مرحباً
توضيح للرجال
أيها "الرجال الرجال" سنصلي لله طويلاً كي يملأ بفصيلتكم مجدداً هذا العالم،
وأن يساعدنا على نسيان الآخرين!
ليس هذا " مانفيست نسوي"....إنه جردة نسائية ضد الذكورة دفاعاً عن الرجولة....
تلك الآسرة التي نباهي بوقوعنا في فتنتها...لأن من دونها ما كنا لنكون إناثاً ولا نساءً.
من قال أننا نهجس بتلك الفحولة التي تباع في الصيدليات أو تلك الذكورة النافشة ريشها
التي تفتح أزرار قمصانها لكي تبدو السلاسل الذهبية الضخمة وما فاض من غابات الشعر
وتضع في أصابعها خواتم بأحجار لافتة للنظر!!
رجولة الساعات الثمنية والسيجار الفخم التي تشهر أناقتها وعطرها وموديل سيارتها وماركة
جوالها كي تشي بفتوحاتها السابقة وتغرينا بالانضمام إلى قائمة ضحاياها!!
ما نريد من الرجال لا يباع، ولا يمكن للصين ولا لتايلاند أن تقوم بتقليده ، وإغراق الأسواق
ببضاعة رجالية تفي بحاجات النساء العربيات!
ذلك أن الشهامة والفروسية والأنفة وبهاء الوقار ونبل الخلق وإغراء التقوى والنخوة والإخلاص
لامرأة واحدة والترفع عن الأذى وستر الأمانة العاطفية والسخاء العشقي الموجع في إغداقه
والاستعداد للذود عن شرف الحبيبة بكل خلية وحتى آخر خلية ومواصلة الوقوف بجانبها حتى
بعد الفراق !
تلك خصال لعمري ليست للبيع! بل إن مجرد سردها هنا يدفع للابتسام ،
ويشعرنا بفداحة خساراتنا وضآلة ما في حوزتنا!
أين ذهب الرجال؟ الكل يسأل...
اختفاء الرجولة لم يلحق ضرراً بأحلام النساء ومستقبلهن فحسب، بل بناموس الكون وبقانون الجاذبيةّ!
ما الاحتباس الحراري ألا احتجاج الكرة الأرضية على عدم وجود رجال يغارون على أنوثتها ..
لقد سلموها كما سلمونا " للعلوج " فعاثوا فينا وفيها خراباً وفساداً...
لتتعلم النساء من أمّهنّ الأرض ، لا أحد استطاع إسكاتها ولا إبرام معاهدة هدنة معها...
ما فتئت ترد على تطاولهم عليها بالأعاصير والزوابع والحرائق والفيضانات ..هي تعرف مع
من تكون معطاءة وعلى من تقلب طاولة الكون!
ليعقدوا ما شاؤوا من المؤتمرات ضد التصحر والتلوث وثقب الأوزون والاحتباس الحراري ...
ليست الأرض مكترثة بما يقولون ..هي تدري أن الرجولة لا تتكلم كثيراً، لا تحتاج إلا أن تكون
فيستقيم بوجودها ناموس الكون...
الرجولة...
أعني تلك التي تؤمن إيماناً مطلقاً لا يراوده شكّ أنها وجدت في هذا العالم
لتعطي لا لتؤذي لتبني وتحب وتهب......
الرجولة .. في تعريفها الأجمل تختصرها مقولة كاتب فرنسي
" الرجل الحقيقي ليس من يغري أكثر من امراة بل الذي يغري أكثر من مرّة المرأة نفسها"
التي تؤمن بأن العذاب ليس قدر المحبين ولا دمار ممراً حتمياً لكل حب ولا كل امرأة يمكن تعويضها
بأخرى وأن النضال من أجل الفوز بقلب امرأة والحفاظ عليه مدى العمر هي أكبر قضايا الرجل
وأجملها على الإطلاق وعليها يتنافس المتنافسون....
هذا الكتاب يسمح لمن تسلل من الرجال هنا ، أن يتعلم من أخطاء غيره من
"الذكور" من باب " تعلم الأدب من قليل الأدب"...
عليهم أن يتعلموا الحب من قليلي الحب...أن يعتبروا بمصائر الكاذبين والخونة والمتذاكين
والأنانيين وليأخذوا علماً أنّ النساء استيقظن من سباتهن الأزلي...
أما الرجال الحقيقيون فأعتذر لهم ...
أحب إثم ذائهم... فأنا واثقة أنهم سينجحون في رشوة النساء
بما يملكون من وسائل "رجالية" لا تصمد أمام إغراءاتها امرأة...
لمزيد من الاعتداد بالنفس والسخرية ، سيكلفون امرأة بإحضار هذا الكتاب المحظور عليهم...
كي يضحكوا في سرّهم قبل حتى أن يقرأوه.. فهم يدرون أن المرأة كالشعوب العربية تتآمر
على قضيتها..وتخون بنات جنسها ولاءً منها لولي قلبها : الرجل!
لذا كل مكاسب المرأة عبر التاريخ كانت بفضل فرسان منقذين نبهوها إلى خدعة الذكورة...
سنظل نحلم أن تكون لنا بهؤلاء الرجال قرابة ...أن نكون لهم أمهات أو بنات...
زوجات أو حبيبات..كاتبات أو ملهمات...
أولئك الجميلون الذين يسكنون احلامنا النسائية ..الذين يأتون ليبقوا...ويطمئنوا ..ويمتعوا...
ويذودوا..ليحموا ويحنوا ويسندوا...الذين ينسحبون ليعودوا..ولا يتركون خلفهم عند الغياب
كوابيس ولا جراح ولا ضغينة ..فقط الحنين الهادر لحضورهم الآسر ، ووعداً غير معلن
بعودتهم لإغرائنا كما المرة الأولى.....
كم من مرة سنقع في حبهم بالدوار ذاته، باللهفة إياها..غير معنيات برماد شعرهم وبزحف
السنين على ملامحهم ..ليشيخوا مطمئنين ..لا الزمن، لا المرض ، لا الموت، سيقتلهم من
قلوبنا نحن" النساء النساء "
كيف لحياة واحدة أن تكفي لحب رجل واحد!؟
كيف لرجل واحد أن يتكرر...أن يتكاثر بعدد رجال الأرض!!
" ما أندر الرجال الذين نفشل في نسيانهم،
ولكن إذا مرّ أحدهم بصفحة الروح ، دمغها إلى الأبد بوشمه "
غادة السمان
مما راقني واحببت مشاركتكم لي في قراءته
دمتم بعز وبرجوله لايشق لها غبار أخوتي الرجال