السؤال: معنى قول آمنة (لم أحمل أخف منه)
يقول أحد المسيحيين القمص زكريا بطرس, أنه يروى في السيرة الحلبية ان ام النبي قالت انها عندما حملت به لم تجد أخفّ من حمله ويفسر ذلك ان ام النبي قد حملت قبل النبي وإلا كيف قالت انها لم تجد اخفّ منه وحملت به مدة طويلة
فيفسر بذلك كلام استحي ان اقوله فيقول هل أبو النبي هو عبدِالله ام غيره
فما قولكم
الجواب:
أجمع علماء النقل على أن آمنة لم تحمل بغير رسول الله (صلى الله عليه وآله), ومعنى قولها: (لم أحمل أخّف منه) خرج على وجه المبالغة, أو على أنه وقع اتفاقاً فالعبارة توهم أن أم النبي (صلى الله عليه وآله) قد حملت قبله, وليس النبي (صلى الله عليه وآله) أول حمل لها, ولكن هذا هو مفاد التأمل في العبارة على فرض صحة صدورها عن أم النبي (صلى الله عليه وآله), وصدورها غير ثابت في مصادر الشيعة.
أقول: أن التأمل في العبارة يقود إلى هذا الفهم الصائب وهو: أن النبي (صلى الله عليه وآله) بالمقارنة مع ما يحمل مطلقاً سواء أكان الحمل باليد أم بغيرها هو حمل خفيف ليس ثمة ما هو أخف منه مما عهدت حمله في مثل وزنه. وبعبارة أخرى: إني قد حملت اثقالاً وأشياءً بيدي فلم أجد فيما حملته حملاً أخف من محمد (صلى الله عليه وآله).
ووجه آخر: إني لما كنت أمرأةً وأعلم من خلال تجربة النساء أن الحمل يكون فيه ثقل ومشقة على المرأة لم أجد هذا الثقل الذي يجدنه حال حملهن حينما حملت أنا بمحمد (صلى الله عليه وآله), فهذان وجهان صحيحان لتفسير هذه العبارة, ولو أصر النصراني على ما توهم العبارة فليعلم أن هذه العبارة لم ترد في مصادرنا ... وقد نفى جميع أصحاب السير أن يكون لآمنة وعبد الله ولدٌ قبل محمد (صلى الله عليه وآله) وأن محمداً (صلى الله عليه وآله) هو أول ولد لهما. وهو أول ولد لآمنة.