دمع المزن
سححت من المزن دمع المداد
وكتبت في عينيك بمائه كل القصائد
ففاضت من المداد عيون البحار
وجاشت الأمواج للشطآن بمر المشاعر
وهجعت الريح على خصر الخميل
ترقب حلم الليل في جفن المواعد
و تعيس صبابتي جمرا في الفؤاد
وأبثها لعينيك من أنين الشوق
في جمر الهوى انساما
وماتعس الفؤاد إن هوى هواه
من جفاء الوصل
ومن صد بالأسقام مرام
يهمد في جنبات الروح همدا
ويصير اتقاد النار فيه رمادا
وكيف يرضى من على روضك حبا
وعلى وجنتيك تريضت روحه
فأثمله على شفى مبسم العذراء
من شدة الوجد شذى الأنفاس
بغير لحظك عند مماته ترياق
ومضيت أيامي أعصى فيك قلبي
وأحرق في دجى الليل
لعينيك عيني شموعا
ورق نجم الدجى النائي
وما دنى ولا رق صخر القلوب
ولا ذاقت شفاه الحرمان
في القرب طعم ترياق التداني
واحتضر النبض في وريدي
فأبى الليل إلا أن يمزق
فوق ظلك لهفة الشوق
ويفض مابين قلبي ومابين نفسي
من احتدام النار في الشرياني
فأختصر على طيف خصرك
شهقة الضمة وزفرة التداني
وما قتلني هواك في الحب
فعينيك هي من رمت
في صم الفؤاد وسدد الهدب
نبال السهام في نحر الرأس فأصابا
لأن هواك ليس مرتعه القلب
ولكن مرتعه العقل وكافة الأبدان
فإن أنا مت بلا عينيك
أمسى القلب في قبر الصدر
سقيما وحيدا ظمأنا
طارق صابر