تاريخ الحضارة السومرية



حضارات بلاد الرافدين
تعدُّ بلادُ الرافدين من المناطقِ الجغرافيّة التاريخية التي احتضنت أوائل المراكز الحضارية في تاريخ العالم، وتشمل حاليًا كلًّا من: العراق وسوريا تركيا، ومن الجدير بالذكر أن المنطقة قد شهدت حضارات متعاقبة أسهمت في ازدهارها وتقدمها، ومن أهم هذه الحضارات الحضارة السومرية والأكادية والآشورية والكلدانية
والبابلية، وكان لكل واحدة منها لغة وفلسفة وأساطير وأدب خاص بها تنفرد به عن الأخرى، وتمكنت من إثبات وجودها جميعًا في مختلف الميادين كالطب والفلك والرياضيات، كما تعددت أيضًا الديانات فيها وفقًا للاعتقادات السائدة آنذاك، وفي هذا المقال سيتم تسليط الضوء على تاريخ الحضارة السومرية.
الحضارة السومرية
تعدُّ الحضارة السومرية بأنّها أقدم حضارة في العالم، وقامت الحضارة في الأجزاء الجنوبية من بلاد الرافدين، واشتُقّت التسمية من اسم أراضي بابل التي كانت تحمل اسم سومر قبل 2000 قبل الميلاد، واحتضنت الحضارة بين ربوعها عددًا من المدن المستقلة في القرن الرابع، ومنها: لارسا، سيبار، إريدو، سيبار، أوما، نفر وغيرها الكثير، أما فيما يتعلق بالملوك الذين حكموا المنطقة فقد سُجلّت أسمائهم في مخطوطةٍ قديمة مكتوبة باللغة السومرية تعرف باسم صحيفة الملك، ورصدت هذه الصحيفة أسماء الملوك منذ مرحلة ما قبل الطوفان وحتى آخر السلالات سلالة إيسن، وبالنسبة لأصولهم فإنّ الدلائل تشير إلى أنهم أقوام هاجروا من المناطق الشمالية في العراق نحو الجنوب.
تاريخ الحضارة السومرية
نشأتِ الدولة السومريّة في مطلع الألفية الرابعة قبل الميلاد حيث عصر أورك، وانفردت هذه الحضارة بإقامة المدن الأولى التي يغلب عليها الطراز الفخاري المنبثق عن ثقافة العبيد، ويشار إلى أن هذه الحضارة قد تأثرت بالمستوطنات الزراعية الممتدة فوق ضفاف نهر الفرات في الألفية السادسة قبل الميلاد، ومع قدوم السومريين فقد أقاموا المزيد من القرى الزراعية والمستوطنات للتطور فيما بعد إلى مدن، ويعدُّ الحاكم إنانا أول حكام للحضارة، ويُنسب إليه المعبد المشهور في المنطقة معبد إنانا، ويشير تاريخ الدولة إلى أنها مرّت بعدت مراحل خلال حياتها وانقسمت إلى دولة قديمة وأخرى حديثة، ومن أبرز إنجازاتهم أنهم أول من عرف علم الفلك، ودباغة الجلود وغزل الصوف والخياطة، كما برعوا بالهندسة، وسن القوانين والتشريعات.
انهيار الحضارة السومرية
تتضاربُ المعلومات التاريخية حول اندثار الدولة السومرية، فيقال بأنه من الممكن أن تكونَ قد تعرضت للحرق والنهب من قِبل العيلاميين، ويذكر بأن الكثير من حركات الكفاح السومرية قد توّجهت لمقاومتهم لكنها فشلت، وتلاشت اللغة تمامًا، كما أسهم العموريون أيضًا في القضاء عليهم، وقامت على إثرها الحضارة البابلية في العصر القديم.