في الأول ابتدائي الفتاة التي كنت أحبها كانت تقول لي: أنا أحب الفستان الذي يدور بشكل قرص الشمس عندما اتحرك في شكل دائرة، مثل فستان #راقصه باليه !!
كنت أمارس رجولة مبكرة، فأنظر لها بحدة، أقول:
"عيب... منظر ساقيكِ سيكون عارياًِ "
و هنا تحاول التمسك ببقايا أمل. تقول مستجدية:
"سوف البس تحته جوارب (كلون)طويله."
أرد و قد ارتفع صوتي الذي لم يكن قد عرف شيئا عن الهرمونات: "قلت لا يعني لاا".. وأنا أضغط على كفها بقوة.. #فتبكي.
وفي الصباح أشتري لها #شوكلاته وقلم رصاص #ابو_المساحة وأصالحها.. أقول: "أغار عليكِ..لا تزعلي مني"
تتمنع،فتستجيب..نتجاور وتتلامس أكتافنا ونسكت..
لكن في #الصمت كلام كثير.. !!
كنا لا نفهم شيئا عن تلك #المشاعر التي ولدنا بها وانتقلت لنا عبر الحامض النووي من الاجداد عبر آلاف السنين ولم تستطع الحضارة أن تقضي عليها أو محوها.
ومرت الأيام.. ظلت #محتفظة بالقلم الرصاص الذي أعطيته لها.. تحرص عليه وتكتب برقة مخافة أن ينكسر سنه..
وكلما مضى عام نقص عمر القلم اصبع و زادت اعمارنا بقدر نمو #قامتنا.. !!
وفرقتنا الأقدار ووزارة التربية والتعليم فمدارسنا لم تكن #مختلطة في الاعدادي.
سنوات كثيرة.. لم أعد أكتب بقلم رصاص.. حيث يمكن تصويب أخطائك والتراجع عن تصرفاتك الحمقاء.. صارت حياتنا كأقلامنا، #حبرا جافا ملتصقا لا يرحم الزلات.
وفي صباح إحدى الأيام الشتوية، حيث تتأهب #زوجتي مسرعة أمام المرآة للهبوط الى عملها كطبيب مقيم في وحدة الحالات الحرجة نظرت لانعكاسها في المرآة وسألتها: "هل تحبين الفساتين القصيرة التي تدور!"
لم تجب.. إنما وضعت يدها في احد الادراج وأخرجت قرصا وحشرته في فمي عنوة، ثم احضرت زجاجة الماء المجاورة للفراش ووضعت جرعة ماء في فمي.. قالت: "لا تخف ستصبح معافياً...البرد يصنع أكثر من هذا"
*
وفي مكان ما، هنا في هذا العالم، #تجلس فتاة في عقدها الرابع، تنظر في مرآة صغيرة تراقب شعرة مارقة خالفت الجموع واستحالت الى اللون الأبيض.. بينما تمسك قلم رصاص صغير أنهكه العمر.. وتتذكر.!! .
وغربت شمس فتاة الاحلام....