السؤال: النبي محمد (صلى الله عليه وآله) أعلم من جبرئيل (عليه السلام)
هل الاعلمية تعني الافضلية ؟
ومن كان أعلم رسول الله محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير الانام أم جبريل (عليه السلام)؟ وكيف؟
ان مثل هذه الاسئلة تطرح من اناس يريدون ان يثبتوا ان خلافة أبي بكر صحيحة لا غبار عليها حيث ان جبريل (عليه لاسلام) هو من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ وهذا صحيح فهو (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من في الكون ـ خير منه.
كيف الرد على مثل هذا الكلام.
الجواب:
نحن لا نسلّم بأنّ علم جبرئيل (عليه السلام) كان أكثر من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، بل غاية ما في الأمر هو أنّ جبرئيل (عليه السلام) كان رسولاً و حاملاً للوحي المنزّل على النبيّ (صلى الله عليه وآله) بما أعطاه الله من دور في ايصال كلامه عزّوجلّ الى الأنبياء ( عليهم السلام).فهل ترى أنّ هذا بمعنى أعلميّته من الأنبياء (عليهم السلام )؟!
هل هناك قاعدة علميّة أو شرعيّة أو عرفيّة تدلّ على أعلميّة الرسول من المرسل اليه ؟
هذا أوّلاً.
ثانياً: تصرّح بعض الروايات بأنّ النّبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يتّصل أحيانا مباشرةً ـ و بدون معونة جبرئيل (عليه السلام) ـ بمبدأ الوحي ، و كانت هذه الحالة تعرف عند الاصحاب و يميّزونها عن اتّصاله بجبرئيل (عليه السلام) ، و هذا يعني إمكانيّة أخذه (صلى الله عليه وآله) العلم من الباري عز ّوجلّ حيث لا يعلم به جبرئيل (عليه السلام).
ثالثاً: لو أمعنّا النظر في الاخبار الّتي تدلّ على أفضليّة خلقه (صلى الله عليه وآله) عن جميع المخلوقات التي توجد في كتب الفريقين ، نستنتج بأنّ الكون بأسره بإستثناء وجود الباري عزّوجلّ يستفيض نور وجوده من فيض وجود الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).وعليه هل يبقى توهّم إنّ جبرئيل (عليه السلام) كان أعلم منه (صلى الله عليه وآله) ؟!!!و أخيراً فانّ تشبّث بعضهم بهذه الموهومات لإثبات خلافة فلان لا ناتج له إلاّ الحرمان من الحق ، جعلنا الله و إياهم من المتّقين.