المدرسة الأميرية في الأحساء



المدرسة الأميرية، أو مدرسة الهفوف الأولى، أو بيت الثقافة. من أقدم المدارس الحكومية في السعودية والتي بنيت في منطقة الأحساء بمساحة 1200متر مربع. افتتحت يوم الاثنين الموافق (11 محرم 1360هـ) تحت رعاية أمير الأحساء في ذلك الوقت الأمير سعود بن جلوي، تم إنشاؤها بداية كمدرسة ابتدائية، ثم ضم المبنى لاحقا، الذي يعد نموذجا معماريا، الى المرحلتين: المتوسطة والثانوية. تخرج أول فوج من المدرسة وعددهم 70 طالباً سنة (1362هـ).
ارتبطت المدرسة بإنجازات الملك عبد العزيز آل سعود، حيث زارها في عام (1931م) وأعجب بها، فأمر آنذاك نجله الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود بافتتاح المدرسة، لتصبح المدرسة نقطة انطلاق التعليم في المنطقة الشرقية.
وقد درس في المدرسة الأميرية العديد من المسؤولين في الدولة، من أبرزهم خالد الفيصل أمير مكة المكرمة الذي درس القرآن الكريم والسنتين الأولى والثانية الابتدائيتين في الأحساء، ووزير البترول علي النعيمي، ووزير العمل السابق غازي القصيبي.
الموقع
شيدت المدرسة على هضبة أم الخبيصي التي كانت في الأصل بستاناً يملكه أحد أفراد أسرة الشعيبي اشتري منه لتقام عليه المدرسة ويقع في الجزء الشرقي من مركز مدينة الهفوف القديمة بحي النعاثل بالقرب من أسواق الأحساء الشهيرة مثل سوق الدهن، وسوق اللحم، وسوق الغنم، وسوق التمر، وسوق السويق، وسوق الحراج، وسوق الصيرفة، وسوق القيصرية.
التخطيط
تم بناء وتصميم المدرسة على الطراز الإسلامي العربي، ويبرز عن الجدار الشرقي للمبنى باتجاه الشرق مشكّلاً شرفةً يُصعد إليها من الداخل عبر سلم درج على جانبي المدخل ويتوج المدخل أربعة عقود، اثنان مقابلان للباب المؤدي إلى داخل المدرسة يحملهما ثلاثة أعمدة، والآخران متقابلان يعلوان نهاية درج المدخل من أعلى.
وتتخلل جدران المبنى الخارجي من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية نوافذ كبيرة مستطيلة الشكل تطل من خلالها غرف المبنى على الشارع ويتوسط المبنى من الداخل فناء مربع الشكل تقريباً تحيط به من الجهات الأربع أروقة تحملها عقود نصف دائرية تتوج صفوف الأعمدة المطلة على الفناء، بحيث تبرز فنون العمارة المحلية المستسقاة من فنون العمارة العربية والإسلامية، ويوجد بهذه الأروقة عدة أبواب تنفذ من خلالها إلى قاعات الدراسة.
كما يظهر للداخل إلى المدرسة عبر بابها الرئيس على جانبي المدخل مباشرة غرفتان متقابلتان، كان يشغل هاتين الغرفتين طلاب السنوات الخامسة والسادسة وبعد هاتين الغرفتين توجد قاعتان كبيرتان متقابلتان، إحداهما شمالية مخصصة لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة وجنوبية مخصصة للرسم.
وكانت تزين حيطان الصفوف المتقدمة مثل: الصف الخامس والسادس خريطة أو أكثر من خرائط القارات السبع لأغراض تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا، ويتوسط المبنى من الداخل فناء مربع الشكل تقريباً تحيط به من الجهات الأربع أروقة تحملها عقود نصف دائرية تتوج صفوف الأعمدة المطلة على الفناء بحيث تبرز فنون العمارة المحلية المستسقاة من فنون العمارة العربية والإسلامية.
وكانت تزين حيطان الصفوف المتقدمة مثل الصف الخامس والسادس خريطة أو أكثر من خرائط القارات السبع لأغراض تدريس مادتي التاريخ والجغرافيا.
بناء المدرسة
تحتفظ المدرسة في بنائها بالحجر والجص، حيث كسيت جدرانها بالجص ذي السطح الناعم، أما الأسقف، فاستخدم في معظمها خشب الكندل المغطى بالباسجير وحصيرة البامبو، ثم بطبقة طينية، وبعضها بجذوع النخل، فيما وضعت في السطح مرازيم (مزاريب) على الشوارع المحيطة.
ويوجد بالمدرسة بئر ماء في الجهة الجنوبية، فيما تحوّل اسم المدرسة في إحدى الحقب إلى اسم المدرسة الأولى، وضم المبنى أيضاً مراحل تطور التعليم المتوسط والثانوي، ثم بُني بجوارها مدرسة حديثة باسم مدرسة القدس.
مركز حضاري
تم تأهيل مبنى المدرسة بعد فيما بعد، وأصبح اليوم مقراً لفرع الجمعية السعودية لعلوم العمران بالأحساء، حيث يأتي هذا كجزء من التعاون بين وكالة الآثار والجمعية السعودية لعلوم العمران، ثم تسليم المبنى لفرع الأحساء لتأهيله مقراً للفرع، وإعادة هيكله الإنشائي والمعماري القديم، بإضافة الدور الأول والبواهية وتأهيله مقراً للجمعية ومركزاً حضارياً بالهفوف ليضم أيضاً متحفاً وتاريخ التعليم وساحة عرض مناسبات وصالة ومركز تدريب وقسماً نسائياً وما إلى ذلك وكان هذا حلماً منذ الثمانينات الهجرية