السؤال: لا يتأثر بالسحر
توجد بعض المذاهب تعتقد بأن النبي قد سحر في فترة من فترات حياته فما رأيكم في هكذا اعتقاد؟
وما ردكم عليهم.
الجواب:

قد جاء في بعض المجاميع الحديثيّة من الفريقين ما يشعر بوقوع السحر (البحار 18/57 ، 69 ـ صحيح البخاري 10/199 ـ صحيح مسلم / ح 2189). ولكنّ الصحيح أنّ السحر لا يؤثّر في نفوس الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) - كما عليه المشهور والمحقّقون من علماء الإماميّة. ويدلّ عليه - عقلاً - بأنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) في فترة السحر - على فرض المحال - تكون تصرفاته غير لائقة بالإنسان العادي فكيف وهو نبي؟!.
وأيضاً يعتبره القرآن من تقوّلات الكفّار والمعاندين في سبيل عدم الرضوخ للحق (( إذ يقول الظالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحوراً )) (الإسراء:47)، و (( فقال له فرعون إني لأظنّك يا موسى مسحوراً )) (الإسراء:101)، و (( وقال الظالمون إن تتبعون إلاّ رجلاً مسحوراً )) (( أنظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا )) (الفرقان: 8 ، 9). وعليه فلابدّ من تأويل الأحاديث الواردة في هذا المجال بما لا ينافي المسلّمات ، أو طرحها من الأساس باعتبار ضعف أسانيدها . وهنا نقطة لا بأس بالإشارة إليها: وهي أنّ الروايات الشيعية في هذا الموضوع تدلّ فقط على محاولة بعض اليهود لسحر النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وليس فيها دلالة على تأثير ذلك السحر في نفسه الكريمة (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، بل فيها دلالة على صدق نبّوته، إذ إنّه (صلى الله عليه وآله وسلّم) اطّلع على هذا التمويه بإخبار من الله عزّ وجل فأمر باستخراج السحر من مكان خاص، فكان كما أخبر هو (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وهذه القضية أصبحت تأييداً آخر لنبوّته ورسالته .
وعلى العكس ، فإنّ في روايات أهل السنة في هذا المجال ما يأباه العقل والنقل ويردّه حتى القرآن - كما ذكرنا - بالصراحة. فتأويلها أو رفع اليد عنها أحرى وأجدر من طرح الأدلة العقليّة والنقليّة بهذا الشأن.