ثمانية جوانب مخيفة لم تكن تعرفها عن الثقافة النازية



النازية: هي أعظم كابوس عرفه القرن العشرين، ففي الوقت الذي كان فيه معظم سكان الأرض ينادون بالتحرر والمساواة، كانت النازية تنادي بتفوق عرق على عرقٍ آخر، وتحط من شأن أعراق بشرية بأكملها وتعتبرها غير قابلة للتطور، وحتى أن التطور لا يليق بها أو أنّها غير قادرةٍ عليه.
نادت النازية بتفوق العرق الآري على كافة أعراق الأرض، وسعت عبر وسائل مختلفة مستخدمةً العلم أحيانًا لانتخاب أناس من رحم أمهاتهم وتأهيلهم لخدمة النازية والإنسان الكامل.
كان النازيون أكثر من مجرد أشرار قد تراهم في مسلسل كرتون أو تسمع عنهم في مادة التاريخ في المدرسة الثانوية، لقد كانوا أشرارًا حقًا لدرجة أنهم نشروا فظاعتهم على كل شيء، حتى الأشياء الممتعة! مثل التلفزيون وعيد الميلاد وحتى ألعاب الطاولة لم تسلم من شرهم! وفيما يلي
حقائق مخيفة عن النازية.
8- حوّل النازيون ترفيه التلفزيون إلى فواصل موسيقية مليئة بالتهديدات
بسبب صعوبة صنع أجهزة التلفزيون في تلك الفترة، كانت الجماهير الألمانية في ثلاثينيات القرن الماضي (التي كانت تتألف غالبًا من الأعضاء المرموقين في الحزب النازي وموظفيهم) التي ترغب في مشاهدة التلفزيون تتجمع في صالات تلفزيون يديرها مكتب البريد. كانت العروض الألمانية في هذا العصر دعائية كاذبة بحتة وكان هناك فواصل ترفيهية بشكلٍ نادر يظهر فيها شباب من العرق الآري يغنون عن روعة اتباع مراسم الرايخ الثالث.
سنقوم بتلخيص الدعايات النازية لك بشكلٍ موجز: هناك بعض الرقص والموسيقا والغناء عن كيفية التفريق بين منظمة سرايا الدفاع (SS) ومنظمة قوات العاصفة (SA) وثم الأمور الغريبة تحدث.
وهي تبدأ مع هذا الرجل :

الإعلام النازي
يمضي هذا الشخص البشوش معنا في دردشة ودودة إلى حدٍّ مزعج عن الموسيقى والانسجام والحزن الذي يشعر به تجاه العناصر التي ترغب في عزف نوتة مختلفة. يقول لنا بابتهاج كيف يتم إرسال “الموسيقيين الغرباء” إلى “معسكرات الاحتفال الموسيقية” حيث يتم تعليمهم “الغناء لينالوا عشاءهم”.

الإعلام النازي
إنه فعلًا من غير المريح مشاهدة هذا، خاصةً بعد أن أخبرنا التاريخ ما كان يشير إليه حقًا.

7- غيّر النازيّون عيد الميلاد !

عيد الميلاد عن النازيين
إذا لم تكن تظن أن عيد الميلاد يحتاج لإصلاح، فأنت لاتفكر مثل النازيين.

هتلر وشجرة الميلاد
كانت المشكلة الرئيسية لعيد الميلاد أنّه كان يحتفل بالمسيح (الرجل الذي مهما كانت إنجازاته كان لايزال ينتمي لليهودية أيضًا حسب رؤية النازيين)، مما يجعل الاحتفال أمرًا صعبًا إذا كنت نازيًا. لذلك تم إصدار نسخة جديدة للعيد، وكان اسمه “جولفيست” أو “يولفيست” والذي أصبح أقرب إلى احتفال بالتراث الجرماني. وتم إعادة صياغة تراتيل عيد الميلاد لتطابق العيد. على سبيل المثال، النسخة الجديدة من “الليل الصامت” أو “Silent Night” كانت تحوي اسم هتلر:
ليلة صامتة، ليلة مقدسة كل شيء هادئ، كل شيء مشرق.
فقط المستشار يبقى يقظًا لحراسة مستقبل ألمانيا لتوجيه أمتنا نحو الصحيح.
أشجار عيد الميلاد… “اليولفيست” تم إلغاؤها أيضًا، وحل محلها مواقد نار ضخمة يرقص حولها أعضاء منظمة “شباب هتلر” ويتم تأدية الطقوس. وحيث بقيت الأشجار، كان يتم تزيينها بمزيج غريب من الشعارات النازية والأحرف الجرمانية القديمة والزينة على شكل الصليب المعقوف.

زينة ميلاد نازية
حتى بابا نويل تم تغييره أيضًا! حيث كان يزور الأطفال شخصية جديدة مستمدة من الإله النرويجي القديم أودين، الذي كان يظهر حتى في الدوائر الحكومية النازية ليوزع الهدايا على الموظفين وعلى
غوبلز وهملر وهتلر نفسه.

بابا نويل نازي
بحلول نهاية الحرب، وانخفاض بهجة العيد عن المستوى المأمول، غيّر النازيون مرةً أخرى المراسم، فأعادوا تعيين العيد ليكون مناسبة لتذكّر قتلى الحرب في البلاد.
6- كتاب ملصقات هتلر!

كتاب ملصقات هتلر
الدعاية الترويجية لم تكن موجهة فقط للبالغين، فنظرًا لجشع النازيين كان الأطفال أيضًا هدفًا طبيعيًا وسهلًا للتلقين. في النهاية هؤلاء الأطفال الآريون عندما يكبرون سيصبحون الجنود في الخطوط الأمامية في الرايخ الثالث، ولذلك وجد هذا:

صور من كتاب ملصقات هتلر
هذا كتاب ملصقات يُملأ بصورٍ أُنتجَت خصيصًا، ويستطيع الآباء شراءه من أي متجر محلي، وتُظهر الصور هتلر يتسكع وكأنه نجم استعراض.

صور استعراضية لهتلر

5- اليهود للخارج! لعبة الطاولة المحرقة!

لعبة اسمع، اليهود للخارج
بالتحدّث عن تلقين الأطفال، دعنا نلقي نظرة سريعة على لعبة اسمع “Juden Raus!” أو “اليهود للخارج”.

لعبة اليهود للخارج
في هذه اللعبة، يجب على اللاعب أن يقود شخصيات صغيرة خشبية برؤوس مدببة ترمز للشعب اليهودي نحو بقعة في وسط اللوحة، والتي عندما يصلون إليها يتم ترحيلهم إلى فلسطين. أول لاعب يطرد ستة أشخاص يفوز، مع أنه كما هو واضح,،لا أحد يعتبر “الفائز” بهكذا عمل.

لعبة برأس مدبب
هذا لم يكن منتج نازي رسمي من الدولة، إنما من قبل شركة مصنعة تحاول تسويق فكرة رهيبة جدًا. على كل حال، كانت منظمة سرايا الدفاع (SS) تكره هذه اللعبة. وتم وصفها بمجلتهم الرسمية بأنها “فكرة تستحق العقاب” و “قطعة تسبب الأذى” لأنها تجعل مهمة مطاردتهم لليهود تبدو وكأنها هواية سخيفة بدلًا من تقديرها “كمهنة شريفة”.
4- الجاز النازي الرهيب.

فرقة جاز نازية
في ألمانيا النازية كان يُنظر إلى موسيقا الجاز بأنها “منحطة” بسبب إيقاعاتها الشاذة والنقلات العفوية بين العلامات ودرجة الصوت.

موسيقا الجاز
لكن هذا لم يمنع غوبلز من تشكيل فرقة جاز ألمانية لنشر دعاية برّاقة لمدح المجهود الحربي وإضعاف معنويات المستمعين الحلفاء. الفرقة التي كانت تتألف من تشارلي وفرقته الموسيقية، تخصصت في عزف أغاني وموسيقا الجاز الأمريكية والبريطانية المسروقة، وكانت مشكلتهم الرئيسية هي أن الأغاني التي كانت تتم قرصنتها، كانت تُنسخ وتُترجم يدويًّا في مراكز التنصت النازية، مما يجعلها مشوهة وغير واضحة.
كان للموسيقا شعبيةً كبيرة لدى المستمعين الألمان، لكن ليس لدى المستمعين الحلفاء. حيث كان أسرى الحرب يقومون بإبداء رأيهم بالإسطوانات الألمانية التي يتلقونها بكسرها بعد أول استماع.

3- “وجهة نظر النساء”، المجلة النسائية النازية.

مجلة وجهة نظر النساء
أحب النازيون تقديم نصيحتهم لأي شخص لم يطلبها، وبالنسبة للنساء، الكثير من هذه النصائح كانت تأتي من “Frauen Warte” أو “وجهة نظر المرأة” وهي مجلة نصف شهرية هدفها الدعاية الكاذبة.

غلاف مجلة وجهة نظر المرأة
نشرت هذه المجلات المعتقد النازي الذي يقول أن مكان المرأة هو المنزل، حيث كان الهدف الأساسي للمرأة النازية هو إنجاب المزيد من النازيين، وتربيتهم ليكونوا أقوياء بما يكفي “ليبذلوا حياتهم في الدفاع عن وطنهم”.

وجهة نظر النساء
أوضحت المجلة أيضًا أن النازية المحترمة لا يجب أن ترتدي السراويل أو الكعب العالي أو تضع المكياج أبدًا، فضلًا عن تمويج شعرها أو تغيير لونه. ويجب ألا تحصل على وظيفة كي لا تهدد رجولة زوجها. وأوصت المجلة النساء بالتسجيل في دورة أكاديمية للزوجات مدتها 6 أسابيع، تتعلم فيها كيف تبقي زوجها مرتاحًا.

النازية والمرأة
حتى هتلر كتب للمجلة النسائية,،حيث صرّح عن ما يرغب في عيد ميلاده: يريد من النساء أن يعملن بجد”.
2- المتحف اليهودي في براغ هو حتمًا فيلم رعب.

المتحف اليهودي في براغ
قد يزور أي شخص المتاحف للتعرف على الشعوب المختلفة أو إلقاء نظرة على التاريخ الزاخر بالأحداث لعالمنا، لكن النازيين كانوا يزورون المتاحف للتحديق في معارض تتحدث عن الأشخاص الذين يحاولون إبادتهم.
بعد قيام المحرقة، جمع النازيون عددًا كبيرًا من القطع الأثرية اليهودية. الكثير من هذه القطع التي تم جمعها من الأراضي التشيكية تم إرسالها إلى المتحف اليهودي في براغ ليتم فهرستها وترتيبها وعرضها في النهاية فيما عُرف لاحقًا باسم “متحف العرق المنقرض”.
بجانب اللوحات التي تصوّر الحياة اليهودية اليومية، وضع النازيون مجموعات تعرض طقوس ذبح الحيوانات بطريقةٍ بشعة. ولم يكن الهدف من هذا تبرير أعمال المحرقة؛ فقد كانوا قد برروا لأنفسهم هذا العمل مسبقًا، لكنهم كانوا يكتبون التاريخ.

المتحف اليهودي في براغ
كنهاية حزينة، معظم طاقم الموظفين كانوا من اليهود أنفسهم، وكانوا يحاولون الحفاظ على ثقافتهم قدر استطاعتهم، حتى أن البعض من ممتلكاتهم انتهى به الأمر مع مجموعة المتحف في النهاية.
1- المخيمات الصيفية النازية.. في أمريكا.

المخيمات الصيفية النازية
بوجود نسبة كبيرة من سكّانها يدّعون الأصل الألماني، ليس من المستغرب وجود عددٍ من المؤيدين للنازية يعيشون في أمريكا في ثلاثينيات القرن الماضي، وكغيرهم من الناس، كانوا يحبون التخييم.

مخيمات النازية في أمريكا
وبالرغم من أنها كانت تنظم بشكلٍ شخصي وليس رسميًّا من قبل النازيين، إلّا أن الأنشطة في هذه المخيمات كانت تبدو بشكلٍ كبير وبشع كالنشاطات التي تقام في تنظيمات “شباب هتلر”؛ فكان المخيمون يقومون بتمارين شبه عسكرية، مثل القيام برفع لافتات والتدرّب على الأسلحة.

حديقة نازية
يجدر الإشارة إلى أن هذا لم يكن مناهضًا لأمريكا. حيث أن منظمي هذه المخيمات كانوا يسمّون أنفسهم “التحالف الأمريكي الألماني” وكانوا يرفعون العلم الأمريكي بفخر إلى جانب أو حتى فوق العلم النازي. الأمر الذي لم يعجب السلطات تمامًا، والعديد من هذه الصور التقطتها شرطة مدينة نيويورك التي كانت قلقة إلى حدّ ما من المخيمات النازية الصيفية في لونغ آيلاند.
الأخبار الجيدة هي أنه بمجرد بدء الحرب، تم القبض على زعيم التحالف الأمريكي الألماني المولود في ألمانيا “فريتز يوليوس” بتهمة التهرب الضريبي والاحتيال، وأُغلقت جميع المخيمات. ولم ترتكب أمريكا مثل هذا الخطأ مرةً أخرى.

معسكرات نازية في أمريكا