جامع السليمانية.. معلم تاريخي وسط بغداد
عند التجوالِ في أحياءِ بغداد القديمة ابتداءً من شارع الرشيد وصولاً الى حي الميدان وباب المعظم ستُشاهد العديد من الأماكن التي تحتوي على البنايات ويعودُ تأريخ أنشاؤها الى ما قبل قرون من الزمنِ والتي تُعتبر معالم تراثية وحضارية مهمة في التاريخ العراقي، حيثُ شُيدت وأصبحت دوائر حكومية ودور للعبادة وكنائس ومراكز اخرى.
وأبرز تلك المعالم مدرسة وجامع السليمانية الذي يُعد من المساجد التراثية القديمة، حيث تم بناؤه في عام 1206 هـ في عهد سليمان باشا الكبير، وكان مركزاً دينياً يضمُ أضرحة مجموعة من العلماء ومن ضمنهم مفتي بغداد الشيخ محمد فيضي الزهاوي المتوفى سنة 1921م
ويقول الشيخ عبدالستار عبدالجبار عضو الهيئة العليا لكبار العلماء في المجمع الفقهي العراقي في تصريح خاص لـ دواڕۆژ، ان تسمية المسجد بهذا الاسم جاء نسبة الى خليفة العثمانيين سليمان القانوني، حيث كان العثمانيون يسيطرون على العراق قبل مئات السنين وهذا الاسم ينطبق أيضاً على جامع السليمانية الكبير في مدينة أسطنبول التركية فتسمية الجوامع في ذلك الزمان في بغداد وأسطنبول هي نسبة لهذا الخليفة العثماني .
وأضاف عبدالستار، ان هذه المدرسة والمسجد كان يُدرس فيهما طلبة العلم على يد كبار العلماء في العراق ومن بين مدراء المدرسة الشيخ محمد فيضي الزهاوي والذي تخرج على يده العديد من العلماء والقراء والمشايخ .
ويقع بالقرب من المسجد مبنى السراي الحكومي وهو أحد الصروح التي بناها العثمانيون سابقاً وكذلك مبنى القشلة وهي أبرز معالم شارع المتنبي في بغداد وتسمى تلك بمحلة حسن باشا .
يذكر ان مسجد السليمانية اليوم في العاصمة الإتحادية بغداد مغلقةً أبوابه أمام المصلين وطلاب العلم لظروف عدة أهمها أن المنطقة المحيطة به أصبحت صناعية ومخارن للبضائع التجارية وشبه خالية من العوائل الساكنة هناك، بالاضافة الى عدم اهتمام الجهات الحكومية بمجموعة المعالم الاثرية في بغداد القديمة .