المجالس العلمية في الحلة أ. م. د يُوسُف كَاظِم جغَيل الشِّمَّري
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image001.jpg[/IMG] تعد مدينة الحلة حاضرة العلم والفضل والأدب، حيث قصدها العلماء والفضلاء الكبار من مختلف الأقطار، وقد أسست فيها المدارس والحوزات العلمية الكبيرة، كذلك كان فيها فحول العلماء وفطاحلها كالعلامة الحلي، والمحقق الحلي، وأسرة آل طاووس، ووجوه بارزة أخرى إشتغلت بالتدريس والدراسة، وقد حفل مجلس درس العلامة الحلي وحده ما يربو على 400 مجتهد، وكان كل منهم نجماً زاهراً في سماء العلم والفقاهة.
نهضت هذه البلدة بوجوه النشاط الفكري من ندوات البحث، وحلقات الدراسة، والمكاتب والمدارس، ولولا هذه المجالس وعنايتها بشؤون الفكر الإسلامي، والمحافظة على ما تبقى من الثقافة الإسلامية لما بقي لنا شيء من هذا التراث الفكري الضخم الذي نتداوله اليوم من كتب الفقه والحديث والتفسير والعلوم العقلية والأدبية.
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image002.jpg[/IMG] يعقد المجلس بعد اتِّفاق بين الأستاذ وطلاَّبه على مكان معيَّن، لكي يعقدوا فيه حلقة درسهم، ويُسمى هذا المجلس باسم الشيخ الذي يجلس فيه، فيقال عنه مثلاً مجلس درس المحقِّق الحلي، أو مجلس درس العلَّامة، وكانت مجالس الدرس في الحلة تنعقد حول الشيخ على شكل حلقات، تتَّخذ لها مكاناً خاصاً بها، يسمَّى باسمه، أما أماكن هذه المجالس في الحلة، فهي مقام صاحب الزمان، وغيرها من الأماكن التي تحدَّد من قبل الشيوخ، فقد ذُكر أنَّ العالم الفقيه نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما قام بتعمير بيوت الدرس إلى جانب المشهد المنسوب إلى صاحب الزمان(عجل الله فرجه الشريف) سنة (636هـ/1238م)، وهنا يلمس القارئ روعة الوفاء بين الأستاذ والتلميذ، وتقدير الأستاذ لتلميذه، وحفاوته به، ووفاء التلميذ لأستاذه وإجلاله له، وإحترامه إياه، وقد انتقل من دور التلمذة إلى دور المرجعية والتأليف والتدريس.
وأهم مجالس الدرس في الحلة:
- مجلس أحمد بن علي الحسيني الجزائري الحلي (ت 883هـ/1478م)
من شيوخ الإجازة في الحلة، خلال النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، قرأ عليه الشيخ الأجل يوسف بن حسين بن أُبَيْ القطيفي (890هـ/1485م) كتاب (الدروس الشرعية) للشهيد الأول.
- مجلس أحمد بن فهد الحلي (ت 841هـ/1437م)
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image003.jpg[/IMG] يُعدُّ مجلس درس الشيخ أحمد بن فهد الحلي مدرسة قائمة بذاتها؛ لكثرة من كان يؤمُّ هذا المجلس، واستفاد منه سماعاً وإجازة الكثيرمن العلماء، إذ إنه كان رائد المدرسة الحلية في القرن التاسع الهجري دون منازع، وكان مجلس درسه عامراً بطلبة العلم، وممَّن تتلمذ عليه في مجلس درسه: السيد محمد نور بخش (ت 869هـ/1464م)، والسيد محمد المشعشعي (ت 870هـ/1465م)، والشيخ عبد السميع بن فياض الأسدي الحلي، وعلي بن هلال الجزائري الحلي (كان حياً 900هـ/1494م).
- مجلس جعفر بن الحسن المحقِّق الحلي (ت 676هـ/1277م)
حضر الخواجة نصير الدين الطوسي مجلس درسه في أثناء زيارته للحلة سنة (662هـ/1263م)، وممَّن سمع منه: الشيخ محمد بن مطرف، قرأ عليه كتاب المراسم سنة (672هـ/1273م)، والشيخ علي بن محمد بن سعيد، قرأ عليه كتاب شرايع الإسلام سنة (675هـ/1276م)، والشيخ محمد بن أحمد بن صالح القسيني، قرأ عليه كتاب نهج الأصول إلى معرفة الأصول.
- مجلس الحسن بن يوسف العلَّامة الحلي (ت 726هـ/1325م)
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image004.jpg[/IMG] تتلمذ عليه بمجلس درسه الشيخ جمال الدين مظفر بن منصور الأنباري، قرأ عليه كتاب تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية سنة (690هـ/1291م)، والشيخ حسين بن محمد الحمارني، قرأ عليه الكتاب السابق نفسه، وأتمَّه سنة (700هـ/1300م)، وفي سنة (701هـ/1301م)، قرأ عليه الشيخ علي بن إسماعيل بن فتوح كتاب إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان، والشيخ فخر الدين الحسن بن محمد بن أبي المجد اليوسفي، قرأ عليه جميع مصنَّفاته ورواياته في مجالس عدَّة، آخرها في شهر شعبان سنة (702هـ/1302م)، والشيخ محمد بن إسماعيل الهرقلي سنة (707هـ/1307م)، والشيخ محمود بن محمد بن يار سنة (724هـ/1323م)، وغيرهم.
- مجلس عبد الملك بن إسحاق القمي القاساني (ت 851هـ/1447م)
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image005.jpg[/IMG] هو من مواليد قاسان، إلَّا أنه اتَّخذ من الحلة مقاماً له، فأصبح أحد علمائها المبرزين، ووصف بأنه: «سيد الوعّاظ، وإمام الحفّاظ، وشيخ مشائخ الإسلام». أجاز في مجلسه لزين الدين علي بن الحسين بن الحسن الأسترآبادي (ت 891هـ) الذي وصفه في نهاية الإجازة بقوله: "أنهاه الأعز الأكرم زين الملة والدين علي أطال الله بقاءه في ظل والده قراءة وبحثاً واستشراحاً وفهماً وضبطاً، وذلك في مجالس آخرها الرابع والعشرين من شهر محرم الحرام سنة إحدى وخمسين وثمنمائة، كتبه أضعف عباد الله... عبد الملك بن إسحاق".
- مجلس علي بن الحسن بن الحسين الاسترابادي (ت 837هـ/1433م)
كان مجلس درسه عامراً بطلبة العلم، ويتَّضح ذلك في ضوء كثرة من تتلمذ على يديه، كان ورعاً وزاهداً، وقيل فيه: "الشيخ الأعظم الأزهد الأورع الأكمل، زين الملة والحق والدنيا والدين». إنَّ تلميذه المشار إليه لم ينقطع عن مجلسه هذا، إذ إنه أجازه على النصف الثاني من كتاب رجال ابن داود بعد سنتين، تاريخ الإجازة الأولى على النصف الأول من الكتاب، إذ ذكر(الأفندي) أنه وجد على النصف الثاني من الكتاب، بخط المُجيز، مكتوباً: «أنهاه أيده الله وأسعده قراءة مرضية، وذلك في مجالس آخرها يوم الثاني عشر من شهر رجب المرجب سنة تسع وعشرين وثمانمئة، وكتبه علي بن الحسين بن محمد الأسترآبادي".
- مجلس علي بن الحسن بن الحسين السرابشنوي الحلي (كان حياً 851هـ/1447م)
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image006.jpg[/IMG] يُعدُّ السيد علي السرابشنوي من كبار الفقهاء في عصره، إذ إنه وُصف بالقول: «المولى الأكمل الأعظم الأعلم سيد الفقهاء في عصره».
وممَّن أجاز لهم في مجلسه المذكور، الشيخ فخر الدين علي بن نصر الله بهاء الدين الطبري، إذ قرأ عليه الجزء الأول من كتاب (قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام) للعلاَّمة الحلي، وكانت قراءته عليه مرتين، الأولى في (22 رمضان 801هـ/1398م)، وقرأها عليه مرة أخرى بعد خمس سنين أي سنة (806هـ/1403م).
- مجلس علي بن دقماق الحسيني الحلي (كان حياً 840هـ/1436م)
قرأ عليه في مجلسه قوام الدين عبد الله بن سيف الدين بن التائب الشفرابي كتاب (تحرير الأحكام الشرعية)، وأجازه عليه بتاريخ 806هـ/1403م.
- مجلس علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي (كان حياً 800هـ/1395م)
قرأ عليه في مجلسه الشيخ أحمد بن فهد الحلي كتاب (شرائع الإسلام في مسائل الحلال والحرام) للمحقِّق الحلي، وتتلمذ عليه في مجلسه الشيخ الحسن بن سليمان بن خالد الحلي، (كان حياً 802هـ/1399م).
- مجلس محمد بن جعفر بن نما الحلي (ت 645هـ/1247م)
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image007.jpg[/IMG] وهو الشيخ الذي عمَّر بيوت الدرس التي بجانب مقام صاحب الزمان (عليه السلام)، وأسكنها جماعة من العلماء، وممَّن ذكر أنه قرأ عليه في مجلس درسه بجوار مقام صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف)، الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح القسيني الذي منحه الإجازة بما قرأه عليه، وما سمع منه من الروايات، وكان عالما فقيها جليل القدر.
وقد أجاز الشيخ شمس الدين محمد بن أبي طالب الآوي، والشيخ فخر الدين الشيخ علي بن حسن بن مظاهر الحلي، والسيد أمين الدين أبا طالب أحمد بن محمد بن زهرة الحلبي (ت795هـ/1392م)، والشيخ تاج الدين بن يحيى بن أحمد الكاشي.
- مجلس محمد بن جعفر الملحوس الحسني الحلي (ت 879هـ/1474م)
من علماء الإمامية الأجلَّاء، ومن أسرة علمية عريقة، يرجع نسبها إلى السادة الحسنيين الذين سكنوا الحلة، كان مجلسه مركزاً للعلم، إذ كان طلبة العلم يتوافدون عليه، ويأخذون عنه علومهم المختلفة، وممَّن أجاز في مجلسه هذا أحد تلاميذه-لم يذكر اسمه-على كتاب (تحرير الأحكام الشرعية) للعلَّامة الحلي، كتب في آخره: «أنهاه أيده الله تعالى في مجالس متعدَّدة قراءة مرضية مهذبة، تشهد بفضله وغزارة علمه، آخرها نهار شهر عاشوراء لسنة (879هـ/1474م)، كتب العبد محمد بن جعفر الملحوس الحسني».
- مجلس محمد بن أبي جمهور الإحسائي (900هـ/1494م)
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image008.jpg[/IMG] ضمَّ مجلسه أعداداً كثيرة من طلبة العلم في الحلة، حتى تخرج على يديه العديد من العلماء، وممَّن حصل على إجازة منه الشيخ محمد بن صالح الشهير بالغروي الحلي (ت 890هـ/1485م). وله إجازة أخرى في مجلسه المذكور، لأحد تلامذته تاريخها سنة (897هـ/1491م)، على كتابه (غوالي اللآلي العزيزية) الذي اشتهر به.
- مجلس محمد بن الحسن العلَّامة الحلي فخر المحقِّقين (ت 771هـ/1369م)
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image009.jpg[/IMG] درس عنده بمجلس درسه عدد من الفقهاء، منهم: الشيخ شمس الدين محمد بن أبي طالب الآوي، قرأ عليه كتاب مبادئ الوصول إلى علم الأصول سنة (702هـ/1302م)، والشيخ جمال الدين أبو الفتوح أحمد بن عبد الله بن بلكو، قرأ عليه كتاب نهج المسترشدين في أصول الدين سنة (705هـ/1305م)، والشيخ أحمد بن حسن الفرهاني سنة (721هـ/1321م)، والشيخ حسن بن قاسم بن بلبل، قرأ عليه سنة (730هـ/1329م)، والشيخ علي بن الحسن بن مظاهر الحلي، قرأ عليه كتاب قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام للعلامة الحلي، سنة (741هـ/
1340م). والشيخ محمد بن محمد الاسفندياري الآملي، كتاب كشف المراد في شرح تحرير الاعتقاد للعلَّامة، وبنهاية القراءة، كتب له الإجازة بقراءة الكتاب سنة (745هـ/1344م).
- مجلس يحيى بن أحمد بن سعيد الحلي (ت 690هـ/1291م)
[IMG]file:///C:/UsersMaarefAppDataLocalTempmsohtmlclip1%EF%BF%BD1c lip_image010.jpg[/IMG] تتلمذ عليه عدد من الفقهاء، أهمهم: الشيخ محمد بن أحمد بن صالح القسيني سنة (637هـ/1239م)، والسيد عز الدين الحسن بن علي بن الأبرز، قرأ عليه كتاب نهج البلاغة للإمام علي (عليه السلام) سنة (655هـ/1257م)، والشيخ أحمد بن عبد الكريم، قرأ عليه كتاب الجامع للشرايع سنة (681هـ/1282م)، والشيخ كمال الدين علي بن حماد الواسطي، سنة (684هـ/1285م)، والسيد غياث الدين عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن طاووس الذي قرأ عليه كتاب معالم العلماء لإبن شهرآشوب سنة (686هـ/1287م).
- مجلس يوسف بن حسين بن أبي القطيفي (كان حياً 891هـ/1486م)
هو واحد من شيوخ الإجازة دخل اسمه في سلسلة الإجازات، وكان من تلامذة الفاضل المقداد السيوري الحلي، أجاز في مجلسه لتلميذه السيد أحمد الحسيني على كتاب (الدروس الشرعية) للشهيد الأول، كان تاريخ الإجازة في 2 محرم سنة 890هـ/1485م.
مركز تراث الحلة