هذه دماء الحسين
السلام عليك ايها الجسد السليب .. السلام عليك ايها الخد التريب .. السلام عليك ايها الغريب .. بأبي أنت وأمي سيدي يــا حسين
تلك الدماء الزاكيه التي أريقت في العراء يوم عاشوراء ... بأرض كربلاء
ليست كغيرها من الدمـــاء ..
إذا كانت أبدان الآدميين تجري بها دماء تحوي خلايا حمراء لنقل الأكسجين والغذاء للخلايا .. وخلايا بيضاء تدافع عن أجسامهم ضد الميكروبات والجراثيم ، وصفائح دمويه تمنع نزف الدم وتحافظ على تماسكه فإني أعتقد أن الوضع الوضع مختلف مع دماء الحسين عليه السلام ..
فخلايا دمه الحمراء لم تقنع بوظيفة نقل الأكسجين إلى خلايا بل شمرت عن سواعدها لتنقل بها الأباء والعطاء وتنشر روح التضحية والوفاء حاملة معها إيماناً منقطع النظير لتسقي به الأتقياء والمخلصين قامت بذلك برغم قلة عددها الذي أريق هنا وهناك ونقص مؤونتها بعد حرمانها ماء الفرات ..
لم تكن خلاياه البيضاء اقل شأناً من أختها الحمراء فهي لم تقف عند حد الدفاع عن الجسم الطاهر ضد البكتيريا والجراثيم بل حملت على عاتقها محاربة الجبابره والطاغين دفاعاً عن الإيمان والمؤمنين ، أنطلقت بعزم متين وإرادة راسخه رافعة بيدها اليمنى سيفاً كتب عليه "الموت لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة" وبيدها اليسرى درع نقش في قلبه "هيهات منا الذلة" ..
لا أعتقد أن صفائحه الدمويه أكتفت بالتخثر والتماسك لمنع نزف دمه الطاهر فحسب بل شيدت حصناً منيعاً أمام الأعداء والظالمين للحفاظ على الإسلام والمسلمين .. بنت قلعة شامخة مثلها كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك ..
إذا كان تبرعنا بكيس من الدم قد يساهم في إنقاذ جريح شارف على الموت أو علاج عليل أنهكه المرض أو التخفيف عن مؤمن به كرب .. فالحسين عليه السلام تبرع بكل دمه من أجل أن نحيا نحن .. فها هو عليه السلام يردد :
( إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني )
سيدي ..
إن كان الجرحى لا ينسون معروف من أنقذهم وضحى من أجلهم طيلة حياتهم ، فإن عشاقك ومحبيك تقدم بهم الزمان أو تأخر .. ضحك لهم الدهر أو كشر سيظلون يهتفون من أعماقهم وبأعلى أصواتهم ..
.:: لبيك يــا حسين ::.