل مع هذه الظاهرة من خلال برامج الإرشاد الجمعي ،
    والمقابلات الفردية ، وحصر وتحليل تلك الظواهر ، ودراسة الحالة ، وغيرها .
    ولا يقتصر هذا الدور على الطلاب فقط ؛ بل يتعداه إلى تبصير المعلمين وإدارة
    المدرسة أو الكلية بدورهم التربوي الخطير إزاء ما يتعرض له الطلاب من
    مشكلات وأزمات سواء في المجال التربوي أو المجال السلوكي .

  2. #2
    من أهل الدار
    زوزايہٰهہٰ'ۦآلَ
    تاريخ التسجيل: June-2012
    الدولة: النجف ^__^
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 1,255 المواضيع: 45
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 347
    مزاجي: اممممم يدوخ 0.o
    موبايلي: Iphon6
    آخر نشاط: 24/October/2018
    مقالات المدونة: 2
    موضوع هادف شكرا لك

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    اميرة الثلج
    تاريخ التسجيل: September-2011
    الدولة: البصره
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 6,741 المواضيع: 1,279
    صوتيات: 6 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 1863
    مزاجي: الحمد لله
    المهنة: مهندس
    أكلتي المفضلة: المقسوم من الطيبات
    موبايلي: c3
    آخر نشاط: 18/October/2015
    موضوع رائع
    شكرا جزيلا

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال