أين تقع دومة الجندل
دومة الجندل محافظة سعودية تتبع منطقة الجوف وتعتبر من أهم المدن الأثرية في المملكة العربية السعودية تبلغ مساحتها (300 كم2) وعدد سكانها (49,646) نسمة حسب إحصاءات 2010.
تتوسط دومة الجندل شمالي الجزيرة العربية، في موقع انتقالي نحو الشام ونحو العراق، لكنها إلى الشام أقرب، في أرضها ومناخها. فخط العرض (2950) يجمع بينها وبين رأس خليج العقبة كما تقع عند البوابة الجنوبية لوادي السرحان، الشامي، والذي يصلها طبيعياً وبشرياً بحوران شمالاً بغرب، ومدينة بصرى الشهيرة.
ويرجع أقدم ذكر لها إلى حوالي القرن السابع ق.م وذلك من خلال النصوص الآشورية والتي تذكر ومة الجندل باسم (أدوماتو ) و(أدومو) وأهمية دومة الجندل تعود إلى سببين هما: سيطرتها على الطريق التجاري القادم من جنوب الجزيرة العربية والمتجهة إلى العراق وبلاد الشام ، وخصوبة أراضيها ووفرة المياه العذبة فيها.
التسمية
وذكر الإخباريون والجغرافيون العرب أنّ اسم دومة مشتق من اسم دوماء بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ونسبت إلى الجندل؛ لأنّ حصنها مارد شيِّد من الجندل أي الصخر، وورد ذكرها في التوراة باسم (دومة)، وذكرت في جغرافية بطليموس تحت اسم (دوماثا) (Dumaetha)، وذكرت عند بلينوس باسم دوماتا (Domatha).
وفي عهد الممالك العربية المبكرة كانت دومة الجندل جزءًا من مملكة أدوم (نهاية الألف الثاني قبل الميلاد)، وفي عهد الممالك العربية الوسيطة عرفت دومة الجندل تقدمًا حضاريًا، ملحوظًا خاصة خلال الفترة ما بين القرنين الخامس إلى الأول قبل الميلاد. ولاحقا كان بها سوق من أسواق العرب في الجاهلية، وبها من الآثار قلعة مارد ومسجد عمر بن الخطاب والسور الأثري. وحاضراً تعتبر مدينة زراعية لتوفير المياه الجوفية العذبة وتزرع بها انواع النخيل والزيتون واشجار الفاكهة والخضار والحبوب والاعلاف.
المواقع الأثرية
ومن أهم المواقع الأثرية في دومة الجندل مايلي:
قلعة مارد
تقع على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على المدينة وتمثل حصناً منيعاً أمام الأعداء وهي شبه دائرية الشكل لها ابراج مخروطية الشكل بنيت في أربع جهات منها . وأقدم ذكر لها يعود إلى حوالي القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وفيها قالت :(تمرد مارد وعز الأبلق) والمارد في اللغة صفة لكل شيء تمرد ويستعصي .
وقلعة مارد تحتوي على مبان من مراحل متعددة بعضها محكمة البناء تعود إلى عهود حضارية مزدهرة وهي الأقدم وبعضها مضاف مكان قديم متهالك مختلف في مستوى إتقان البناء يمكن أن ينسب إلى فترة متوسطة بعد ظهور الإسلام وبعض المباني رديء الأسلوب في البناء ومبني بمونة طينية ينسب إلى فترة متأخرة يعتقد أنها تعود إلى ما يقارب الثمانين سنة.
السور
يقع في الطرف الغربي لدومة الجندل وتم الكشف عنه في عام (1406هـ) من قبل الإدارة العامة للآثار والمتاحف . ويصل ارتفاع السور إلى حوالي 4.5م وهو مبني من الحجر باسلوب يشبه بناء قلعة مارد ويوجد به ابراج مستطيلة الشكل لها فتحتان وهي ملحقة بالسور لعدم ربطها بحجارة السور وهو مدعم بجدار من الطين من الداخل ومن المحتمل أن هذا السور يحيط بالحي المجاور له فقط .
مسجد عمر
يقع في وسط مدينة دومة الجندل القديمة ملاصقاً لحي الدرع من الجهة الجنوبية ويعد من المساجد الأثرية المهمة أن لم يكن أهمها على مستوى المملكة ويتبع اهمية المسجد من تخطيطه حيث يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى ويذكر بتخطيط مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة في مراحله الأولى وكذلك تبرز أهمية هذا المسجد إلى كونه من اقدم المساجد الأثرية التي لم يتبدل تخطيطها . وتقع مئذنة المسجد في الركن الجنوبي الغربي وتنحرف عن مستوى جدار القبلة وقاعدة المئذنة مربعة الشكل طول ضلعها 3م وجدرانها الحجرية تضيق إلى الداخل كلما ارتفعا إلى الأعلى حتى تنتهي بقعة شبه مخروطية يبلغ ارتفاعها الحالي (12.7م) وقد استخدم الحجر في بناء المسجد والمئذنة كما هو الحال في القلعة والحي المجاور .
وبالإضافة إلى هذه المواقع في دومة الجندل يقع فيها متحف يضم العديد من المقتنيات الأثرية والتراث الشعبي ويعطي للزائر فكرة عن تاريخ المنطقة .
بحيرة دومة الجندل
مسطح مائي صناعي مساحته 500 ألف متر مربع، مخصص لتجمع المياه الفائضة عن ري الأراضي الزراعية، ولذلك فمياهه نظيفة إلا أنها مالحة، يبلغ عمق البحيرة في المنتصف حوالي 15 م، وتتفرد بموقعها الجميل كبحيرة في وسط الصحراء حيث اتخذت متنزها للأهالي وزوار المنطقة. وتعتبر بحيرة دومة الجندل البحيرة الطبيعية الوحيدة في الجزيرة العربية.
وتقع على مساحة كبيرة جداً على ضفاف مسجد عمر بن الخطاب وقصر مارد التاريخي وتحفها الجبال من عدة نواحٍ كما يشرف عليها من الجهة الغربية نخيل دومة الجندل، والبحيرة هي نتاج لفائض مياه الري وقد اكد الجيولوجيون ان دومة الجندل من اغنى مناطق العالم بالمياه.