على حافة العالم ! ما بين العودة والسقوط ..
ما بين الحيرة والندم ..
صوتٌ يُخبرني أن لا أقفز .. وأخر يقول لي بأنك في الاسفل
أمي تصرخُ من بعيد وهي مُنهارة .... بُني عُد
أميل برأسي أليها "صوتُها لم يعد يعنيني .. تلك ليست عينيّ .. ذلك ليس جسدي .. تلك ليست حياتي .. ذلك ليس أنا "
أنظر للأمام ولا شيء يثير أهتمامي سوى أنني أسمع صوت أنفاسك تحتيّ !أرفعُ قدماً لأتقدم .. لفحُ الريح يحاول ان يعيدني !
كأن كل شيء يقفُ بيني وبينك ! أبكي .. أبكي بشدة ..واشعر بتلك الغصة تنتشر في أنحائي .. حتى في خُصلات شعري !
أحاول أن اقضي على ذلك الشعور .. أُمزقُ بعضي .. أصنعُ ندبات جديدة ! أن رأيتها ستعتبرها هفوة وتخلقُ خلافاً كبيراً يزرعُ في صدري عُقداً جديدة كتلك التي زرعتها الأيام !
أسمع صوتُك خلفي ! مُمتزجاً بصوت أبي وأمي ! " توقف "
ما عدت أملك قوةً تجعلني ألتفت للوراء ..أستنزفتُها مُنذ تطلُعاتٍ عدة وأنا أنظر للماضي بــ نَهمّ !
لقد فات الأوان وكسري هذة المرة لا يُجبر ..
أمنتُ بأن رحيلي هو شيئٌ لا بُد منه .. وان انتظاري لا جدوى فيه !
لعل الأيام بدوني أفضل
وأن حياتك لن يكون نصفُها فارغ ...
لعل عصافيرنا ستتزوج .. وأملُنا العاقر سيُنجب لك أطفالاً يمنحوكَ راحةً أبديه ! من بعد طول أنتظار
لعل ازهارنا ستبقى صامدة ولن تتسوس من جديد ! وتُغطي رائحتُها على عطري .. ولن تتذكرني !
هي الحياةُ ! لطالما كانت مُبدعة في دثر الأوفياء في عُمق النسيان
وأني أشهد بأني سأكون نسياً منسياً .. فمن يُنسى وهو حي ! لن يُذكر وهو ميت ! الا في لحظات النفاق وأستجداء عطف الأخرين !
" كأنك ستحزن ! وانت من أطلق الرصاصة الأخيرة ! على قلبي "
فعلياً ! كانت رصاصة رحمة
فأن وعيّ قد وصل حداً لا يُطاق .. وبتُ ارى العالم على حقيقته
أن تفهم ذاتك .. وتعلم بأن نهايتك المأساوية قد سُطرت قبل ولادتك ذلك شيءٌ لا يمكن تقبله أو التعايش معه!
أن الحياة بلا حياة مُستحيلة ..
وانا قد تقبلت بأن الموت هو الأمل الوحيد " ولا اعلم ان كان الموت يمكن وضعه في بند الأمل أم لا "
لكن لم اجد جملة أكثر وضوحاً ومعنى في الوقت الحالي أكثر من هذة !
لعلكَ تفهمني يوماً .. من يعلم
ربما قد ترى الأمور من عينيّ في يوم من الايام " رغم أني لا أرجوا ذلك"
وتعلم معنى بُكاء الطرقات .. وكيف انها تُصبح مُظلمة في بُعد من نحب !
وتعيّ كيف أن الستائر تخنقُنا حين يثتائب المساء وهم ليسوا بجانبنا ! ..
كيف ان النوافذ تنسى أن توقظنا " أن تكرم النوم بالمرور على أعيننا المُرهقة"
كيف يمضي العُمر بلا الوان .. وكم أن اللون الرمادي يمارس سطوته على الأشياء ببذخ
وربما .. سيحصلُ العكس
وتعيش كما في أسطورة كنت أظنها ستحصُل لي يوماً ما ..
حيث أنكَ ستأوي الى قلبٍ أحنُ من قلبي عليك
يتفاخرُ في الطرقات بِك .. يتخذُكَ عقيدةً أبدية .. ايمانً لا كُفر فيه
يراكَ في كُل تطلُعاته .. ويتجاهل هذا العالم لأنك لديه !
مهما حصل .. سأكون قد أنتهيت !
ولن أستطيع أن احزن عليك .. أو ان افرح لك ..
فأن الموت لا يحتوي على شيء سوى العدم !
__________________________________________________ _____
لا اعلم ان كان هذا النص احتضاراً ام انتحاراً
بوح : مار إدريس مُخلص
23/3/2019
العاشرة صباحاً