قصــدت هلالاً من بين الأهــله
بل بدراً منيراً لا ليس مثله
منه يشـــتق الــنـــور والأظــله
ياليتني أصل إليه أقبل نعله
هـو الحســين شـــبل الأجــله
عالي الفخر يسمو على الأذله
أتراك تجـهـله أم تجهــل أصله!
هذا حسين ابن النبي ولنعم أصله
ابن علي وفاطم أخو المجتبى هيا قف له
وانحني إجلالاً فهيهات يولد مثله
حارت العقول أي اعجاز فيه وفي نبله
ببسمة حنونة قابل القلوب المعتله
وروى الدين بدمه الطاهر فما أعظم فعله
صرخ في القوم هيهات منا الذله
انتصار الدم على السيف وتأسيس دوله
فحري بنا أن نقيم عليه مآتم كل ليله
فلولاه مات الدين وعطلت الأحكام والأدله
بورك قبر حوى عالماً وطوبى لأرض وطأتها نعله
من يومه وإلى الحشر ترى وفوداً تستمطر فضله
تحن اليه وتبكي عليه فأي مصاب كان مثله
جمع الحسن والفضائل والمصاب بكل شكله
من تعفير وضربة بسهمٍ ورمية بنبله
وطعنة بسيف وجيوش تدور حوله
ألا لعنة الله على تلك الجموع الذليله
وأشد إجراماً لم يحدث الا بابن البتوله
سهم مسموم مشؤوم طوق قلبه
والأشد من ذلك اجراماً وهولا
حز نحرٍ من القفا آهٍ عليك يابن البتوله
وخيول أعوجياتٍ ترتقي صدر الفضيله
ياعلي أ تنظر ابنك ولا تقم له !
وكأني أراكِ يا زهراء عليله
تتجهين نحو رأسه ومرة نحو موضع قتله
آهٍ عليك يا حسين أُبتليت بمليون عله
صرت للأحرار مناراً وقبله
ارتوت كربلاء بدمائك المسيله
ما أغدركِ يا أرض كرب وبليه
أ يحل ضيفاً عليكِ إمامنا بثقله
فتستبيحي حرمته أي جرمٍ وأي فعله
أم هو الشوق للحبيب المعلى
فأبيتي أن يشد عنكِ رحله
فأودعتيه أرضكِ كي تتباهي بنزله
بدمه الطاهر وبثورة مهوله
أثبت للعالم حقاً هذه المقوله
إن للباطل جوله وللحق دوله