مسنة تعرضت للضرب على يد ابنها
إن آر تي
سلط تقرير لمنظمة internews المدنية الضوء على قصة إمرأة بغدادية مسنة لجأت إلى كراج للسيارات هربا من عنف ابنها الذي كان يعذبها ويضربها.
وأفاد التقرير أنه في العام الماضي قام عضو مجلس محافظة بغداد أحمد المالكي، بإبلاغ مدير مركز دار المسنين في العاصمة جاسم الغراوي عن وجود سيدة مسنة في كراج المحافظات في بغداد، تبين انها تدعى "ترجية لطيف" وكانت في العقد السادس من عمرها، حيث أكدت انها لجات إلى الكراج هربا من عنف ابن لها كان "يعذبها ويضربها" حسب قولها.
ونقل التقرير عن الباحثة الاجتماعية سميرة الفيلي، قولها، إن "هذه المرأة الستينية، أم جبار، تمكنت من الهروب من البيت حيث كانت تتعرض للضرب والعنف الى الشارع المليء بالمعاناة ثم الى دار المسنين، ثم عادت لبيتها، لكن لم يستمر البقاء في البيت وعادت مرة جديدة الى دار المسنين، لأن ابنها استمر في ضربها واهانتها".
وسردت "أم جبار" قصتها قائلة "هربت من البيت لأن إبني كان يعذبني ويضربني. عندما جئت الى دار المسنين أتى وتوسل بي حتى أعود معه، سجنني حال الوصول الى البيت داخل غرفه وضربني وحلق حتى شعري، لأني تجرأت والتجأت إلى دار للمأوى، لقد هربت من عذاب ابني وزوجته"، مشيرة إلى ان "ابنها يريد حسب قولها، تعذيبها فقط، لانه قال من السهل ان اقتلك لكن أرغب ان اعذبك".
وأضافت أنه "تم تزويجها في وقت مبكر من عمرها قسرا، 13 عاما، وخلفت ستة أطفال، لكنها طُلقت من قبل زوجها وحرمت من أطفالها، ولم ترغب بالزواج من ذلك الشخص لكن والدها أجبرها واخبرها أنه سيقطع رأسها أن لم تقبل"، وتابعت "قبل عام واحد من تزويجي قسرا توفت والدتي ، وكان ابي كالوحش بجسم ملاكم يضربني ضربا مؤلما، أنا وشقيقتي، يوميا".
وأوضحت أم جبار، أن "زوجها كان إنسانا سويا أحيانا، وغير طبيعيا في غالبية الأوقات، وأنجبت منه ستة أطفال، ولما ذهبت لوالدها لتشكي له عن معاناتها الزوجية، قرر أن يطلقها من زوجها وكان لديها طفل عمره ستة أشهر آنذاك"، وبينت انها "أخبرت زوجها بأنها لن تترك أطفالها فضربها على وجهها، وحرمها من رضيع بعمر ست أشهر وأخذها مع أطفالها الآخرين لأبيها".
وقالت إن والدها قام بتزويجها من رجل يكبرها بسنين كثيرة، وكان زوجها الثاني أرحم من والدها بكثير حسب قولها، لكن فيما بعد تعرضت للضرب والتعذيب على يد أحد ابنائها وفي العام الماضي تمكنت من الهروب من المنزل ولجأت إلى كراج للسيارات في بغداد، ثم انتقلت إلى دار للمسنين، وعادت بعده إلى منزل ابنها وتعرضت مجددا للضرب.
وختم التقرير بالقول إن "أم جبار" تعاني هي ومثيلاتها من ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهناك تحديات أخرى تتمثل بالشروط الاجتماعية والعشائرية التي تقلل من أثر القوانين والمحاكم، كما ان التقاليد الاجتماعية الطاغية في أرجاء البلاد، تمنع المسنين وخصوصا النساء من العيش في دور الرعاية الحكومية التي توفر لهم رعاية خاصة، في حين يبلغ عدد النساء المسنات 3,3%، فيما تبلغ نسبة الرجال 2,9%.
وفي هذا السياق أكد معاون مدير عام لدائرة الاحتياجات الخاصة في وزارة العمل الشؤون الاجتماعية عامر الموسوي، انه "لدى وزارة العمل 22 دارا خاصة برعاية المسنين والمسنات في بغداد والمحافظات، وتتولى الوزارة تقديم الرعاية للمسنين المتواجدين والمتواجدات في دور الرعاية".