قصيدة
رحمة للعالمين
***
بالجاهليةِ عاشت فكرةٌ ضحلةْ
غاصت بعمقِ العقولِ تُسدلُ الغَفْلة
الجهلَ قد جعلوهُ كُنْهَ غَايتَهمْ
حتى تباهى الجهولُ مادحاً جَهلَهْ
بالتيهِ ألبسَها الأعيارَ جَاهِلُها
منازلاً طَرقت أبوابَها طِفْلةْ
ترى عُيونُهمُ بيتَ التي حَملت
بالبنتِ مَوقِعُه التعييرُ والذِلّة
من بصمةِ الطفلةِ التى لها أثرٌ
في جَرْيِها، حَرمُوهَا تُلْكُمُ التَلَّة
هي الحياةُ هبوبُ العِطرِ مَقْدُمُها
قد أسْكَنُوها بظلمٍ أسفلَ الرملة
عن ناظريهِ بأطباقِ الثَرى دُفِنت
وقد تَوارَى عن الأقوامِ بالعُزلَة
نامت عقولُ الرجالِ من أنانيةٍ
وأسكرَ الجهلُ أسياداً على المِلّة
بمكّةٍ والصفا والبيتُ يجمعهمْ
ويعبدون الذي تُنتجهُ النخلة
حتى أتاهمْ رسولٌ مصطفى قدماً
لم يقترفْ ذَنبها أو يعرفِ الزَلّة
قد صدّقوهُ أميناً صادقاً ألقاً
وليسَ فيهم كطه وافرُ النِحلة
قد قدّمَ الدِينَ نوراً والجَنى خُلقاً
من أجلِ أن يتلاشى الجهلُ والعِلّة
فكذّبوهُ وكانَ الصدقُ جِلدَتهُ
وَيَلبسُ الرحَماتِ باسطا عَدله
الوردُ منهُ يُشيعُ الطيبَ مُذْ وُلدَ
وَينشرُ البسَماتِ من فمِ الخِصلة
قَد عمَّ بالبركاتِ بيتَ مُرضعهِ
وزادَ في ثمراتِ من أتى حَقله
قد وقّرَ البنتَ في عقيدةٍ بَسطت
ذِراعَ عدلٍ كِتَابَها العُلا فَصله
لمْ يقبلوهُ ولكنْ دِينهُ انتصرَ
وأصبحتْ فاطمٌ للمُصطفى قِبْلة
قد علّمَ الناسَ حُباً كانَ في زمنٍ
عيباً يُسوّدُ وجهَ الشخصِ والحُلّة
فَقالَ فاطمةٌ أعلى النساء ولمْ
تلقى لها كُفُوا لولا الفتى خِلَّه
قد أكرمَ الناسَ إذ ساوى مَنَازِلَهمْ
ولمْ ينلْ تاركُ التقوى بها فَضله
ولّى زمانُ العبيدِ السودِ وانقرضَ
وفي بلالٍ تساوى العدلُ في المُقلة
والخيرُ حلَّ بدارِ المُصطَفى حَسَنٌ
أمستْ بمولدهِ حَياتُهُمْ سهلة
وبالحُسينِ مضى البتارُ رَحمتهُ
والنصرُ عمّ البلادَ واصلاً دجلة
ولم يزلْ بالسما مُرفرفاً علمٌ
مع الشهادةِ قائلاً لنا قوله
محمدٌ خُلقٌ عظيمٌ مرسلٌ بهدى
والواحدُ اللهُ قَلبٌ لم يرى مِثله
الشاعر
حسين عبدالله