مساعد المدير
الوردة البيضاء
تاريخ التسجيل: February-2013
الدولة: بغداد
الجنس: أنثى
المشاركات: 258,294 المواضيع: 74,486
صوتيات:
23
سوالف عراقية:
0
مزاجي: الحمدلله على كل حال
المهنة: معلمة
أكلتي المفضلة: دولمه - سمك
موبايلي: SAMSUNG
آخر نشاط: منذ 43 دقيقة
تقرير: فتيات العراق أصبحن ضحايا العادات والتقاليد في ظل غياب التعليم الإلزامي
طفلة عراقية نازحة
سلط تقرير نشرته منظمة internews" " المدنية الضوء على أوضاع الفتيات العراقيات في المناطق التي يغيب عنها التعليم الإلزامي، حيث أصبحن ضحايا العادات والتقاليد في مجتمعات تلك المناطق.
وسرد التقرير الذي أعده الصحفي سيف الكرعاوي من النجف، عن قصص عدد من الفتيات اللواتي ابتعدن عن مقاعد الدراسة خلال سيطرة داعش على مناطق واسعة شمال وغرب العراق عام 2014، حيث قال إن الفتاة (ز.ع)، 17 عاما، التي نزحت مع عائلتها الى مدينة النجف، وجدت في إحدى العشوائيات جنوب المدينة" حي الصدريين" ذو الأغلبية النازحة من قضاء تلعفر مسكنا لها، لكن هذه المنطقة كانت تفتقد إلى الخدمات الصحية والتعليمية.
وتحدثت الفتاة الموصلية عن معاناة اجتماعية عصيبة جعلتها جليسة المنزل ولم تكمل تعليمها الذي كان حلمها وهي تعيش الآن على أمل العودة الى مدرستها التي أبعدها عنها والدها في مرحلة الخامس الابتدائي، حيث قالت إن "حرمانها من اكمال التعليم بسبب العادات والتقاليد والموروثات العائلية الثابتة، معاناة كبيرة"، فيما لا تريد والدتها ان ترى تكرار تجربتها المريرة من خلال ابنتها، فهي أيضا حرمت من الدراسة في سن مبكرة (الخامس الابتدائي) وتم تزويجها قبل سن الخامسة عشر.
وتابعت ( ز. ع ) بالحديث عن سلطة عمها حيث يسيطر على العائلة وباستطاعته اتخاذ القرارات وتوجيه والدها قائلة، "لا تسمح قواعد العائلة للبنات إكمال الدراسة حتى المرحلة الابتدائية، تعلم القراءة والكتابة يكفي بالنسبة لهم، ليس للبنت حق اجتياز الصفوف الابتدائية الأولى".
وأضافت بانها عانت كثيرا من اجل اقناع الأهل من اجل معاودة الاستمرار ومواصلة التعليم في محافظتها الجديدة النجف، الا أن محاولاتها باءت بالفشل أمام الصلاحيات الممنوحة للعم، حيث كان والدها أُميا ولم يتلق اي تعليم ولا يجيد القراءة والكتابة، وكان يعمل في اعمال البناء وهو الآن مصاب بتجلط الدم في الدماغ ويرقد في المشفى، وتحرص العائلة على عدم ايذاءه بالتطرق لموضوع عودة (ز.ع) للتعليم.
أوضح التقرير انه بعد البحث والزيارات الميدانية تبين بأن المنطقة تخلو تماما من أي مدرسة ويلجأ الأهالي الى ارسال الأولاد (البنين تحديدا، وفي بعض الأحيان البنات) إلى مدارس حي الرضوية على بعد 2 كلم، ويبلغ عدد تلميذات المسجلات في الصفوف الابتدائية في المنطقة المشارة اليها بحسب شعبة الاحصاء في تربية النجف 12 فتاة فقط، ثلاث تلميذات في الصف الاول الابتدائي وثلاث أخريات في الصف الثاني، ويبدأ العدد بالتناقص وصولا إلى صف السادس الابتدائي (تلميذة واحدة فقط).
وأشارت شعبة الاحصاء الى ان عدد الطالبات في مرحلة المتوسطة هو (0) أي عدم وجود أي طالبة تكمل الدراسة المتوسطة في الحي المذكور.
من جانبها أكدت الباحثة الاجتماعية (خ.ا) ان هناك محاولات كثيرة لإرجاع (ز.ع) الى المدرسة، وذلك من خلال جلسات فردية مع الأم تارة ومع الأب تارة أخرى، إنما دون نتيجة تذكر، حيث بقي الأب على موقفه. وتسانده في ذلك حسب قول الباحثة، شقيقته إذ لا ترى ضرورة تعليم البنات.
وعلى صعيد متصل تبين الأم بان كثرة المحاولات وإصرار الفتاة دفعا الأب لقبول عودتها الى المدرسة واكمال دراستها، ولكن القرار الأخير بقي للعم الذي منع عودتها منعا باتا.
وبينت أن هذه الفتاة الموصلية تعيش اليوم بحسب قولها "معاناة يومية" بعد منعها من اكمال الدراسة، وتعمل الأم على تعليمها الطبخ والتنظيف كجزء من مفهوم العائلة الخاصة بتربية البنات واعدادهن للحياة الزوجية، ذلك ان تزويج الفتاة في العائلة يتم بين أعوام 13-15 كحد اقصى ويعتبر هذا الموضوع من الموروثات المهمة للعائلة حسب قول الأم.
وبحسب التقرير فانه رغم المحاولات الكبيرة لإشراكها في جلسات التثقيف والمهارات الحياتية كتعلم الخياطة ومهارات الصالون، الا ان الفتاة تعيش معاناة يومية وتقول بأنها "تشعر بالغيرة" حين ترى أية فتاة بعمرها وهي تواكب التعليم.
وفي هذا السياق قالت المحامية سارة الاسدي، إن السبب الاساسي في حرمان الفتيات من التعليم "يعود عدم وجود قانون ملزم لأولياء الأمور لمتابعة الفتاة تعليمها، ناهيك بهيمنة العادات والتقاليد على افكار الأولياء مما ينعكس سلبا على حياة بعض الفتيات وضياع مستقبلهن واحلامهن". وطالبت الأسدي، بإعادة الحياة لقانون الزامية التعليم الذي بدأ تطبيقه عام 1978 ونجح في رفع مستوى التعليم الأساسي في العراق ويجب ان يشمل التعليم الإلزامي برأيها المرحلة المتوسطة أيضا.
يذكر ان العراق وقع عام 1986 على اتفاقية "سيداو" والتي تعد من اهم مواثيق الأمم المتحدة لمناهضة كافة اشكال التمييز ضد المرأة، الا ان الواقع التعليمي والاجتماعي في البلاد يقف بضد كل بنود تلك الاتفاقية. حيث لازال حرمات الفتيات من التعليم، ناهيك بممارسة أشكال متنوعة من العنف ضدهن، واحدة من التحديات التي تواجه واقع المرأة العراقية.