السؤال: ليس (صلى الله عليه وآله) المقصود في قوله تعالى: (لا تقل اني فاعل)
قال تعالى: (( ولا تقل اني فاعل ذلك غداً الا ان شاء الله ...)).
سؤال: كيف يخاطب القرآن النبي هكذا ونحن نعرف عصمة النبي عن الخطأ (هل النبي نسي أن يقول ان شاء الله)؟
أجيبوا جزاكم الله.
الجواب:
الآية الكريمة لا تنافي العصمة عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، إذ الخطاب موجّه للمكلفين والقرآن نزل بإياك أعني واسمعي يا جارة. وليس هو خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم). ثم على قول من قال انه خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، فليس فيه ما يسيء إلى عصمته (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذ ذلك من الله تعالى تذكير له (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأن كل أمر موقوف على إرادته واشائته، فإن شاء كان وإن لم يشأ لم يكن، وهو (صلى الله عليه وآله وسلّم) غير غافل عن ذلك ، وقد شهد الله تعالى له بذلك فقال تعالى: (( وإنك لعلى خلق عظيم )) (القلم:4)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (أدّبني ربي فأحسن تأديبي). وقد كانت سنة الأنبياء تعليق كل شيء على إرادته تعالى، فقال تعالى حكاية عن موسى: (( قال ستجدني إن شاء الله صابراً ولا أعصي لك أمرا )) (الكهف:69) وقال حكاية عن شعيب: (( وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين ))(القصص:27) وقال حكاية عن إسماعيل: (( قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين )) (الصافات:102). وهكذا هي سنة الأنبياء في مخاطباتهم ، بل تعليق الفعل على إرادته سيرة الصالحين ، فكيف بخيرة الصالحين وخاتم الأنبياء والمرسلين يصدر منه خلاف إرادته تعالى ومن ثم يعاتب عليه ؟!! فثبت أن ذلك خطابٌ للمكلفين دونه (صلى الله عليه وآله وسلّم).