رود آيلاند.. ولاية المحيط في أميركا
المكان: شمال شرق
عدد السكان: مليون و56 ألفا نسمة
الدولة: الولايات المتحدة الأميركية
"رود آيلاند" صغرى الولايات الأميركية من حيث المساحة والسكان، لقبت "ولاية المحيط" (OceanState)بسبب وفرة خلجانها وجزرها، لكنها اشتهرت تاريخيا بأنها من أوائل الولايات التي أعلنت الاستقلال عن الاستعمار البريطاني.
الموقع
تقع "رود آيلاند" على خليج ناراجانست الممتد على شاطئ المحيط الأطلسي شمال شرقي الولايات المتحدة، تحدها من الشمال والشرق ولاية ماساشوستس، ومن الغرب ولاية كونيتيكت، ومن الجنوب المحيط الأطلسي، كما أنها تشترك في حدود مائية مع ولاية نيويورك.
تتكون من خمس مقاطعات، وتبلغ مساحتها 3140 كلم2، وتضم أكثر من ثلاثين جزيرة من أشهرها وأكبرها أكويدنك، وعاصمتها بروفيدنس هي كبرى المدن فيها، وتليها مدينتا ورويك وكرانستون.
تتميز بوجود تلال في جزئها الشمالي الغربي، من بينها أعلى تلة "غريموث" التي يبلغ ارتفاعها 247 مترا، وتغطي تلال أخرى أقل ارتفاعا بقية أراضي الجزيرة -خصوصا خليج ناراجانست- والأراضي الواقعة شرقي الخليج. وهناك مناطق سهلية وشواطئ رملية، كما توجد سلاسل صخرية في الجزر وعلى الشواطئ على امتداد الخليج.
مناخها رطب وقاري، لكن المسطحات المائية للمحيط الأطلسي وخليج ناراجانست تلطف درجات الحرارة التي تصل أحيانا في الشتاء إلى ناقص درجتين، وتبلغ صيفا 22 درجة في يوليو/تموز.
وتشهد تساقطات مطرية على مدار السنة يبلغ معدلها السنوي 1170 ملم، كما أنها تتعرض لأعاصير دورية كل 12 سنة، سجل أعنفها عام 1938 وتوفي بسببه 262 شخصا.
السكان
يصل عدد سكان "رود آيلاند" إلى مليون و56 ألفا و298 نسمة، يشكل منهم البيض نسبة 81.4%، والأميركيون من أصل أفريقي 5.7%، والآسيويون 2.9%، واللاتينيون 8.7%، وباقي الأجناس 6.1%.
التاريخ
اكتشف البحّار الهولندي أدريان بلوك المنطقة المعروفة باسم "بلوك آيلاند" التي تعتبر جزءا من "رود آيلاند" عام 1614 حيث كان يقطنها الهنود الحمر المنتمون إلى قبيلة "ناراجانست" في وقت أدى فيه نزوح الأوروبيين للمنطقة إلى انتشار أمراض فتاكة أودت بحياة العديد من السكان الأصليين من قبائل "نيانتك".
وقام الإنجليزي روجر وليامز بتأسيس مستعمرة "رود آيلاند" بعد أن قدم إليها فرارا من مستعمرة ماساشوستس عام 1636 إثر طرده منها بسبب أفكاره الدينية "المتشددة" واستقر في خليج ناراجانست فأطلق عليه اسم "بروفيدنس" وأعلنه مكانا "للحرية الدينية".
وبدورهما فرّ آن هاتشينسون ووليام كودينغتون عام 1636 من ماساشوستس لنفس السبب، وقام الجميع بتأسيس بلدة بورسموث وتشكيل حكومة رسمية لإدارة المنطقة في نفس العام.
وأعلنت الولاية استقلالها عن بريطانيا يوم 4 مايو/أيار 1776 وانضمت إلى الاتحاد الأميركي يوم 29 مايو/أيار 1790، ويرجع أصل تسميتها "رود آيلاند" إلى البحار الإيطالي جيوفاني فيرازنو الذي يقال إنه أطلقه عليها اقتباسا لاسم جزيرة "رودس" الواقعة في البحر الأبيض المتوسط.
انتخابيا، تتوفر الولاية على أربعة من إجمالي أصوات المجمع الانتخابي في البلاد (البالغ عددها 538 صوتا) الذي يصوت لانتخاب الرئيس الأميركي ونائبه، ويمثلها في الكونغرس عضوان بمجلس الشيوخ ومثلهما بمجلس النواب.
وتحسب ولاية "رود آيلاند" عادة على الحزب الديمقراطي الأميركي، إذ ساندت خلال العقدين الأخيرين مرشحيه بالانتخابات الرئاسية، فقد صوتت في انتخابات 2012 لصالح الديمقراطي باراك أوباما أمام منافسه مرشحالحزب الجمهوريمت رومني.
كما صوتت لصالح أوباما بانتخابات 2008 في مواجهة جون ماكين، إضافة إلى تصويتها بانتخابات عام 2004 لصالح الديمقراطي جون كيري الذي خسر أمام الجمهوري جورج بوش الابن، لكن أصواتها تأرجحت ما بين انتخابات 1972 و1992 بالتناوب بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وتعرف أيضا بأنها إحدى الولايات الأميركية التي ألغت قانون الإعدام، وأيضا من الولايات القليلة التي رخصت استعمال مخدر الماريغوانا لأغراض طبية، كما تشتهر بكونها تعتبر ممارسة البغاء غير قانوني، وأيضا بفرض إحدى أعلى نسب الضرائب بالبلاد خصوصا على الملكيات العقارية.
الاقتصاد
يعتمد اقتصادها على التصنيع، خصوصا صناعة المجوهرات والأواني الفضية والمعدات الكهربائية وبناء السفن والقوارب، إذ تعتبر مدينة بروفيدنس المركز الاقتصادي الرئيسي بالولاية، وتوجد فيها شركة تكسترون لصناعة المروحيات من طراز سيسنا.
ويبلغ الدخل السنوي للأسر فيها 54 ألفا و619 دولارا، حيث يشتغل أكثر من ثلثيْ عمالها في قطاع الخدمات، إضافة إلى أن هناك نسبة عالية تشتغل في قطاع الأعمال والتعليم.
أما الزراعة فإنها لا تمثل سوى عُشر مساحة أراضي الولاية، و39% منها مخصصة للزراعة والباقي للرعي، حيث يتم إنتاج الأعلاف والخضراوات والذرة والبطاطس، إضافة إلى منتجات حيوانية كالحليب والبيض.
ويشكل صيد الأسماك إحدى الحرف الأساسية بالولاية، خصوصا أسماك الحبار (Squid) وسمك القد الفضي (Silver hake) والسمك المفلطح (Flounder).
وتمثل السياحة جزءا مهما من مداخيل الولاية نظرا لاستقطابها عددا مهما من السياح سنويا لأهمية مناظرها الطبيعية ومواقعها التاريخية، وتمارس فيها رياضات السباحة وركوب القوارب وصيد الأسماك، ومن أهم منتجعاتها جزيرة بلورك وخليج ناراجانست ونيوبورت وتشهيل.
وتتوفر على عدد من الجامعات والمعاهد، مثل جامعة جونسون أند ويلز بمدينة بروفيدنس، وجامعة رود آيلاند بمدينة كينغستون، وكلية رود آيلاند بمدينة وارويك، وجامعة روجر ويليامز بمدينة بريستول.
المصدر : الجزيرة