وحدي أنا ...بتُ من الخوف طريد
يحزنني هذا الواقع حد البكاء
الفجر لازال عنيد
كالبحر يغتال السكون
نحو شاطئه الوئيد
كهشيم أعشاب
تذريها أعاصير الوغى
وخواطري العرجاء تغرق من جديد
ترصد بالصدى الآتي من الأفق البعيد
الأحلام ترقب يوم العيد
تلم أوشال البَرَدْ
أني راحل نحو المدد
لكنني لا املك ما أريد
الصوت يدفعني نحو الردى
والفجر لازال بعيد
البدر يركن في طلوع
أني أراه في ألافق المديد
يسرح منسابا
كسقيفة الغيم الطريد
ما زال فجره في قرار بعيد
مثل متاهات السحاب
والريح تصفقني بصوت جليد
مترقب الخطوةِ أمشي وجلاً
كالطير منزوع الجناح
سأظل أرصد وقتك ياحصاد
سأنطر غيابك ياوطني السعيد
سأظل أغرس الحناء رغم أعيائي الشديد
نعم قد حان وقت المد يا اختاه
سأظل أرحل من جديد
في رسالات الوطن
سأظل أرحل في مدارات الزمن
ساظل أرحل في تجاويف المحن
أسقط وأصعد وأعلو من جديد
أكبو ولكن سوف ابقى أغرس الطود العنيد
لتسخري مني يا ريح الغدر
ولتهزئي بي يا امطار الجمر
ولتنطفيء كل الشموع
وكل أنوار السحر
سأبقى أنتظر وأعود
إلى الفجر الوليد
سأنتظر وعيوني تترصد الأفق البعيد
أرصد الفجر والنجم السعيد
وحدي أنا راحل بشوق يلوح ولا يحيد
هيثم الاسدي