سلط تقرير لمنظمة internews المدنية الضوء على معاناة إمرأة عراقية تدعى "حياة" على يد زوجها وتعرضها للضرب المستمر وذلك بسبب إنجابها أطفالا إناثا منه .
وذكر التقرير، أن "حياة" التي ما زالت في أواخر العشرينات من عمرها باتت أما لثلاث بنات، وقد بدأت بسرد قصتها بغصة ألم واضحة المعالم، حيث أفادت أن آثار الضرب الذي تعرضت له على يد زوجها "عقيل" ما زالت تؤلمها، كما أنها ما زالت ترى كوابيس عنه وهو يحاول ان يضرب ابنته الأخيرة التي لم يتجاوز عمرها بضع ساعات.
وأضافت أنها تزوجت في السادسة عشر من عمرها من ابن عم لأمها اسمه عقيل، حيث وافقت الأم على "عقيل" لأن ابنتها يتيمة وتريد ان تطمئن عليها وتم الزواج ومرت الايام الاولى بسرعة و"عقيل" كان يعاملها بشكل جيد، هو ووالدته وعندما حملت بطفلها الأول فرح الزوج وكذلك أمه وهما ينتظران المولود والذي يجب ان يكون ذكرا، كما انهم اختاروا له اسما واصبحت ام عقيل تنادي ابنها بـ( ابو خضر).
وتابعت انها عند ولادتها ببنت اسمتها "زهراء" انقلبت حياتها رأسا على عقب، وأصبح زوجها لا يطيق ان ينظر الى وجهها وأمه تشتمها بسبب او بدونه ثم تطور الامر واصبح زوجها يضربها لاتفه الاسباب.
وأوضحت انها عندما لجأت إلى أمها نصحتها بالصبر وقالت لها، غدا ستلدين الولد الذي يرغب به زوجك فالبطن التي تلد البنت تلد الولد، وتابعت "فعلا حملت للمرة الثانية وتوقف عقيل عن ضربي بانتظار ان ألد ابنه الموعود".
وأردفت انه عندما ولدت بنتا ثانية ازداد جحيم حياتها، وأصبح زوجها وأمه يكيلان لها الضرب يوميا ويشتمانها ويعيرانها بانجابها للبنات، مبينة أنها عندما لجأت لوالدتها قالت لها "اصبري فستلدين الولد ويتغير كل شيء".
وأشارت إلى انها عندما عادت لبيت زوجها مجددا، اكتشفت انها حامل وأحست بألم يعتصر قلبها، وتساءلت "ماذا لو كان المولود انثى ماذا سيحصل كيف سيكون حالها".
وقالت انها "بعد أن ولدت طفلتها الثالثة وفور خروج القابلة من غرفتها دخلت والدة زوجها وهي تلعن اليوم الذي دخلت فيه بيتها وسبت أمها وبصقت في وجه طفلتها الصغيرة، كما دخل الزوج وأنهال عليها ضربا ثم اختطف طفلتها من يدها ورفعها عاليا وهو يريد ان يهوي بها الى الارض".
وأكدت انها بعد تلك الحادثة وتعرضها للضرب المبرح قامت بالهروب من المنزل الى الشارع الى الحرية وهي تحمل بناتها الثلاث.
وختمت بالقول إنها لجأت بعد ذلك لوالدتها وتوسلت اليها ان لا تعيدها إلى عقيل، مشيرة إلى ان امها سألتها " كيف ستربين هؤلاء البنات، فقلت لها لهن رب كريم لا ينسى احد ولكنني عرفت وقتها اني لن اعود لبيت عقيل".
يذكر ان "حياة" تعيش حاليا مع أمها وبناتها الثلاث وانفصلت عن زوجها، وهي تعمل كسكرتيرة لتعين أسرتها وامها.