وصيّة
إلى سراج محمد حتما
سينفد مني الرصاص
ويمتد دمي إلى اقصى الجنوب
باحثا عن قطرة تأويه من نهر الكحلاء
ضع في جثتي
الكثيرَ من المورفين
والأدوية المعالجة للحروق
ربما ستكون شاهدا على الجحيم الذي عشته في حياتي
ولن يلقيني الله في جهنم ثانية
اكتب على قبري : هنا يرقد خاتم الصعاليك
ولا تخبر علي نزار عن النصوص التي ماتت معي
لأنه سيموت أكثر مني
بذّر بالطور المحمداوي
وغنها بصوتك الجنائزي : يمه يا وحيّد يا غايب
الليلة الأولى دائما
تكون مناسبةً للشعر والنصوص الصادقة
في الأمسية التي تقيمها على قبري
اقرأ قصيدتي التي مطلعها :
وحدي ركضت ووحدي لم أصل أحدا
وما انتهيت لأني متعبٌ أبدا
ولا تدفنّي جنب أبي
ولا تخبره بعنواني الجديد
حتما سيدفعني على فعل أشياء لا أحبها
أو يطردني في الساعات المتأخرة من الليل
كما كان يفعل سابقا
أما عن الرصاص الذي سيطلقهُ اصدقائي في جنازتي
قم بجمعه واجلبه لي
حتما سأواجه الأوغاد في الحياة القادمة
ولا أريد أن ينفد الرصاص ثانيةً .