عادات الزواج في التراث الشعبي الصومالي

الزواج في التراث الشعبي الصومالي عقد اجتماعي وقبلي بالغ الأهمية ، ويحظى بعناية وإهتمام كبيرين. تحيى وتبجل أيام الأعراس والأفراح في الصومال بمراسم واحتفالات تتميز بطابع البدواة وتتسم بالأصالة تجسيدا لعادات وتقاليد توارثها الصوماليون كابر عن كابر، وجرى تناقلتها عبر الأجيال والأزمان ومازال كثير من آثار هذه المعتقدات باقية في بعض الاقاليم إلى يومنا هذا عصية على الإنقراض، ومحافظة على الأمجاد والآثار الخالدة.
تتنوع طرق الزواج في الموروث الشعبي الصومالي وتتعد إجراءاته تبعا لتاريخ وتراث الاقليم أو القبيلة التي ينحدر منها الشخص الحالم بالزواج أو الفتاة التي يطلب يدها.
ومن أبرز أنواع الزواج في الصومال :
2 – الجلوس تحت الشجرة: ( geed fadhiisi )
يعد الزواج الذي يتم تحت ظل الشجرة من أهم وأشهر الزواج في الصومال وأكثره شرفا واحتراما ويتبع بعدة خطوات:
أولا : مرحلة الإختيار
يبدأ الشباب بالبحث عن شريكة حياته بالتعاون مع أقرانه في العشيرة واحيانا يسافر إلى مناطق بعيدة للتعرف أكثر على الفتاة التي يريد أن يختارها، ولتتعرف عليه هي أيضا . وبعد أن يقتنع كل واحد على الآخر يوفد الشباب مندوين من عشيرته وغالبا يكونون من أعمامه إلى والد الفتاة التي اختارها طلبا للزواح واذا تمت الموافقة على الطلب، يحيل والد الفتاة الأمر إلى أعمامها وشيخ العشيرة ليتخذوا القرار النهائي، وليحددوا موعد الخطبة، يوم الجلوس تحت الشجرة.
ثاينا: مرحلة الخطبة
تبدأ أسرة الفتاة بتجهيز الشجرة التي تجرى فيها مراسم الخطبة والمائدة الخاصة لإطعام المشاركين في المناسبة. وفي يوم الخطبة يتجمع ممثلوا الطرفين تحت شجر تم اعدادها بعناية ويفتتحون مناسبتهم بآيات من القران الحكيم وتليها مناقشات حول عادات وتقاليد الزواج في التراث الشعبي، وسرد قصص تحكي عن مناسبات تاريحية حدثت في مثل هذا المحفل، وبعد التعارف وشرب الشاي يقف المتحدث بإسم عشيرة الفتى ويلقي كلاما مقتضبا ويقول : ”جئنا نطلب يد بنتكم فلانة بنت فلان لإبننا فلان وأن نتصاهر”. وعقب ذلك يقف ممثل عشيرة الفتاة ويرد بالإيجاب ويختصر كلامه بـ “اعطيناكم فلانة ونصاهركم بها.. مبروك”. ثم يقف ممثل عشيرة الفتى مرة ثانية ويقول “تسلمنا منكم”، ويقدم لإسرة الفتاة ما يعرف بالغباتي (Gabaati) وهو عبارة عن فرس وسوط ومصحف وأشياء أخرى ذات قيمة رمزية.
ومن عادات هذا النوع من الزواج

  1. الا تحضر الخطيبة إلى الشجرة والا يتحدث الخطيب خلال مراسم الخطبة.
  2. يزوج البنت غالبا عالم أو شيخ من عشيرتها بإذن من الوالد ، واذا لم يوجد فجدها وأن غاب فعمها ثم أخوها وهكذا الأقرب فالأقرب..وهؤلاء هم الأشخاص الشرعين الذين لديهم السلطة في تزويج المرأة في الصومال.

ثم تبدأ فعاليات الزفاف والفرح وتستمر أياما تختتم بما يعرف بـغاف (gaaf).
هو مجلس عام يتم تزينه بصورة جيدة لاستقبال شباب من العشيرتين، ويؤتي بالمكان طيل (dhiil) وعاء تقليدي لحفظ اللبن يشبه البقلولة مزينة بالقلائد والودع مملوؤة بلحم مقدد (oodkac) وغالبا يكون من لحم الغنم مغطاة بالتمر المنزوعة من النواة ويتم فتحها عبر ألغاز وأحاجي يطرح على شباب عشيرة الزوج فاذا فشل أحدهما يتعرض للضرب بالعصي والسوط من قبل فتيات من عشيرة الفتاة. الهدف من ذلك إبراز مكانة العشريتن وقوة العقلية التي يتمتع أبنائهم ومدى معرفتهم بالعادات والتقاليد.
وعقب انتهاء حفل الزفاف ينتقل الحاضرون إلي بيت العروس ، يجلسون في دائرة حول إناء فخاري مليء باللحم والعسل والتوابل …
2- هارين ( Heerin)
أحد أشكال الزواج التقليدي في الصومال. وهو أن بعض الفتيات اللاتي تعدين سن الزواج يتركن بيوتهن ويسافرن إلى مناطق أخرى طلبا للزواج . فهؤلاء الفتيات يدخلن في أول بيت يصادفنه بدون إذن مسبق ويبلغن رب الأسرة بأنهن هارين ( Heerin) ويجب على عشيرة هذه المنطقة أن تزوج هذه الفتيات لأبنائها ويحرم رفضهن والا ستفرض على العشيرة غرمات مالية تقدر بـقيمة 50 ناقة. واذا لم تدفع فليس أمامها خيار آخرى سوى الإستعداد للحرب من قبل العشيرة التي ينتمين إليها الفتيات.
3- طبر غراع (dhabar garaac)
يعد من الزواج بالإكراه . يأتي عادة عندما ترفض الفتاة طلب الفتى الذي يريد أن يتزوجها، حيث يقوم بالتعان مع أصدقائه بالبحث عنها وضربها واختطافها ومن ثم لا يكون لوالد البنت خيار آخر سوى قبول تزويج بنته للفتى رضوخا واذعانا لعادات وتقاليد العشائر.
4- حغسيسن (xigsiisin)
هو أن يطعى الرجل أخت زوجته المتوفاة . ولذلك لعدة أسباب، أهمها :

  1. الخوف من ضياع الأولاد
  2. رغبة أسرة الزوجة المتوفاة أن يكون الرجل ضمن الأسرة ولا تريد مفارقه بسبب أخلاقه الطبية ومكانته لدى المجتمع.
  3. كان الشخص حديث العهد بالزواج وتريد الأسرة طمأنته وتخفيفه من المعاناة والآثار السلبية المترتبة عن وفاة زوجته

5- دومال( dumaal)
وهو تزويج المرأة لأخو زوجها المتوفى
5- غودب ريب ( Godob reeb)
يأتي هذا النوع من الزواج في زمن الحرب، عندما تختار العشائر بإنهاء الحرب واجراء المصالحة وتتفق على المصاهرة وتبادل الفتيات لتثبيت السلام ومنع عودة الحرب ، أو احيانا تغرم عشيرة بتزويج إبتها لإبن عشيرة آخرى بسبب انتهاكها أو مخالفتها لعادات وتقاليد العشائر.
6- حدن حر ( xudun xer)
وهو أن يزوج المرء إبنته لإبن شخص آخر وهما لم يولدا، ويحدث هذا الزواج عادة من قبل صديقين لا يريدان الافتراق فيتعهدان بالمصاهرة ولذلك ليس أمام البنت أو الابن اذا كبارا رفض قرار الوالدين.
عادات الزواج :
1- الكالة (kaalda)
وهي قيام أبناء العشرة بجمع أموال وماشية لدعم الزوج الجديد والأسرة الجديدة، وبجمع كل شخص ما يقدر عليه لمساعدة البيت الجديد.
2- اليرد ( Yarad)
وهو الأموال التي يدفع الشباب في مناسبة الخطبة. ويكون عادة بمقدار “ اليرد “ الذي دفعه والد البنت في زواج والدتها وكلما يكون مقدار “اليرد” كثيرا يمثل فخرا للرجل ورفعة لمكانة عشيرة المرأة .
3- المهر (Meher)
“ما يدفعه الرجل للمرأة، التي يتزوجها” وهو حق مفروض على الزوج للزوجه وليس للأسرة المرأة دخل فيه ، وكان من العادات والتقاليد الصومالية أن يكون المهر من الإبل أو الذهب أو من أغلى ما يملكه الرجل و يكون أحيانا دينا مؤجلا على ذمة الزواج .
4- ديقد (diiqad)
وهو المال الذي يعطي للأسرة الجديدة وتدفعها عشيرة المرأة حيث يتفق الطرفان على تحديد موعد لنقل الفتاة إلى بينها الجديد والتي لا تقل غالبا عن عام. وفي هذه المدة تعد أسرة الفتاة كل ما تحتاجها من منزل والأمتعة الأخرى .
5- مرين ( mariin)
ملابس أو ذهب يعطي الخطيب لخطيبته قبل حفل الزواج
6- جلبين (gelbin)
وهو نقل الفتاة إلى منزلها ويتم عادة مع الفتيات والأمهات وهن يلبسن اللباس التقليدي ويغردن بأهازيج خاصة. أما العروس فتخرج بملابس تقليدية حاملة طيلا (dhiil) ومعها طفل صغير تيمنا وتفاؤلا.