نظام المقررات الدراسية: النواقص والمعالجات
تشهد الجامعات العراقية هذه الأيام نشاطا كثيفا في عقد ندوات و ورش عمل حول تطبيق نظام المقررات الدراسية في السنة الدراسية القادمة.
سوف لن اتكلم عن أهمية هذا النظام وماهي مميزاتة لأن الكثير من الزملاء والباحثين قد قاموا بتلك المهمة، ولكن أنا سوف اتحدث عن أهم النواقص التي شخصتها في تطبيق هذا النظام نتيجة عمله كمنظومة متكاملة مع عناصر أخرى غائبة في الحالة العراقية والتي سيرد ذكرها في هذا المقال. اتمنى من الإخوة الأعزاء في وزارة التعليم العالي اخذ ذلك في الحسبان و بضرورة معالجة ذلك.
سأقوم بالتطرق الى تلك النواقص من خلال الآتي:
1. ترقيم المقررات: حيث ترك للاقسام العلمية حرية وضع الترقيم للمقررات الدراسية التخصصية والعامة وبهذه الحرية سيكون للاقسام المتناظرة في الجامعات تفاوت في ارقام المقررات. ذلك سيولد مشكلة كبيرة عند انتقال الطلبة من كلية وقسم الى كلية وقسم آخر متناظر في جامعة أخرى. ولذلك لابد قبيل تطبيق نظام المقررات أن تسبقه خطوة ترقيم المقررات في الأقسام والبرامج المتناظرة. فمثلا مادة اللغة الانكليزية 1 في المرحلة الأولى لبرنامج دراسي معين في كلية (س) تاخذ الرقم 109 فإن الكلية المتناظرة (ص) التي لديها نفس البرنامج الدراسي يجب أن يكون لها نفس الرقم لمقرر اللغة الانكليزية 1 وهو 109. ولابد ايضا أن يكون ترقيم المقرر الدراسي وفق المرحلة الدراسية فمثلا تكون الأرقام حسب كل مرحلة كالاتي
من 100 الى 199 للمرحلة الأولى
من 200 إلى 299 للمرحلة الثانية
من 300 إلى 399 للمرحلة الثالثة
من 400 إلى 499 للمرحلة الرابعة
500 ومابعدها للدراسات العليا
هذا الترقيم معمول به عالميا حيث يحدد المرحلة الدراسية لكل طالب بناءا على ارقام المقرر وسيسهل من عملية انتقال الطلبة بين الكليات والأقسام المتناظرة.
2. التقويم والتقييم: أن واحدة من أهم أهداف تطبيق نظام المقررات الدراسية هو زيادة نواتج التعلم وزيادة فاعلية العملية التعليمية ولكن كيف يمكن أن نعرف أن هذا المقرر أو ذاك قد زاد فعلا من نواتج التعلم؟ وكيف يمكن أن نعرف فاعلية العملية التعليمية بناءا على المقرر؟
ذلك لن يتم ما لم تلحق تطبيق نظام المقررات عملية التقويم التشخيصي والشامل سواء للمقرر أو البرنامج الدراسي أو القسم ككل.
يعد التقويم هو أحد العناصر المهمة في العملية التعليمية ولاسيما في الجامعات التي تطبق نظام المقررات، حيث سيقوم التقويم بمهام جسام في تشخيص مدى فاعلية المقرر الدراسي لاسيما إذا ماطبقنا informative assessment و summative assessment .ان غياب التقويم والتقييم عن نظام المقررات سوف يجعلنا نجني لاشيء وسوف لن يتغير الحال على الاطلاق.
3. المسائلة: وهي أحد أهم أدوات الجامعات العالمية حيث يتم مسألة الأفراد المسؤولين عن فاعلية التدريس والمقرر والبرنامج الدراسي. المسائلة لا تتم إلا في ظل وجود التقويم والتقييم. لو افترضنا أن من خلال التقويم استطعنا أن نحدد أن مقرر ما غير فعال، فمن هو سيكون المسؤول عن هذا القصور؟ ومن سيتم مسائلته؟ هل الطالب؟ ام التدريسي؟ ام الكلية التي وضعت البرنامج الدراسي؟ ولو افترضنا أن هذا المقرر فعال فما هي الأدلة التي تثبت ذلك؟ وماهو البرهان الذي يؤكد أن الطلبة فعلا قد تعلموا من هذا المقرر خاصة إذا كان المقرر هو اجباري؟
د. احمد الجعفري
إدارة وسياسات تربوية
https://www.facebook.com/17427073193...0564662205739/