أهوار ميسان وذي قار ثروة طبيعية للعراق …
بغداد ـ براء الشمري
أثمر الاستقرار الأمني في مدن جنوب ووسط العراق عن انتعاش واضح للسياحة في مناطق الأهوار التي سجلت أخيراً توافد عدد من الوفود السياحية الأجنبية إليها، ما دفع سكان تلك المناطق المعروفين بترحيبهم إلى فتح منازلهم للقادمين.
والأهوار هي مسطحات مائية عملاقة غنية بالحياة؛ وتكاد تكون ظاهرة طبيعية ينفرد بها العراق عن غيره من دول العالم، وتستمد مياهها من نهري دجلة والفرات والمياه الجوفية ومياه الأمطار والسيول. ويقيم حول الأهوار عشرات آلاف العراقيين في مناطق أبرزها الدماج وحمّار والجبايش وغيرها ويبلغ مجموع مساحتها أكثر من 40 ألف كلم مربع، وتتركز في محافظات ميسان وذي قار والبصرة تحديداً جنوبي العراق.
ذو الفقار جاسم، وهو صاحب شركة سياحية محلية في العاصمة بغداد، قال لـ”العربي الجديد”: “الرحلات السياحية إلى أهوار ميسان وذي قار بدأت بالازدياد أخيرًا، لأسباب عدة يقف في مقدمتها الاستقرار الأمني، فضلاً عن قلة التكلفة المادية إذا ما قورنت بالرحلات إلى خارج البلاد، او حتى إلى إقليم كردستان العراق”.
وأشار إلى أن شركته خفضت سعر الرحلة للشخص الواحد لخمسة أيام إلى 90 ألف دينار عراقي (ما يعادل 75 دولاراً اميركياً) فقط، بما فيها الفندق والوجبات، موضحا أن برنامج الرحلة يتضمن أموراً عدة أبرزها التجوال في الأهوار، وركوب الزوارق القديمة، ومساعدة السياح على اصطياد السمك وطهيه وإعداده على الحطب الموجود بكثرة في هذه المناطق.
ولفت إلى أن العائق الوحيد الذي يواجه الرحلات هو ضيق مساحة الطريق الذي يتسبب بحوادث متكررة، مؤكدا أن شركته عالجت هذه المسألة من خلال توجيه سائقي حافلات نقل المسافرين بالسير بسرعة منخفضة.
وبّين أن الإقبال على زيارة الأهوار يزداد خلال الشتاء، بسبب زيادة منسوب المياه خلال هذه الفترة.
وقال عدي مزهر، وهو من سكان العاصمة العراقية، إن تصوره عن الأهوار اختلف كثيرا بعد زيارته مع عائلته إلى المنطقة، مؤكدا لـ”العربي الجديد” أن الأهوار على الرغم من بساطتها، وإهمالها من قبل الحكومات المتكررة، إلا أنها تعد متنفسا مهما للعراقيين.
وأضاف “شاهدت المتعة بعيون زوجتي واطفالي وهم يتجولون بين الأهوار بزورق قديم أحيانا يستخدمون أيديهم لقيادته”، موضحاً أنه قضى خمسة أيام جميلة وغير مكلفة هناك.
محمد أمين أستاذ جامعة ذي قار جنوبي العراق قال لـ”العربي الجديد”، “إن مستقبل منطقة الأهوار يبشر بخير، فطبيعة سكانها المرحبين بالغرباء الذين يصلون إلى المنطقة للتعرف إليها، وثراؤها بالحيوانات البرية والأسماك، واعتدال المناخ يجعل منها مقصدا ممتازاً، لكنها ما زالت تحتاج إلى بنى تحتية وأهمها الفنادق”، مبيناً أن الأهوار منحت فرصة لعودة التعايش والتعارف بين مختلف سكان مدن العراق.
وفي السياق، أكد ضابط في قيادة شرطة ميسان وجود توجيهات تلزم القوات العراقية المتواجدة هناك بتقديم جميع التسهيلات للسياح القادمين من محافظات اخرى، مبينا في حديث لـ”العربي الجديد” أن مفارز من الشرطة تقوم في أغلب الاحيان بمساعدة القوافل على الوصول إلى الأماكن التي تقصدها.
وأهوار جنوب العراق هي مجموعة من المسطحات المائية التي تغطي الأراضي المنخفضة، وتزداد مياهها أواخر الشتاء، وفي فصل الربيع، وتنخفض في المواسم الأخرى.
ووافقت منظمة “يونسكو” عام 2016 على إدراج أهوار العراق ضمن لائحة التراث العالمي كمحمية طبيعية دولية تضاف إلى المدن العراقية الأثرية القديمة الموجودة جنوب البلاد.