السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد وعجلّ فرجهم ياكريم
هكذا تتخلص من إدمانك على الإنترنت
تقضي ساعات طوالا، مسمراً أمام شاشة الكومبيوتر، تبحر من موقع لآخر، مبهوراً. هل تستطيع التمييز بين المعلومات المهمة والسخيفة؟ هل تدقق في هاتفك الخلوي كل دقيقة للتحقق من صفحتك على «فايسبوك»؟ هل تخشى إغلاق الصفحة؟
لا بد لك من تفقّد بريدك الإلكتروني كل لحظة؟ هل توقفت لحظة لتسأل نفسك، إن كنتَ مدمناً على الانترنت؟
إذا كانت تلك هي حالك، وترغب في التخلص من إدمانك، «داوها بالتي كانت هي الداء»… عليك باستراتيجيات «التأهيل الرقمي».
واستعرضت صحيفة «نيويورك تايمز» بعض تلك الاستراتيجيات، كما عرضها الخبراء. وقال نيكولاس كار، مؤلف كتاب «السطحيين» و«التحول الكبير»، إن الحل «يبدأ بالفرد»، مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة للتوقف عن استخدام الانترنت هي «أن تتوقف».
قد يبدو صعباً، لكن كار اقترح على مدمني الانترنت «إطفاء جهاز البلاك بيري والأي فون، وتفقد البريد الالكتروني مرتين أو ثلاثا في اليوم، بدلا من كل ثلاث دقائق، وتمضية بضع ساعات في قراءة رواية أو ممارسة هواية…»،
بمعنى «أعطِ دماغك فرصة ليرتاح من خلال التركيز على شيء واحد بدلا من عشرة» أشياء. هذا قد يعود عليك بالنفع «ستشعر بأنك أكثر هدوءا ووضوحا وقدرة على التحكم بأفكارك»، وبهذا «ستتخلص من الشعور بالعزلة الاجتماعية»، جراء الانقطاع عن الانترنت.
أما أستاذ الطب النفسي في جامعة «كاليفورنيا» غراي سمول فنصح مدمني الانترنت بـ«التركيز على أمر واحد»، وعدم الوقوع في «فخ» الدماغ، الذي «يتكيّف مع المهام المتعددة التي نقحم أنفسنا بها، على الانترنت»، محذّراً من أن «من يقومون بمهام متعددة، يقترفون أخطاء أكثر ممن يركزون على مهمة واحدة».
وأوصى سمول المدمنين «الرقميين»، «بعدم تشغيل كل أجهزتهم الرقمية»، و«إيجاد التوازن بين الأوقات داخل الانترنت وخارجها، عبر إيقاف الأجهزة الالكترونية كل ساعة أو أكثر، واستخدام أجهزة أقل تقنية كالكتابة»، مشيراً إلى أن «هذه الخطوات ستساعد في تقليل الضغوط، والحفاظ على التركيز العقلي، وتحسين نوعية الحياة».
من جهته، اقترح وليام باورز، مؤلف كتاب «البلاك بيري الخاص بهنري»، استخدام «استراتيجية» الفيلسوف اليوناني سقراط، الذي «كان مدمناً على الاتصال والترابط أثناء العمل»، لكنه «كان يذهب في نزهة هادئة، في بعض الأحيان بدلا من الدردشة مع أصدقائه».
واقترح باورز «نسيان الهاتف الخلوي في الجارور لبضع ساعات، وعدم تشغيل شاشة الحاسوب… والابتعاد عن هذه الأجهزة»، وكي «تتمكن من القيام بذلك، عليك الإيمان بأهداف القيام بهذه الأمور (إطفاء الخلوي…)، وهي أن حياتك ستتحسن إلى الأفضل، عندها سيسهل عليك قطع الاتصال».
ورأى أستاذ العلوم النفسية في جامعة «جون هوبكنز» ستيفين يانتيس أن «بريد الرسائل الالكترونية يمكنه الانتظار»، معتبراً أن الخطوة الأولى في معالجة الإدمان «الرقمي» هي «معرفة أن العقل البشري، الذي يتكيف بشكل متميز، لديه حدود ولا بد من احترامها»، مشيراً إلى أن «القيام بمهام عدة والتفكير العميق في مشكلة ما قد يصبحان أمرا مستحيلاً».
واعتبر يانتيس أن مصطلح «المهام المتعددة» هو اصطلاح «مضلل» وذلك لأن «الأشخاص لا ينجزون مهمتين في الوقت عينه، بل يتنقلون بينهما وكل نقلة تكلف وقتاً»، فضلاً عن أن «تكاليفها باهظة، نفسياً».