النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

لماذا خلق الله تعالى إبليس (لعنه الله) ؟

الزوار من محركات البحث: 56 المشاهدات : 1001 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 770 المواضيع: 645
    صوتيات: 42 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 784
    آخر نشاط: منذ يوم مضى

    لماذا خلق الله تعالى إبليس (لعنه الله) ؟

    لماذا خلق الله تعالى إبليس (لعنه الله) ؟
    *
    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي محمد وعترته (صلى الله عليهم وسلم) ...
    ينبغي العلم أنّهُ ليس الشيطان فقط هو المسؤول عن الشر والضلالة ، بل يتبع الإنسان عدوٌ آخر لا يفارقه حتى يموت . ألا وهي النفس وهواها :
    - قَالَ تَعَالَى : ﴿۞ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ - [سُّورَةُ يُوسُفَ : 53.]
    - قَالَ تَعَالَى : ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ - [سُّورَةُ الشَّمْسِ : 7 - 10.]
    - قال أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) : « أَعْدَى عَدُوِّكَ نَفْسُكَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْكَ‏ » . (بحار الأنوار : ج71، ص271.)
    وقال (عليه الصلاة والسلام) : « هَوَاكَ أَعْدَى عَلَيْكَ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّ ، فَاغْلِبْهُ وَإِلَّا أَهْلَكَكَ » . (عيون الحكم والمواعظ : ص514، ح9348.)
    فلا بد من الإشارة إلى النفس الأمارة بالسوء ومن ثم الخوض في موضوع إبليس (لعنه الله) .

    ... أما بعد ...
    فإن الله سبحانه وتعالى خلق آدم (عليه السلام) من أديم الأرض .
    وأراد أن يختبره ويجازي أعماله . قَالَ تَعَالَى : ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ - [سُّورَةُ هُودٍ : 7.]
    وما أراد تعالى أن تكون الدنيا لابن آدم هي المقر الرئيسي للعيش ، بل أراد من بني آدم العبادة والطاعة .
    1- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ - [سُّورَةُ الذَّارِيَاتِ : 56.]
    2- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ - [سُّورَةُ الْأَنْعَامِ : 32.]
    3- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ - [سُّورَةُ البَقَرَة : 30.]
    4- قَالَ تَعَالَى : ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ - [سُّورَةُ البَقَرَة : 35.]
    الآن قد يسئل سائل : أوليس أنَّ الله تعالى أرسل آدم إلى الجنة ثم دخل إبليس (لعنه الله) فأضل آدم وأخرجه ؟!

    فنجيبه :
    سُئِلَ الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : عَنْ جَنَّةِ آدَمَ (عليه السلام) ؟
    فَقَالَ (عليه السلام) : "جَنَّةٌ مِنْ جِنَانِ الدُّنْيَا ، تَطْلُعُ فِيهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ، وَلَوْ كَانَتْ مِنْ جِنَانِ الْآخِرَةِ مَا خَرَجَ مِنْهَا أَبَداً". (الكافي : ج3، ص247.)
    فهذا ليس بصعبٍ على الله سبحانه أن يخلق عالماً يطلع فيه الشمس والقمر ويطلق عليه لقب الجنة لجماله ومظهره الرائع . ومن ثم أليس في الجنة حورٌ عين وولدان مخلدون ؟ فكيف يكون ان تكون لآدم زوجة بشرية واحدة ؟. فإذاً أنَّ الجنة التي عنى بها الله تعالى في كتابه هي جنة من جنان الدنيا وليست من جنان الآخرة .

    *
    الآن قد يسأل سائل : (عقلي لا يتقبل أن يخلق الله تعالى إبليس ليضل عباده ؟!)
    فنجيبه :
    خلق الله تعالى الشيطان للعديد من المصالح والحكم التي لا يعلمها إلى الله ومنها :
    1- زيادة خوف المؤمنين والملائكة من ذنبهم بعد مشاهدة سقوط إبليس من المرتبة الملكية إلى المنزلة الشيطانية ، الأمر الذي دفعهم لعبادة الله عبادة أخرى والخوف والخضوع له .
    2- امتحان العباد ليفرق بين طيبهم وخبيثهم وليميز بينهم محبته لحكمته وعدله حيث خلق من يُظهر فيهم حكمته وعدله .
    3- إظهار عموم تصرفه وتنوّعه بالعقاب والثواب والإكرام والفضل والإذلال والإعزاز ، فله سبحانه الملك التام .
    4- إظهار كمال قدرته في الخلق ، فقد خلق الملائكة وجبريل والشياطين وهو خالق الأضداد كالجنة والنار والسماء والأرض والحر والبرد والطيب والخبيث .
    5- إظهار كماله ، فحمده سبحانه تامّ كامل من كافّة الوجوه ، فهو محمود على عدله وخفضه ومنعه وإهانته وانتقامه ، كما أنه محمود على عطائه ورفعه وفضله .

    *
    دعونا الآن نعرف سبب إمهال الله تعالى إبليس (لعنه الله)
    بإضلال بني آدم إلى يوم يُبعثون :

    قال إبليس (لعنه الله) حينما رأى قوماً يتناولون أمير المؤمنين علي (عليه الصلاة والسلام) ، فقال لهم :
    ﴿اسْمَعُوا مِنِّي‏ مَعَاشِرَ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ ، عَبَدْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَانِّ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ ، فَلَمَّا أَهْلَكَ اللَّهُ الْجَانَّ شَكَوْتُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْوَحْدَةَ فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَعَبَدْتُ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ أُخْرَى فِي جُمْلَةِ الْمَلَائِكَةِ ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ نُسَبِّحُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَنُقَدِّسُهُ إِذْ مَرَّ بِنَا نُورٌ شَعْشَعَانِيٌّ فَخَرَّتِ الْمَلَائِكَةُ لِذَلِكَ النُّورِ سُجَّداً فَقَالُوا سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ هَذَا نُورُ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ أَوْ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ ، فَإِذَا بِالنِّدَاءِ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿مَا هَذَا نُورُ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلَا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ هَذَا نُورُ طِينَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ)﴾ . (علل الشرائع : ج1، ص136.)
    وسُئِلَ الإمام الصادق (عليه السلام) : كَيْفَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِإِبْلِيسَ‏ : ﴿فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى‏ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ‏﴾ ؟
    قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : لِشَيْ‏ءٍ كَانَ تَقَدَّمَ شَكَرَهُ عَلَيْهِ . قِيلَ وَمَا هُوَ ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : رَكْعَتَانِ رَكَعَهُمَا فِي السَّمَاءِ فِي أَرْبَعَةِ آلَافِ سَنَةٍ . (علل الشرائع : ج2، ص212.)

    *
    خُلاصة الحديث :
    تكمن الحكمة في بقاء إبليس إلى آخر الدهر في امتحان العباد ومجازاة الشيطان على صالح عمله السابق .
    فيا عبد الله المسلم متى ما شعرت بالوسوسة أوْ سوَّلت لك نفسك لفعل الحرام والموبقات فذكّر شيطانك بعبادته التي قضاها في أعالي السماوات . وقل لنفسك : ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ - [سُّورَةُ الشُّعَرَاءِ : 62.]

    هذا ونختم حديثنا بحديث أمير المؤمنين الإمام علي
    (صلوات الله وسلامه عليه) :

    « فَاعْتَبِرُوا بِمَا كَانَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ بِإِبْلِيسَ إِذْ أَحْبَطَ عَمَلَهُ الطَّوِيلَ وَجَهْدَهُ الْجَهِيدَ ، وَكَانَ قَدْ عَبَدَ اللَّهَ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا يُدْرَى أَ مِنْ سِنِي الدُّنْيَا أَمْ مِنْ سِنِي الْآخِرَةِ عَنْ كِبْرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، فَمَنْ ذَا بَعْدَ إِبْلِيسَ يَسْلَمُ عَلَى اللَّهِ بِمِثْلِ مَعْصِيَتِهِ ، كَلَّا مَا كَانَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِيُدْخِلَ الْجَنَّةَ بَشَراً بِأَمْرٍ أَخْرَجَ بِهِ مِنْهَا مَلَكاً إِنَّ حُكْمَهُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلِ الْأَرْضِ لَوَاحِدٌ ، وَمَا بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ هَوَادَةٌ فِي إِبَاحَةِ حِمًى حَرَّمَهُ عَلَى الْعَالَمِينَ » .
    المصدر : (نهج البلاغة : ص287. طبعة صبحي الصالح.)



  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: January-2014
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 15,984 المواضيع: 146
    صوتيات: 20 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 13948
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى حازم البغدادي
    مقالات المدونة: 15
    كيف نميز بين شيطان الروح والشيطان الحقيقي وما هو المعيار للفصل بينهما؟

  3. #3
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: September-2014
    الدولة: العراق
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 12,625 المواضيع: 262
    التقييم: 5409
    مزاجي: برتقالي...
    المهنة: طالبة هندسة
    آخر نشاط: 16/October/2022
    مقالات المدونة: 2
    تبقى اشياء مبهمه ويبقى العقل يخلي عليها علامات استفهام لذلك نقول ( لحكمه لا يعلمها سوء الله )
    الافضل انو نستثني كل هالامور ونعبد الله بجوارحنا كامله .. فقط ثق انو الله يحبك

  4. #4
    صديق فعال
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حازم البغدادي مشاهدة المشاركة
    كيف نميز بين شيطان الروح والشيطان الحقيقي وما هو المعيار للفصل بينهما؟
    المعيار الفصل بين شيطان النفس وشيطان الجن هو :
    أن السلبيات والمفاسد التي تفرزها النفس تكون داخلية ، فيعني مثلاً حديث النفس والشكّ في الصلاة أو الأنانية أو الشهوات الجنسية . فهذه جميعها تكون داخلية مصدرها النفس .
    أما عن الشيطان الجني فمهمته أوسع من النفس الأمارة بالسوء . وذلك أن جميع مفاسده وسلبياته تكون خارجية ، فيعني مثلاً إشعال فتنة بين فلان وفلان أو تزيين شيء دنيوي لابن آدم وغيره . وهو بامكانه أيضاً أن يشترك مع النفس الأمارة بالسوء .
    وذلك لأن طبيعة الخلقة الإنسانية لا توصف من حيث الهيكلية والرَّوحانية . فالإنسان بإمكانه أن يكون أفضل من الملائكة أو أن يكون أضل من الأنعام والبهائم .


  5. #5
    صديق فعال
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فونة مشاهدة المشاركة
    تبقى اشياء مبهمه ويبقى العقل يخلي عليها علامات استفهام لذلك نقول ( لحكمه لا يعلمها سوء الله )
    الافضل انو نستثني كل هالامور ونعبد الله بجوارحنا كامله .. فقط ثق انو الله يحبك
    * بارك الله فيك *

  6. #6
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Laith Kaser مشاهدة المشاركة

    المعيار الفصل بين شيطان النفس وشيطان الجن هو :
    أن السلبيات والمفاسد التي تفرزها النفس تكون داخلية ، فيعني مثلاً حديث النفس والشكّ في الصلاة أو الأنانية أو الشهوات الجنسية . فهذه جميعها تكون داخلية مصدرها النفس .
    أما عن الشيطان الجني فمهمته أوسع من النفس الأمارة بالسوء . وذلك أن جميع مفاسده وسلبياته تكون خارجية ، فيعني مثلاً إشعال فتنة بين فلان وفلان أو تزيين شيء دنيوي لابن آدم وغيره . وهو بامكانه أيضاً أن يشترك مع النفس الأمارة بالسوء .
    وذلك لأن طبيعة الخلقة الإنسانية لا توصف من حيث الهيكلية والرَّوحانية . فالإنسان بإمكانه أن يكون أفضل من الملائكة أو أن يكون أضل من الأنعام والبهائم .

    كيف تتكون الفتنة؟ اليس بالاحساس الداخلي بالبغض... ايعني ان الفتنة مثلا التي حدث في سوريا سبهها جن سلط على رئيسهم وسلط على الشعب ايضا

  7. #7
    صديق فعال
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حازم البغدادي مشاهدة المشاركة
    كيف تتكون الفتنة؟ اليس بالاحساس الداخلي بالبغض... ايعني ان الفتنة مثلا التي حدث في سوريا سبهها جن سلط على رئيسهم وسلط على الشعب ايضا
    قَالَ تَعَالَى : ﴿... شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ...﴾
    [سُّورَةُ الْأَنْعَامِ : 112.]

    أعلم أخي أن الشيطان على نوعين :
    الإنسي والجني (العامل الخارجي) . والنوع الثالث النفس (العامل الداخلي) .
    أما عما تقصده عن الفتنة التي حدثت في سوريا وحتى في العراق واليمن وغيرها من الدول فهذه عبارة عن خليط متجانس من شياطين الجن والإنس وقد تكون العامل الرئيس لها الماسونية سببوا حروباً لعنهم الله .

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال