اليابان حكاية من نوع آخر
تعد اليابان “إمبراطورية الشمس والحارس الرئيسي لقارة آسيا من الشرق”، كانت وما زالت متميزة بين دول العالم قديماً وحديثاً. تأسست الإمبراطورية اليابانية في عام 1868، عاصمتها مدينة طوكيو، وعملتها الرسمية الين، وأما اقتصادها يأتي في المرتبة الثالثة عالمياً، كما تمتلك تأثيراً دولياً ملحوظاً نظراً لتصنيفها ضمن أهم الدول التي تقدم القروض والمنح عالمياً.
يتفرد الشعب الياباني بعادات وتقاليد خاصة قلما توجد عند الشعوب الأخرى ومن أبرز هذه التقاليد: آداب التحية عند اليابانيين فهم ينحنون حتى عندما يتكلمون في الهاتف مع شخص آخر، ويذكر أن استخدام المصافحة في التحية ليست من العادات المنتشرة في اليابان ولكنها تقبل عند التعامل مع الأجانب، هذا ويتجنب اليابانيون التقبيل أو العناق أثناء تقديم التحية.
تعد ثقافة الطعام والغذاء من الاهتمامات الأساسية عند الشعب الياباني، فهم يتناولون الحبوب مثل الأرز، واللحوم مثل الدجاج والبقر، والكائنات البحرية مثل الأسماك، إذ يعتمد الطعام الياباني بشكل كبير على البحر ويتم تناوله بالهاشي على الطريقة اليابانية، وقد حققت أكلة السوشي المكونة من السمك الني والأرز المفلفل مكانة بين غيرها من الطعام الياباني.
لا يهتم سكان اليابان بالأمور والمعتقدات الدينية، إذ إن أغلبهم لا يتبعون ديناً محدداً، إلاّ أن الديانتين الشينتوية والبوذية ما زالتا تنتشران بين اليابانيين، وهاتان الديانتان تشكلان ثقافة المجتمع الياباني، وتعد الشينتوية ديانة يابانية تقليدية تعتمد على ممارسات روحية قديمة، وأثناء القرنين السادس والسابع للميلاد انتشرت الديانة البوذية في المجتمع الياباني نتيجة لتأثره بالمجتمع الصيني، فتقبل اليابانيون الديانة البوذية دون تخليهم عن الديانة الشينتوية، وظلت الديانتان تتعايشان معاً حتى هذا اليوم.
ومن العادات المتميزة في اليابان تقاليد الزواج، حيث يفصل نظام الزواج الياباني بين ملكية الزوجة وزوجها، أي أن أملاك الزوج تبقى منفصلة عن أملاك زوجته بعد زواجهما، ويتم الزواج غالباً بالاعتماد على طريقة الوساطة في الزواج أي أسلوب الخاطبة، ويجب على وسيطة الزواج مراعاة أمور رئيسية مثل: عمر الزوجين والحالة الاجتماعية والمالية لكلا العائلتين.
أما تقاليد الزواج الياباني فتطبق في معبد للشنتو، وتبدأ بتناول العروس وعريسها مشروب الساكي وهو المشروب المصنوع من الأرز ويعد المشروب الياباني الوطني، أما باقي مراسم الزواج فتكون في إحدى القاعات المتخصصة لحفلات الزواج.
بالنسبة للأسرة اليابانية، فإنها تمثل نظاماً واحداً لا يقبل أي تقسيم ولا يولي اليابانيون أي اهتمام لضرورة رابطة الدم بين الأشخاص الذين يشكلون الأسرة، بل المهم هو المحافظة على استمرارها.
ومن تقاليد الميراث في الأسرة اليابانية في حال وفاة الشخص الذي لا يملك ورثة لأملاكه، يتوجب عليه تبني شخص من العائلة ومنحه اسمه حتى يتمكن من الحصول على جميع حقوق الميراث، وذلك حفاظاً على التكامل مع التقاليد التي تهتم باستمرار وجود الأسرة اليابانية.
ومن العادات اللافتة للنظر في اليابان مراسم الوفاة، حيث يرتدي المشاركون بمراسم العزاء الملابس ذات الألوان الداكنة، ويفضل أن ترتدي السيدات اللباس التقليدي الكيمونو باللون الأسود، وتنص العادات اليابانية على وجوب تقديم المعزين الهدايا لعائلة المتوفي، ووضع المال داخل ظرف على المائدة المخصصة لذلك في مدخل موقع العزاء.. الشعب الياباني شعب مهذب ونظيف، وله طريقة تعبير خاصة سواء بالفرح أو الحزن وحتى في أسلوب الحياة اليومية.